الأخبار اللبنانية

بلدية جبيل وLAU و”مؤسسة الصفدي” يطلقون برعاية وزارة السياحة وضمن المشروع الثقافي السياحي “بنو أمية” الممول من الاتحاد الأوروبي وبالشراكة مع 7 دول متوسطية،

المسار اللبناني: عنجر، بعلبك، طرابلس، جبيل، بيروت، صيدا، وصور،

ويعلنون العمل في نهاية المشروع على إنشاء متحف أموي في لبنان
أطلق الشركاء اللبنانيون، بلدية جبيل والجامعة اللبنانية الأميركية(معهد التخطيط المدني) و”مؤسسة الصفدي”، مشروع “مسار الأمويين”، وذلك في قاعة الشمال بمركز الصفدي الثقافي، وبرعاية من وزارة السياحة اللبنانية. ويندرج هذا المسار في إطار مشروعهم الاستراتيجي المشترك “بنو امية” لبناء المسارات الثقافية عبر الحدود في الدول الشريكة الواقعة في حوض البحر المتوسط: اسبانيا، ايطاليا، البرتغال، تونس، مصر، الأردن ولبنان، والممول من الاتحاد الأوروبي. علماً أن هذه الدول كان للخلافة الأموية تأثيراً فاعلاً على تراثها وثقافتها، ومعمارياً أيضاً حيث ظهر ذلك جلياً في معالمها العمرانية، إلا أنها لم يتم إدراجها بشكل كاف في الروزنامة السياحية في تلك البلدان. وقد حضر الحفل، إضافة إلى المدير العام لمؤسسة الصفدي السيد رياض علم الدين، السيد ربيع شداد ممثلاً صاحب الرعاية وزير السياحة السيد ميشال فرعون، قائمقام بشري السيدة ربى شفشق ممثلة محافظ الشمال الأستاذ رمزي نهرا، ممثل عن النائب روبير فاضل، رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال، مدير عام وزارة الثقافة أ. فيصل طالب، الأمينة العامة للجنة الوطنية للاونيسكو البروفسورة زهيدة درويش، رئيس بلدية عنجر السيد كارابيد بابوكيان مع وفد من أعضاء البلدية، نائب رئيس بلدية جبيل السيد أيوب برق، ممثلان لشريكي المشروع عن الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور رشيد شمعون ورئيس فرع الهندسة في الجامعة البروفسور الإسباني خوسيه مانويل مادريغال، وعن مؤسسة اليغادو اندلوسي الإسبانية السيد خوان مانويل سيد، إضافة إلى ممثل نقيب المهندسين في الشمال المهندس حبيب الشامي، السفير محمد عيسى، رئيسة مؤسسة دانتي أليغيري الإيطالية السيدة كريستينا فوتيه، مدير المعهد الفرنسي في طرابلس السيد اتيان لويس، رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي الدكتور نزيه كبارة، فاعليات بلدية واجتماعية وثقافية، ومهتمون. وقد تزينت جدران القاعة بلوحات تضمنت صور معالم مناطق المسار وخريطة توزيعها. وقدم ممثل ليغادور بالمناسبة لعلم الدين كتاباً عن الحضارة الأندلسية من مؤسسة التراث الأندلسي التابعة لحكومة الأندلس الإقليمية.
بعد النشيد الوطني، وافتتاح من مديرة المشروع في مؤسسة الصفدي ريما ابو بكر، رحب علم الدين بالحضور في طرابلس، الحضارة التي تأبى النسيان، وفي مركز الصفدي الثقافي الذي يمثل الحداثة بانفتاحه على الحضارات، ويرمز إلى الأصالة بحفاظه على التراث ونشره. وقال: إننا في المؤسسة، نضع نصب أعيننا رفع مستوى الوعي على فهم وتقدير العالم العربي ونشر الثقافة العربية، وتأمين التواصل بين الأفراد من مختلف الثقافات، والتأكيد أيضاً على مفهوم الإنسانية والمشاركة وتفاعل الحضارات. وعن مشروع “مسار الأمويين” الهادف إلى تعزيز التراث الثقافي في دول حوض المتوسط، قال: لقد قطع المشروع أشواطاً عدة، حيث انتهينا من مرحلة تجميع المعلومات وتحديد المسارات، لننكب بعدها إلى إعداد وتنظيم ورش العمل وتبادل الخبرات وتدريب المرشدين السياحيين، ليصار في نهاية المشروع، بإذن الله، إلى تجهيز المتحف الأموي في لبنان. أضاف: إن طرابلس، ثاني أكبر مدينة في لبنان، والحاضنة للعديد من المواقع التاريخية والأثرية والثقافية، تمتلك أهم مقومات السياحة من غنى في التاريخ والابداعات التي ميزت أبناءها، ناهيك عن تقاليدها العريقة، بما يؤهلها لتكون مدينة للسياحة الثقافية، إذا ما أولاها المعنيون الاهتمام اللازم، سواء من خلال حماية آثارها وصيانتها وتأهيلها لاستقطاب السواح، وضمان أمنها الدائم، وإعادة وضعها على الخارطة السياحية. وهي مسؤولية جماعية مشتركة بين الدولة والبلدية وهيئات المجتمع المدني وأبناء المدينة.
ووجه التحية إلى الشركاء في بلدية جبيل التي أمل” أن يكون هذا التعاون فاتحة لشراكة تساهم في خدمة مدينتينا طرابلس وجبيل على وجه الخصوص، ولبنان بشكل عام”، وحيا أيضاً الجامعة اللبنانية الأميركية، “التي تتعزز شراكتنا بها أكثر فأكثر، والتي تشكل نموذجاً للتعاون الناجح بين الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني في التنمية المستدامة وعلى كافة الصعد”، ولم ينس الشركاء في الدول الأخرى، “وبالأخص مؤسسة ليغادو اندلوسي التي تشاركنا هذا الحفل، فقد تلاقينا حول ما يجمعنا من تاريخ وحضارة مشتركة، رغم المسافات والحدود”، وهو إذ قدر عالياً جهود المجموعة الداعمة من بلديات المناطق التي تم إدراجها ضمن المسار اللبناني في كل من طرابلس وجبيل وبيروت وصيدا وصور، وعنجر التي بناها الأمويون وحولوها إلى مركز تجاري رئيسي والتي تعتبر أغنى المناطق اللبنانية بآثارها الأموية والتي ما تزال قائمة حتى يومنا هذا، وبعلبك المدينة التاريخية والتي يشهد جامع بعلبك الأموي على مرور الحضارة الأموية فيها،  توجه بالشكر إلى مؤسسات المجتمع المدني والعاملين في مجال السياحة الثقافية، وخص وزير السياحة “الذي شرفنا بالرعاية، وفريق عمل الوزارة الذي أبدى كل تعاون في جمع المعلومات المطلوبة والموارد والصور والدراسة، حيث كان لذلك أثر كبير في إنجاح أنشطة المشروع”. وختم مثنياً على جهود الاتحاد الأوروبي ودعمه الدائم لمبادرات التنمية المستدامة في بلدان دول حوض المتوسط بشكل عام، وفي بلدنا لبنان على وجه الخصوص، وتجربتنا معه في مشاريع متوسطية خير دليل على ذلك. وأضاف: في الحقيقة هذا ليس بمستغرب على الاتحاد الأوروبي الذي يعمل ضمن سياسته التنموية على خلق روابط وثيقة بين دول حوض المتوسط من أجل دعم السلام والاستقرار والتنمية الدائمة في المنطقة، والوصول إلى شراكة ثقافية واجتماعية وإنسانية لتحسين التفاهم والحوار بين شعوب تلك الدول. وأمل أن يشكل مسار الأمويين، محاولة ناجحة في العمل على تحسين التماسك الإقليمي في البحر المتوسط من خلال الإعداد لخطة سير ورحلة سياحية ثقافية تساهم في تصحيح هذا النقص من جهة، وتعزيز التراث الأموي الغني.
ثم رحب الدكتور الغزال بالحضور في طرابلس، التي اعتبرها مدينة  الأمويين، والمحظية بكونها على مسارات حضارات مختلفة (فينيقية، بيزنطية، مملوكية، اموية، فاطمية،…)، وهي حاضرة لذلك، لكنه سأل: هل نحن حاضرون للعمل على ذلك؟ وقال: نحن مقصرون جداً. فنحن نعني مسار البشر بالتوازي مع مسار الحجر، فقد سعى أجدادنا لذلك، فهل نحن على قدر ومستوى المسؤولية في هذا التواصل الإنساني بين الشعوب؟ وقال: هذا المسار يفتح باباً مشرعاً للتواصل مع أبناء الوطن على قاعدة الثقافة والحضارة المشتركة والمصير المشترك. فكل هذه المناطق تمر في طرابلس وطرابلس تسري في دماء أبناء مناطق المسار. وهو إذ عبر عن فخره بأن تتلقى طرابلس الكثير من المشاريع التنموية، التي تساهم في نهضتها، توجه بالشكر إلى الاتحاد الأوروبي وأمل أن تكون المدينة سياحة وثقافة وتنمية بشرية وحضارية.
بدوره افتتح برق كلمته بالتشديد على اهمية موقع لبنان الاستراتيجية، كونه على البحر الأبيض المتوسط، وبالوسط بين لواء الإسكندرون والعريش، أي أنه بوابة كبيرة إلى الشرق العربي الداخلي، آملاً أن يتم الإستفادة من مقدراته على اكمل وجه. وتحدث عن سياسة بلدية جبيل الثقافية القائمة على الاهتمام “بكل ثروتنا التاريخية الظاهرة وإبرازها لانها تشكل حافزاً لتنشيط السياحة وخلق فرص عمل جديدة..”، وتحدث عن غنى جبيل بالحضارات المتعددة. لكنه لفت إلى ان البلدية تسعى بمياعدة مديرية الآثار وبتمويل دولي للحفاظ على ثروتها التاريخية.. وقال: على الرغم من أن جبيل لا تضم حضارة اموية، إلا اننا انطلاقاص من اهميته التاريخية، نرغب في أن تضم متاحف لكل الشعوب التبي مرت على لبنان ومن ضمنها الأمويوين، وأعلن أن هذا الامر مدار بحث مع وزارة الثقافة التي عول عليها للموافقة على أن يكون مقر المتحف الأموي في مدينة جبيل.
كلمة وزير السياحة
ثم ألقى شداد كلمة الرعاية، فاستهل بالتنويه بالأهمية التاريخية والثقافية والحضارية للبنان، وتراثه الكبير طبيعة  وتاريخاً وعادات وتقاليد متنوعة،… وغناه الكبير بتراثه الثقافي وقال: ولعل أبرز منتج سياحي متكامل تدعمه وزارة السياحة هو المنتج السياحي الثقافي، وهي تنظر بعين الحرص والامل إلى هذا المنتج وتستثمر فيه إمكانيات ليست بقليلة… واكد العمل على وضع إطار منهجي لدعم هذا المنتج وجعله تجربة متكاملة بما يتماشى مع مفهوم السياحة الجديد From place to experience. وعن مشروع “بنو امية”، قال: سيكون حجر زاوية للمنتج السياحي المتكامل الذي تحدثت عنه، فهو يشمل تدريب القائمين عليه ودعم البيئة المحيطة بالآثارات الأموية والعربية في أكثر من منطقة لبنانية، والتنسيق والتعاون مع البلديات المعنية، والتعاون مع منظمي الرحلات السياحية لجعل هذه الآثارات ضمن برامجهم السياحية، والحفاظ على هذه الآثارات، وبناء متحف متخصص في مدينة جبيل وإيلاء الجانب الاكاديمية اهمية بالغة متمثلة بجامعة LAU والجانب التنموي الحضري الداعم المتمثل بمؤسسة الصفدي. وهو إذ شدد على أهمية دور منظمي الرحلات السياحية في تسليط الضوء على المعالم السياحية في المناطق التي تقام فيها المهرجانات والعروض، وكذلك دور البلديات وهيئات المجتمع المحلي ودور وزارة السياحة في الترويج لها ودور وزارة الثقافة في استنهاض هذه الآثار، ودور الجامعات في الاستعلام والاستقصاء وإعداد الدراسات… وختم موجهاً الشكر للجميع لرسمهم معالم الطريق التي مر عليها الأمويوين وبعدها سائر العرب الذين مروا من ديارنا. واكد ان وزارة السياحة لن تتأخر في دعم هذا المشروع الذي يمثل الصورة الحضارية عن التكامل بين القطاعي العام والخاص، وستسهم بدورها في الترويج للمشروع من خلال كل الوسائل المتاحة من ضمن البرامج السياحية التي أعدتها عبر LiveLebanon Compaign التي اطلقت مؤخراً ويتعمل جاهدة ليكون هذا المشروع من ضمنها.
ثم قدم ممثل ليغادو اندلوسي عرضاص تفصيلياً باللغة العربية عن المشروع: ماهيته واهدافه وأنشطته ومراحل تنفيذه، وقال: إن إنجاز المشروع يستسغرق حوالي 15 شهراً وستظهر أول نتائجه في النصف الثاني من العام 2015، بعد ان يتم العام الجاري تصميم المسارات بمختلف الدول وتسويقها بين شركات السياحة والترويج لها دولياً. أضاف: لن يكون مشروعاً جامداًن بل سيشمل إضافات بصورة مستمرة وتجديدات تجذب السياح دائماً، وقبل أن يعرض بالتفصيل مفهوم السياحة الثقافية وخبرات مؤسسة ليغادو اندلسي في هذا الإطار، ختم مشدداً على اهمية المشروع ليس فقط كونه يروج للثقافة والحضارة بين السياح، ولكنه أيضاً يفيد التطوير الاقتصادي والاجتماعي بالبلدات والمدن والدول المشاركة فيه، التي ستتمكن من خلاله من مواجهة التحديات المشتركة وتعزيز الإمكانيات الذاتية.
بدوره، شكر ممثل LAU الدكتور رشيد شمعون الشركاء، معرباً على فرحته الكبيرة بتواجده في طرابلس، التي يوجه إليها التحية من البقاع الذي ياتي منه ومن جبيل التي ينتمي إليها، وقال: إن طرابلس في الحقيقة تستحق أن يخصص لها مسار لوحدها لغناها بالتراث الحضاري وعراقتها التاريخية، وقبل أن يترك المجال لمساعدته ناتالي لعرض المسار اللبناني بالنيابة عن طلابه في كلية المعهد، توجه بالشكر إلى الأساتذة في الجامعة الذين قدموا كل الدعم لإغناء مضمون المسار، وساعدوا الطلاب في عملهم، مشدداً على اهمية أن نضع أيدينا في أيدي بعضنا لنبني لبنان معاً. ونوه بالتعاون مع بلدية جبيل ومؤسسة الصفدي واكد ان اليد ممدودة لباقي المدن ضمن المسار. ولفت الى ان المسار أدرج إضافة إلى المدن التي تضم حضارة أموية، المدن اللبنانية التي مرت علبيها حضارات اخرى عريقة والتي تعتبر غنية بآثارها ومعالمها التاريخية والثقافية والسياحية، وذلك بهدف دعم وتنشيط الثقافة السياحية فيها. وختم موجهاً الشكر لوزارة السياحة على الدعم والرعاية، وإلى طلابه على مجهودهم الكبير.
ثم قدمت ناتالي شرحاً تفصيلياً بالصور والخرائط عن اماكن تواجد المعالم الأموية وغيرها في المناطق التي تم إدراجها في المسار. وقد تضمن النشاط عرضاً للاستراتيجية المتكاملة للمسار اللبناني ووضع المسارات في المناطق اللبنانية. اختتم بعده اللقاء بمناقشة وأسئلة من الحضور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى