الأخبار اللبنانية

السيد فضل الله: لعدم احتكار الثورات من فريق اسلامي او التنكر لدور الاسلاميين فيها

رأى العلامة السيد علي فضل الله أنه “لا يمكن لأحد أن ينكر اضطهاد الأنظمة العربية بشكل عام لشعوبها”، مشيرا إلى أن “الثورات والصحوات هي ثمرة عنفوان متجذر في النفوس” وداعيا إلى “عدم احتكارها من فريق إسلامي أو غير إسلامي، وعدم التنكر في الوقت نفسه لدور الإسلاميين الكبير فيها”.

واذ أكد أن “الإسلام يختزن الثورة على الظلم والعبودية”، حذر في كلمة امام مؤتمر الوحدة الاسلامية في طهران، من “قياس البعض للثورات على مقاسهم، ومن محاولة ابتزازها وإدخالها في الفتن”…

وأشار فضل الله إلى أن “الحراك الذي يشهده العالم العربي، هو تعبير عن إرادة داخلية هي ثمرة عنفوان متجذر في النفوس، وشعور إنساني مرتبط بالكرامة والعزة التي يتوق إليها كل إنسان، مهما كانت اتجاهاته الثقافية والدينية والفكرية، وعلى هذا المستوى الأصيل والحقيقي، شكلت هذه الثورات حالة انصهار وذوبان في جوهر القضية الإنسانية أكثر من مسمياتها”، لافتا الى “عدم إمكانية احتكار تيار إسلامي أو غير إسلامي لهذه الثورات والصحوات”، ومستغربا في الوقت عينه أن “يتحدث البعض عن هذه الثورات أنها لم تنطلق من روح إسلامية، مستندين في ذلك إلى شعارات ومفاهيم مثل الديموقراطية وحقوق الإنسان ومواجهة الفساد، بحجة أن الإسلاميين لا يعرفون هذه المفردات، أو أنها بضاعة من القاموس السياسي الليبرالي أو القومي فحسب، متناسين أن الإسلام في حركته ومفرداته هو دعوة تحرر من كل عبودية، وحركة مستمرة لتأكيد العدل والإصلاح، وهو عولمة لإنسانية الإنسان قبل أن يتعرف العالم إلى العولمة الحديثة”.
ودعا الصحوات العربية إلى “التحلي بالحكمة والنظر إلى المستقبل بعيون استراتيجية، وتدبر نتائج كل حركة، والحذر ممن يريدون الاصطياد في الماء العكر تنفيذا لأجندتهم الخاصة”، محذرا من “الساعين لقياس هذه الثورات على مقاسهم، والعاملين لاحتوائها وإسقاطها، كما حذر من العمل لإيقاع الفتنة بين الإسلاميين والقوميين والعلمانيين، أو المسلمين والمسيحيين، لإحداث إرباكات كبيرة في الواقع، وإشغال الثورات بالفتن”.

ونبه الى “عدم ابتزاز هذه الثورات من خلال حاجاتها إلى الدعم المالي أو السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، أو ما إلى ذلك، لدفعها إلى التنازل عن شعاراتها التغييرية”، داعيا إلى “عدم سقوط الثورات في لعبة السلطة، بحيث يسعى كل فريق أو كل فرد للحصول على موقع له في السلطة الجديدة، بعيدا عما هي القضية الأساسية والمركزية، أو بعيدا عن المسؤوليات المتصلة بالقضايا الكبرى”.

وختم داعيا المفكرين الإسلاميين وكل الواعين في الأمة إلى “مواكبة هذه الثورات ورفدها والتنبه إلى المرحلة المهمة والخطرة في آن”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى