الأخبار اللبنانية

السنيورة: أحرار لبنان لن يتراجعوا عن مواجهة الانقلاب ووقائع الأيام الماضية تثبت حقيقة سيطرة حزب السلاح والمسلحين

اشار رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة الى ان “هذه الحكومة حاضرة في الصورة لكن غائبة عن الفعل والتأثير، وهي حكومة حاكمة ومسؤولة أمام الناس ومجلس النواب حسب الدستور والقانون، ومحكومة ومسيرةِ بفعل القوى التي أتت بها، أي الواقعة تحت سلطة ولاية السلاح وحزب القمصان السود”.

واضاف خلال “حفل البحر الخيرية” الذي أقيم في واحة السلام في مقر الجمعية في صيدا، انه “وكما واجه شباب وأحرار لبنان مؤامرة اغتيال الرئيس الشهيد ورفاقه، وتمكنوا من تغيير الأمر الواقع، فإن أحرار لبنان الآن، لن يتراجعوا عن مواجهة الانقلاب وسلطة الأمر الواقع المفروضة على اللبنانيين إن كان على الأرض أو عبر الحكومة الحالية. وليس أدل على ذلك من وقائع الأيام الماضية التي تفضح حقيقة الزيف في الادعاء، حيث تثبت الوقائع حقيقة السيطرة العسكرية والأمنية لحزب السلاح والمسلحين”، لافتاً الى “الحوادث التي وقعت من الجنوب إلى الضاحية إلى بيروت والتي دلت كلها على أن المؤسسات الرسمية غير موجودة أو غير معنية بحماية الناس والمواطنين العزل الذين لا ملجأ لهم إلا الدولة التي غيبت نفسها، أو غيبوها وارتضت هي بذلك.كل ذلك، وفي الوقت ذاته يخرج رئيس الحكومة باستنتاج يعلنه للرأي العام بان الحكومة بعيدة عن المسائل المثارة من قبل النواب في الجلسة التشريعية، ولا علاقة لها بها، لأن ما أثير استهدف ما جرى أيام الحكومة السابقة، من دون أن يتوقف أمام كل هذه الحوادث المتراكمة بسرعة والتي تثبت أن الحكومة الحالية قد أسلمت زمام الأمور إلى جهات من خارج المؤسسات الرسمية. لكن من يمنح الناس الحماية، ومن يعطي المواطن الاطمئنان بأن هناك جهة مسؤولة عنه، وهي في ذات الوقت جهة خاضعة للمحاسبة؟”.

واكد السنيورة “ان أخطر ما بدأت ملامحه بالتكون هو ظاهرة انتشار حالة صم الآذان واللامبالاة بما يتهدد الناس ويقلقهم إزاء حرياتهم وأمنهم وكرامتهم. تبدو الحكومة إزاء الكثير من القضايا وكأنها حكومة تم توضيبها بشكل متقن في برادات الوسطية المزيفة، لكن في ذات الوقت كأنها حكومة مقيمة في زمن آخر من هذا العالم. يُضرب المتظاهرون المدنيون العزل في الشوارع وتستباح حرمات المواطنين أمام أعين القوى الأمنية والأجهزة الرسمية، والحكومة والمسؤولين فيها لا يحركون ساكنا ولا يعتبرون أن الأمر يعنيها. تقع انفجارات هنا وهناك ويسقط ضحايا وتحدث خسائر وبالكاد نعرف ما الذي جرى ولا أحد يكلف نفسه عناء الشرح للمواطنين حول ما يجري من أمور. يتم الاعتداء على مواطنين في قرى لبنانية متعددة في الجنوب بالضرب والتنكيل ولا من يتحرك لنصرتهم أو يقف إلى جانبهم وما من قضاء أو تقارير رسمية. يعلن مخطوفون أنهم بعد أن جرى اختطافهم في لبنان نقلوا إلى بلد مجاور، ولا احد يهتز أو يتحرك أو يعتبر انه مسؤول، أو يفتح تحقيقا أو يستدعي سفيرا معنيا للسؤال والاستفسار. أنها حقيقة حكومة تكاد تشبه شخصيات متحف الشمع، نظيفة لماعة باردة، لكن من دون نبض حياة”.

وتابع: “صحيح أن السياسة المطلوبة والمتبعة هي عدم التدخل في شؤون الآخرين، وخاصة في شؤون الدول الشقيقة بعد أن عانينا الأمرين من التدخلات في شؤوننا، لكن الصحيح أن للبنان رأيا وتقاليد وشرعة يتمسك بها وينحاز إليها ولا سيما فيما يختص بموضوع الحريات. نحن لا نريد التدخل فيما يجري في الشقيقة سوريا. فالشعب السوري أدرى بشعاب بلده، ونحن ما نتمناه لسوريا هو ما يتمناه الشعب السوري لنفسه. كذلك فإننا لسنا ايضا من دون إحساس أنساني أمام صور الدماء المسفوكة والأرواح المزهوقة”.

اما عن الوضع العربي فقال:”ما يجري في العالم العربي يدل على أن مسيرة التغيير نحو ما يطمح ويتوق إليه الشباب العربي من تعزيز للديمقراطية والحريات والعمل على استعادة الكرامة المفقودة قد انطلقت ولا مجال لوقف اندفاعتها. لا ينبغي لنا أن نبتئس أو نخاف مما نراه من مظاهر تدل على لجوء البعض إلى استعمال القوة والبطش وسفك الدماء والإيغال في مقاومة هذه التحولات الجديدة والتصدي لها. فهذه مسيرة، وبالرغم مما نراه من ممارسات سلبية، ستأخذنا كشعوب عربية حتماً، آجلاً أم عاجلاً، إلى وضع أفضل مما نحن عليه الآن. المهم هو الجوهر انه قد انتهت مرحلة وبدأت مرحلة جديدة سقط معها جدار الخوف ولن يكون بالتالي مكان للقمع والقتل والتسلط من دون حسيب أو رقيب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى