المقالات

تداعيات أحداث طرابلس كتب: عبدالله خالد

إذا كان من حقنا أن نحلم في لبنان وتحديدا في طرابلس المغيبة والمهمشة بمستقبل أفضل إلا أنه يفترض بنا أن ننتقل من مرحلة الحلم والأماني إلى مرحلة العمل على تحويل الحلم إلى حقيقة وهذا يتطلب خطة واضحة المعالم يعمل الجميع على تحقيقها. إن ما حصل في طرابلس في الأسبوع الماضي خطير ومدمر ويرمي إلى الإستمرار في شيطنة مدينة عرفت عبر التاريخ بموقعها المميز الذي أعطاها موقعا فريدا جعلها عاصمة العواصم الأمر الذي زاد الحقد عليها وجعل البعض يسعون إلى شيطنتها بالإضافة إلى تهميشها. ولعل هذا ما برز بوضوح مع حراك 17 تشرين الأول حين تم التخطيط عبر خطين متواز يين التركيز على اعتبار طرابلس عاصمة وعروس الثورة من جهة ومحاولة اشراك بعض الوافدين من طرابلس في رفد الساحات الأخرى واستخدام حماسهم للقيام بأعمال العنف فيها وهكذا ألصقت أغلب أعمال العنف بهم وتمت شيطنة طرابلس وأهلها وهذا ما تكرر في أحداث الأسبوع الماضي.
من الطبيعي أن يكون الذين نزلوا إلى ساحة عبدالحميد كرامي قد دفعهم الجوع والعوز والبطالة وكورونا بعد أن وجدوا أنفسهم مجبرين على الإعتكاف في بيوتهم يعانون من تداعيات الغلاء والمرض بعد أن تخلت الدولة عن القيام بدورها الرعوي إزاء مواطنيها ولكن يجب عدم إغفال المندسين الذين رشقوا القوى الأمنية وبعد ذلك الجيش بالحجارة وبعد ذلك قنابل المولوتوف والقنابل اليدوية بجيث تحولت ساحة النور إلى ساحة مواجهة خلفت قتلى وجرحى بعضهم في حالات حرجة بالمئات. وإذا كان البعض يعتبر أن ما جرى هو ردة فعل وغضب ضد السلطة فكيف يمكن تبريرمحاولة حرق السرايا والسعي لإتلاف المستندات الموجودة فيها وهذا ما تكرر في المحكمة الشرعية ثم كيف يمكن أن نبرر حرق الطابق الأول في البلدية وما فيه من أوراق ومستندات بالإضافة إلى السعي لتدمير مرفق أثري يعتبره أبناء طرابلس أحد أبرز معالم الفيحاء. وكيف يمكن تبرير حرق الجامعة وهي مرفق تربوي وثقافي يسهم في تعليم أبناء طرابلس وامتدادا كل منطقة الشمال.
إن أبناء طرابلس لا يمكن أن يدمروا بأيديهم تراث طرابلس ومرافقه الأمر الذي يؤكد وجود مندسين كثر في صفوف الحراك علما أن غالبية الذين تجمعوا في ساحة النور دفعهم الفقر والعوز والبطالة ساعين للضغط على الدولة لإعطائهم حقوقهم المشروعة بعد أن ذاقوا مرارة الجوع والوباء معا ودليل ذلك أن تلك الغالبية كانت تخلى الساحة حين يبدأ الصدام. وثمة ملاحظة لابد من ذكرها وهي أن طرابلس بإعتبارها عاصمة الشمال قد استقبلت الوافدين إليها بحب وود من أبناء الضنية وعكار بالإضافة إلى الأخوة الفلسطينيين والسوريين اندست بينهم مجموعة من افؤاد المنظمات الإرهابية في محاولة لتشكيل نواة بيئة حاضنة دفعت بعض أبنائها نتيجة الفقر والعوز للإنخراط في صفوفها والمشاركة في عملياتها وهكذا أضيفت إلى معاناة أبناء طرابلس نواة معضلة جديدة دون أن يعني ذلك أن بعض الفتية من أبناء طرابلس وهم قلة لم يشاركزا أيضا. ويبقى السؤال كيف تعامل أبناء طرابلس مع الواقع الجديد؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى