ثقافة

شفاعمرو تحتفي بتوقيع رسائل “أتخلّدني نوارس دهشتك”!آمال عوّاد رضوان

تحت رعاية جمعيّة حرّيتهم وجمعية تطوير وتنمية الموسيقى العربية، أقام منتدى عكاظ الأدبي، ونادي الكنعانيات للإبداع، وموسّسة الأفق، أمسية ثقافية حافلة بالتميز، احتفاءً بالشاعرين وهيب نديم وهبة وآمال عواد رضوان، وتوقيع كتاب رسائلهما "أتخلّدني نوارس دهشتك"، وذلك بتاريخ 17/1/2024، في قاعة مسرح الأفق في مدينة شفاعمرو الجليليّة، ووسط حضور كبير من شعراء وأدباء وأصدقاء من ذوّاقي الكلمة الراقية والنغمة النافذة.

بحكمة ولباقة وحضور مميز تولت الكنعانية إنعام برانسي إدارة الأمسية الاحتفائية، والتي تخللتها وصلات موسيقية وغنائية عذبة، أدتها الفنانة ميري منسى وفرقتها الموسيقية، وقام الفنان المضيف عفيف شليوط مدير مؤسسة الأفق بإلقاء كلمة ترحيبية بالحضور والمنظمين والمتحدثين، وتعريفًا بمؤسسة الأفق وبرامجها الثقافية، تلاه د. عناد جابر مؤسّس ورئيس منتدى عكاظ الأدبي، مرحّبا ومؤهّلًا بالثقافة والحضور والنشاطات الثقافية لمنتدى عكاظـ.
وحول كتاب الرسائل “أتخلّدني نوارس دهشتك”، قدمت د. روزلاند دعيم مؤسّسة ورئيسة نادي الكنعانيات للإبداع قراءة نقدية، حاورت من خلالها نصوص الرسائل، أمّا الناقدة إيمان مصاروة فقدمت دراسة مستفيضة حول لغة التراسل في رسائل الكتاب، وما امتازت به اللغة الشعرية بتحديثاتها وبلاغتها.
في نهاية اللقاء قدّم المحتفى بهما كلمة عارمة بالشكر والعرفان للحضور والمنظمين والمتحدثين والجمعيات المشاركة في إحياء هذه الاحتفائية، ثم قامت ادارة منتدى عكاظ بتقديم درعين تكريميين للشاعرين المحتفى بهما، وتم التقاط الصور التذكارية.
جاء في كلمة المربية إنعام برانسي مايسترو الاحتفالية:
أيّها الحفل الكريم، طبتم وطاب مساؤكم بالخير والمحبّة والإبداع.. يسعدني ويشرفني بالأصالة عن نفسي، وبالنّيابة عن منتدى عكاظ، ونادي الكنعانيّات للإبداع، ومؤسسة الأفق، والنّادي النّسائيّ الأرثوذكسي عبلين، وعن راعيّتي هذا الاحتفال جمعيّة حريّتهم، وجمعيّة تطوير وتنمية الموسيقى العربيّة النّاصرة بمرافقة الفنّانة ميري منسي وفرقتها الموسيقيّة، أن أرحّب بكم جميعا، مع حفظ الأسماء والألقاب، أجمل ترحيب، وأبدأ بقول الشّاعر: بالصّبر تبلغ ما ترجوه من أملٍ/ فاصبر فلا ضيق إلّا بعده فرج
مرّت علينا شهور ونحن في أمسّ الحاجة إلى الصّبر، بسبب الحرب التي راح ضحيّتها الكثير من الأبرياء، الأطفال والنّساء والشّيوخ. وإلى العنف المستشري في مجتمعنا منذ سنين فإلى متى؟ إلى متى؟
لا يسعني في هذا المقام إلا أن أقدّم تعازيّ الحارة إلى ذوي القتلى والضحايا، وأن أتمنى الشفاء العاجل لجميع الجرحى، وكلّ ما أتمنّى أن تعمّ المحبة التي نصحنا بها الشّاعر الفيلسوف جبران حين قال:
“إذا المحبّة أومت إليكم فاتبعوها/ إذا ضمتكم بجناحيها فأطيعوها/ إذا المحبّة خاطبتكم فصدّقوها/ المحبّة تضمُّكم إلى قلبها كأغمار حنطة/ المحبة تطحنكم فتجعلكم كالثّلج أنقياء”
ليتنا نصبح جميعا أنقياء الفكر والقلب والروح. فبالرغم من الظروف السّيّئة التي نمرّ بها لا بدّ لنا من معين يعيننا على تخطّي هذه المرحلة، وخير معين أن نغذي الفكر بالاحتفاء بهذه الأمسيّة الثقافيّة لتوقيع كتاب “أتخلّدني نوارس دهشتك” للمبدعَيْن، وهيب نديم وهبة وآمال عوّاد رضوان، وأن نغذي الروح بالموسيقى التي قال فيها أفلاطون:
“الموسيقى هي قانون أخلاقيّ يمنح الرّوح للكون، ويمنح أجنحة للعقل تساعد على الهروب إلى الخيال، وتمنح السّحر والبهجة للحياة”، فهيّا بنا نهرب إلى الخيال ونستمتع بسحر غناء الفنّانة القديرة المتألقة ميري منسّي، فأهلا بك يا ابنة قريتي الرّينة، أعتزّ وأفتخر أن تكوني في أمسيتنا هذه، تزيّنين لقاءنا بصوتك العذب الذي يشبه عذوبة ماء عين جكلة في قريتنا. فتفضّلي يا ميري بمرافقة فرقتك الموسيقيّة لإمتاعنا بما تجودون به.
وللأستاذ والكاتب والممثّل والمخرج عفيف شليوط، مدير مؤسّسة الأفق للثّقافة والفنون، بصمات واضحة وأكيدة في رفع مستوى الحركة الثّقافيّة والفنّيّة في بلادنا، خاصة الفن المسرحيّ، الذي كانت له اليد الطّولى في تطويره. وقد استضافنا في قاعة مسرح الأفق وليس هذا بغريب، فهو الدّاعم دائما لكلّ حركة ثقافيّة، والسّبّاق في تقديم كلّ ما في وسعه من أجل الرّقيّ والارتقاء بمجتمعنا العربيّ نحو الأفضل، فلك جزيل الشّكر والامتنان ولتتفضل لإلقاء كلمتك.
وعن د عناد جابر: منتدانا منتدى عكاظ عقد مسبوك ومحبوك بإحكام، تناظمت فيه الجواهر تناظما جميلا، واسطته الشّاعر المبدع الدّكتور عناد جابر، الّذي لا يكلّ ولا يملّ ليظلّ منتدانا شامخا نعتز به، ومنهلا عذبا يتزاحم المبدعون لوروده. أرجو أن تبقى راعيا لمنتدانا وسندا داعما لأعضائه، وكن كالورد كما قلت في قصيدتك ذاكرة الجنين: وكن كالورد لا يرجو ثناء/ إذا ما جاد بالعطر الدّفين.
فتفضل يا أستاذنا وجد علينا بعطر كلماتك.
وعن د. روزلاند دعيم: “كن عظيما ليختارَكَ الحبُّ العظيم”! هكذا استهلّ النّاقد العراقيّ علوان السّلمان مقدمته، الّتي جاءت بعنوان رسائل وجدانيّة لكتاب “أتخلّدني نوارس دهشتك” للعظيمين المحبّين المحتفى بهما، وهيب نديم وهبة وآمال عوّاد رضوان، فرسائلهما أدهشت القرّاء والنّقّاد، وإذا ما نظرنا إلى عنوان الكتاب وهو عبارة عن سؤال ندهش ونتساءل ونتشوّق لمعرفة الإجابة، وهذا السؤال يثير تساؤلات كثيرة تبدأ لماذا تسأل آمال هذا السؤال؟ وكيف ستخلّد؟ ولماذا استعملت كلمة النّوارس؟ ولماذا دُهش وهيب؟ ومن الّذي بدأ هذه المراسلات الّتي تجوس في خبايا الرّوح حتّى أنّ القارئ يشعر أنّه يطير بعيدا، لهذا فإنّه يحتاج إلى ناقد يجيب عن اسئلته، ومَن لنا غير المحاضرة والنّاقدة والكاتبة ومؤسّسة ورئيسة نادي الكنعانيّات للإبداع الّتي لا يجفّ يراعها، ولا تنضب أفكارها، الدّكتورة روزلاند دعيم؟ فتفضّلي وأتحفينا بما عندك.
وعن إيمان مصاروة: جاء في مقدمة الكتاب “إن الرّسائل وثيقة أدبيّة تعلن عن دواخل الذّات الإنسانيّة، واشتغالاتها الحالمة باعتماد
التّكثيف والإيجاز، مع الابتعاد عن التّكلّف، والمبالغة والاستطراد بتوظيف الأساليب البّلاغيّة”.
فهل هذا ما كان في رسائل أتخلّدني نوارس دهشتك؟ وهل كانت لغة الرسائل غريبة تجاوزت القوالب الجاهزة، وحلّقت لتصل إلى درجة عالية من الانزياح؟ وللحديث عن هذه التّساؤلات وعن غيرها أدعو الشّاعرة والباحثة والنّاقدة إيمان مصاروة
لتقديم مداخلتها فلتتفضلي.
وعن وهيب نديم وهبة: للأستاذ وهيب نديم وهبة الفضل الأوّل في خروج هذا الكتاب إلى النّور، فأنت الّذي أشعلت الجذوة الأولى لتأليفه بعد إعجابك بديوان الشّاعرة آمال “سلامي لك مطرا” خاصة قصيدتها التي تحمل عنوان الكتاب فوهبتها أيّها الوهيب الرسالة الأولى ومما قلت فيها “أيّتها الفراشة آمال أنت تمنحين للإبداع قيمة ووجودا وكيانا” فردّت عليك آمال الّتي لم تخيّب آمالك “حقا تنعّمت بلذائذ أغنيتك” واستمرّ التّواصل بينكما حتّى تمخضّ عن إصدار هذا الكتاب المميّز المستحق وبكل جدارة الاحتفاء به وبمبدعَيْه.
فتفضل يا الوهيب كما نادتك آمال وجد علينا بطيب كلامك.
وعن آمال عوّاد رضوان: التّوّاصل الفعّال يحتاج إلى التّناغم والرّقيّ والذكاء والعمق والصّدق وتبادل الأدوار، وإيجاد المشترك، فالمشترك بين الشاعرين واضح فموطنهما واحد حيفا عكا يافا القدس الخليل أريحا، وتراثهما الثقافيّ واحد، وكلّ منهما مغرم بالأساطير والإشارات وهذا يتطلّب قارئا مثقفا باحثا عن سيزيف ومجنون ليلى ونرسيس والحلّاج وغيرهم.
وأخيرًا يا آمال أيّتها الأديبة المبدعة الشّاعرة المتمردة “أيا امرأةً تجيد طهي اللّغة” مقاديرك دقيقة تتكوّن من عمق الفكر، والتّكثيف والقدرة التّعبيريّة الخاصّة والعالية، وموروثك الثّقافيّ الواسع، وكلّ ما يحتاجه المبدع. فاطمئنّي يا عصفورة الوهيب وتأكّدي أنّ نوارس دهشته ستخلّدك. فتفضّلي يا آمال وغرّدي وأسمعينا أعذب الكلمات.
وأخيرا كلمة شكر ودعوة الى الضيافة
هنيئا لمبدعينا ولنا هذا الاحتفاء الرائع، وأخيرا لا يسعني إلّا أن أشكر كلّ من شارك وساهم في إنجاح هذا الحفل، وأخصُ بالذكر جمعيّة حريّتهم المهتمّة بالرّفق بالحيوان وبالتّغذية النباتيّة. على دعمهم لهذا الاحتفال وجمعيّة تطوير وتنمية الموسيقى العربيّة بمرافقة الفنّانة ميري منسي وفرقتها الموسيقيّة على تبرعهم بالمشاركة، كما وأشكر الدّكتور عناد جابر وأعضاء منتدى عكاظ الّذين بادروا ونظّموا لإقامة هذا الاحتفال، ومدير مؤسسة الأفق الأستاذ عفيف شليوط على استضافتنا في هذا البيت الدافئ.
ومن القلب أوجه كلمة شكر، مشفوعة بالامتنان والتّقدير إلى عضوات النادي النّسائيّ الأرثوذكسي عبلين. اللّواتي جادت أكفهنّ بصنع ما لذّ وطاب من المأكولات النّباتيّة الشهيّة، فتغذيتنا اليوم شملت غذاء الفكر والعقلً الرّوح وما بقي علينا الّا تغذية الجسد فتفضلوا جميعا إلى طاولة الضيافة وألف صحة وهنا. دمتم ودامت احتفالاتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى