الأخبار اللبنانية

بيان لهيئة علماء المسلمين في لبنان عن إطلاق الموقوفين ووضع المخيمات الفلسطينية

انعقد في بيروت أمس الخميس اجتماع استثنائي للمكتب الإداري لهيئة علماء المسلمين في لبنان وقد خُصص الجزء الأول من الاجتماع للبحث في الخطوة الإيجابية المتمثلة بالإفراج عن دفعة ثانية من المعتقلين الإسلاميين من سجن رومية، وذلك بعد سنوات عديدة من الاعتقال بدون محاكمة، تخللها سلسلة طويلة من المواقف والتصريحات والاعتصامات والبيانات المطالبة بإنصافهم ووضع حدّ لهذا التوقيف التعسفي الذي تُحجز بسببه حريات الناس بغير حق، ويتسبب بأذى بالغ للمعتقلين ولذويهم ولمبدأ حرية الإنسان وكرامته  في لبنان.
وأمام هذه الخطوة ومع تهنئتنا للإسلاميين المحرَّرين يهمنا أن نوضح الآتي:
1 – إن الإفراج عن المعتقلين الإسلاميين حق يجب على القضاء اللبناني العمل على إنجازه كاملاً وفوراً ومن دون تأخير، لأن الحكم بالحق هو جوهر وظيفة من يتولى الأحكام بين الناس. قال الله تعالى: ﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ﴾ [سورة ص:26]

2 – إننا نتوجّه بالتحية والتقدير إلى كل من يُعين– ولو بشطر كلمة – على إنصاف المظلومين، والإفراج عن المعتقلين من شخصيات وهيئات، ونخصّ منهم العلماء الأفاضل، الذين اجتهدوا وجاهدوا بالكلمة والموقف والسهر والصبر في هذا السبيل، راجين لهم الثواب الجزيل.

3 – إن الارتياح الذي رافق هذه الخطوة القضائية مرشَّح لأن يتبدَّد ما لم تتلُها خطوات متسارعة تُفضي إلى تبييض سجن رومية من المعتقلين الإسلاميين، وبالتالي تبييض صورة لبنان في هذا المجال الحساس، وليكن القرار الصائب والجريء من السلطات اللبنانية بإغلاق هذا الملف بشكل كامل قبل شهر رمضان المبارك.

4- تتقدم هيئة علماء المسلمين من الأمة العربية والإسلامية بالتهنئة بهذه الأيام المباركة بين يدي شهر رمضان وتأمل أن تترافق بداية هذا الشهر العظيم والمبارك مع انتهاء معاناة وآلام جميع المظلومين المضطهدين والجرحى والمعتقلين والمستضعفين، وخاصة على أرض فلسطين السليبة وفي سوريا الحبيبة التي يعاني أهلها من النظام الحاكم وحشية لم يشهد عصرنا مثيلاً لها! وحيال استمرار احتجاز مجموعة من المدنيين اللبنانيين في سوريا وهم في طريق العودة إلى لبنان، فإن هيئة علماء المسلمين والتزاماً بتعاليم شريعتنا العظيمة الغراء التي من أحكامها أن كل إنسان بريء بالأصل حتى يثبت ما يُدينه، والتي تدعو إلى التعامل بإسلامية وإنسانية وتسامح معهم، لذا هي تناشد الجهة المسؤولة عن احتجازهم المُسارعةَ إلى إطلاقهم حتى يعودوا إلى ذويهم في أقرب وقت، وهذا التعامل أوفق مع قِيَم وعدالة الثورة السورية ضد نظام الاستبداد والظلم.

ثم استقبل المكتب الإداري للهيئة في الجزء الثاني من اجتماعه وفداً قيادياً من الحركات الفلسطينية الإسلامية ضم ممثل حركة حماس الأستاذ علي بركة وممثل حركة الجهاد الحاج أبو عماد الرفاعي وممثل الحركة الإسلامية المجاهدة الشيخ أبو ضياء، وتناول البحث الظروف العامة التي تعيشها المخيمات الفلسطينية في لبنان، لاسيما الأجواء المتوترة التي شهدها الأسبوع الأخير، وأكّد المجتمعون على الأمور الآتية:
أولاً –  الحرص الدائم على الاستقرار في لبنان، مما يشمل المخيمات أيضاً التي تضم مئات الآلاف من الإخوة الفلسطينيين اللاجئين، الذين لا يقبلون عن فلسطين وطناً بديلاً، وهم صابرون حتى تتم عودتهم إليه منتصرين.
ثانياً – التأكيد على العلاقة الأخوية بين الشعبَيْن اللبناني والفلسطيني، وعلى روح التعاون لحفظ أمن المخيمات، خصوصاً مع الجيش والقُوى الأمنية اللبنانية، والحرص على الكرامة الإنسانية للمواطنين جميعاً والفلسطينيين خصوصاً والحرص على المحافظة على الدور الوطني للجيش اللبناني واعتبار أيِّ إخلال بالأمن إساءةً لنا جميعاً، وإهداراً لطاقات يجب توظيفها في تحصين موقفنا الموحد ضد العدو الصهيوني.
ثالثاً – المطالبة بضرورة توفير ظروف الحياة الكريمة لأهلنا في المخيمات، ورفع الحالة العسكرية والأمنية عنها، وخصوصاً مخيم نهر البارد الذي يعاني أهله ما لا طاقة لهم به، والوفاء بوعد السلطات اللبنانية إعادة إعماره حتى لا يُفتح أيّ باب فتنة أمام الذين يتربصون شراً باللبنانيين والفلسطينيين معاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى