المقالات

فتحي يكن الكبير الذي هوى … وخمسينية الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم
فتحي يكن الكبير الذي هوى … وخمسينية الكتاب..
أنعم بقرب مجاهد وسْعَ المدى           فالقرب سعد والمقام كريـم
ما شانه إلا عدو جاهــل           أو عابـه متطفل ولئيـــم
إذا كان الحب صادراً عن العقل والقلب فإنه يبقى ويرسخ في الذهن والأفهام .
وأما إذا كان الحب صادراً عن عاطفة آنية فسرعان ما يزول وينسى وحالنا معك يا أخانا أبا بلال أنك كنت عندنا ماليء الدنيا ، وشاغل الناس ، فتعلقنا بك خلقاً ونهجاً ، ضفتاه كتاب الله تعالى وسنة رسوله r .. وكانت دعوتك التي نذرت نفسك لها اللحمة والسداة ، فرحمك الله ياأبا بلال .. أيها الرجل المبدئي والعبقري الذي كان يرى بنور الله وينظر بمنظار الشريعة فلا يجمح به الهوى في الحب ولا ينأى به البغض وهو الذي لا يعرف البغض الى قلبه سبيلا .. لقد غادرت دنيانا ياأبا بلال مستعداً للقاء ربك كأحسن مايكون الاستعداد ، ودليلي على ذلك قولك الدائم لي عندما كنت أستحسن منك موقفا ً تقفه أو تصريحاً تطلقه ، كان جوابك الدائم لي المهم أن يرضى الله ياأبا مازن .. ودليلي الآخر بسط يديك في الخير حيث تناقشت معك في حادثة جرت لي مع أحد السياسيين فقلت لي: ألم تعلم ياأبا مازن أن هؤلاء لايعملون لله وبادرت مشكوراً بحل القضية .
أبا بلال رغم الغياب فلا زلت حاضراً في عيون وقلوب محبيك الكثر ونحسب أننا منهم رغم ظلم الزمن وجهل مبغضيك .. ودليلي الثالث : هو رحابة صدرك وحلمك وترفقك وحبك للخير وكرهك للشر وإعذارك للناس حتى ليصح فيك قول القائل :
هيهات أن يلد الزمان مثيله           إن الزمان بملثه لبخيل
وأنت الذي كانت سجاياك وطباعك تروق كل من يلتقيك محباً لك أو مخالفاً في الرأي وكنت لا يستعصي بين يديك حل ،  ولا يغيب عنك رأي ، وكنت ذا حجة إذا تكلمت، وذا صدق إذا خطبت ، وذا عزيمة إذا قررت ، وكنت في المهمات العظام لساناً يخطب، ويداً تشير وتوجه ، كان همك التفريج عن الناس قريبهم وبعيدهم كبيرهم وصغيرهم ، وكنت تنـزل الى مستواهم في كل حال وتأخذ بهم الى مناحي العز في الحل والترحال وكنت ذا وقار وهيبة ينطبق عليها قول القائل :
يغضي حياءً ويغضي من مهابته …
فكنت في كل أحوالك داعية تمازح إخوانك وتمالحهم يشهد على ذلك ” ترويقات الحمص والفول والمنقوش ” وكنت لا تأكل حتى يحضر الجميع ، وكنت تقوم إلى حاجتك بنفسك رغم وجود من يعمل بين يديك من الأخوة ..
وأما في البيت فكان شعارك قول الرسول الأعظم r :”خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي”.
وأما في السماح فلا زلت أذكر ويذكر كثيرون اللقاء المثمر بينك وبين الأخ أبي جهاد في حماوة المعركة الانتخابية الأخيرة حيث أطلقت يدي في العمل للأخ أبي جهاد رغم تباعد المواقف بينكما .
أبا بلال حالنا معك وفي الخمسين يوماً على ذكراك يكفيك قدراً احتشاد الشرق الأوسط وسواه في جنازتك رسمياً وشعبياً وحيث كان الناس يعزون بعضهم بعضاً كأنهم جميعاً عائلتك ، ولاينطبق عليك إلا قول القائل :
سيذكرني قومي إذا جد جدهم          وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
وكنت لاتتعب من العطاء وإنما يتعبك أن لا تجد ماتعطيه . فكنت خير من طبق شعار رسول الله r :” أنفق بلالاً ولا تخشى من ذي العرش إقلالاً “.
فرضي الله عنك يا أبا سالم ما أرضيت الله . وهنيئاً لك بما قدمت بين يدي ربك .
الاستاذ الشاعر عثمان حسين عثمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى