المقالات

تضامن نواب المعارضة والتغيير مع فنج رسالة تمسّك بالسيادة من طرابلس

التكامل بين التغييرين والمعارضة والمجتمع المدني بداية الطريق لاستعادة المبادرة

لا يمكن إغفال تضحيات طرابلس والعمل على نقل النماذج التنموية الناجحة إليها ضرورة واجبة

أحمد الأيوبي \ المصدر موقع البديل

لم يكن إقصاء الدكتور رامي فنج عن نيابة وتمثيل طرابلس مجرّد قرار سياسي في لحظة دقيقة تحتاجها المنظومة الحاكمة، بل محاولة لتيئيس الناس من خيار التغيير وضرب هذا الطموح في قلب المدينة التي كانت عروس الثورة وأيقونتها، وأعطت من أصوات أبنائها للاتجاه السيادي ما حطّم آمال الممانعة وأعاد للفيحاء رائحتها العربية الصافية، بعد أن شوّهتها ملوِّثات الاختراق السياسي وعوامل الخلل الداخلي الناجم عن مسار الصفقة التي عقدها تيار المستقبل مع التيار الوطني الحرّ و”حزب الله”.

شكّل المؤتمر الصحافي الذي عقده الدكتور رامي فنج للتعليق على “تفويز” الوزير الأسبق فيصل كرامي وإسقاط نيابته، وحضره النواب: أشرف ريفي، ميشال معوض، ميشال الدويهي، مارك ضو، الياس جرادي، ميشال الدويهي، الامين العام لـ “الكتلة الوطنية” ميشال حلو، نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض ولفيف من فعاليات المدينة، بدعوة ائتلاف “إنتفض”، تأكيداً على رفض طرابلس تسييس المؤسسات الدستورية ومحاولة إعادة المدينة إلى مربعات الهيمنة التقليدية التي ساهمت في وصول البلد إلى الكارثة الحالية.

في رحاب الرابطة الثقافية

الأهمّ في هذا اللقاء أنّه جمع قيادات ونواباً من مختلف المناطق والطوائف، وقد حضروا في رحاب الرابطة الثقافية بما تدّخره من أصالة ورمزية في تاريخ طرابلس وحاضرها ومستقبلها، ولم يكن في ثنايا هذا الاجتماع سوى الإصرار على التلاقي والاجتماع والتمسّك بالثوابت الوطنية.

ظهرت في هذا الاجتماع المجموعة السيادية من نواب التغيير وبرزت أهمية التلاقي مع أطياف المعارضة السيادية في هذا المشهد الذي التقى فيه أشرف ريفي وميشال معوض مع ميشال الدويهي ومارك ضو، الياس جرادي، ميشال الدويهي، وأمين عام الكتلة الوطنية ميشال حلو، وحضور علي مراد والكبير في حماسته وحرصه على الجمع والتكامل جوزاف الحولي، مع نكهة “إنتفض” الزميل مصطفى العويك، متحلّقين حول الدكتور رامي فنج ليؤكدوا رفض الأمر الواقع، وأنّنا في مسار مستمر من الصراع، بلا كلل ولا استسلام.

الخيبة من التغيير والتوازن الضامن

لا يخفى على أحد خيبة الناس وخيبتنا من بعض نواب التغيير، الذين حوّلوا الواقع إلى تعتير، ولا يخفى أيضاً سوء حال المعارضة في حالاتها المتعبة بعد تفكّك 14 آذار وارتداد مكوّنات منها عن رسالتها وخيانة دماء الشهداء لدى من قرّر أن ينهزم داخلياً قبل الهزيمة الخارجية، فكلّ هذا مخيِّبٌ للآمال، لكنّ الواضح أيضاً أنّ الواقع الراهن كان ليكون أسوأ بكثير لو أنّ التوازن النيابي والسياسي كان أكثر اختلالاً، ولكن “حزب الله” تمكّن بسهولة من تركيب “عون 2” في قصر بعبدا واستأنف عملية التدمير المنهجي للدستور والمؤسسات والكيان.

لذلك،

من الضرورة بمكان إعادة النظر في ما جرى حتى الآن، والتفكير في وسائل متوازنة من العمل السياسي والاجتماعي، وإلقاء بعض الشعارات التي دمّرت الكثير من فرص الانتصار على الممانعة، ولا تزال تحول دون توحّد المعارضة، والاستفادة من هذه التجرربة، بحيث يحسم نواب التغيير الحقيقي أمورهم، وأن يتموضعوا حيث يجب أن يكونوا في الموقع والاتجاه والخطاب، وأن يقطعوا الأيادي التي تتلاعب بحالة التغيير وتتاجرر بها يميناً وشمالاً، وإلاّ فإنّهم ينغمسون في مستنقع قاتل قد لا يستطيعون الخروج منه في القريب العاجل.

ليس مقبولاً تقصير المعارضة والتغيير بحقّ طرابلس

أمّا المسألة الثانية التي يجب أن تكون موضع الاهتمام، فهي إعطاء طرابلس والمنية والضنية وعكار الاهتمام من جهود الإغاثة والتنمية وتوسيع الرعاية للناس، فلا يمكن خوض هذه التحديات في ظلّ التخلّي، وصحيح أنّه لا يمكن لأحدٍ أن يغطّي كل الحاجات، لكن من المفيد نقل جزء من الجهد المؤسساتي والخيري والتنموي إلى طرابلس الكبرى، فهذا أمر لا يجوز إغفاله، بعد أن قدّمت طرابلس كلّ ما قدّمته لقوى المعارضة والثورة والتغيير.

التعاون والتكامل بين قوى التغيير والمعارضة والمجتمع المدني وأصحاب الاتجاه الإسلامي السيادي هو المسار المطلوب سلوكه اليوم قبل الغد، وكلّ تأخّر عنه خسارة إضافية تُضاف إلى خسائر كان يمكن تجنُّبُها، كما أنّ هناك مبادرات ضرورية لا يمكن إهمالها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى