ثقافة

إفطار حاشد للإسعاف الشعبي في طرابلس وتكريم شخصيات

شاتيلا: طرابلس تحتاج إلى حكومة كاملة من أبنائها في ظل المآسي التي تعانيها والربيع العربي يتحول الى خريف في ظل التدخل الأجنبي أقامت هيئة الإسعاف الشعبي في طرابلس إفطارها الرمضاني في مطعم الفيصل القلمون وقد تقدم الحضور ممثلون عن الوزراء محمد الصفدي وفيصل كرامي وممثلون عن النواب سليمان فرنجية ، محمد كبارة ، بطرس حرب ، روبير فاضل ، ممثل عن قائد الجيش العماد جان قهوجي ، نقيب المحامين بسام الداية نقيب الأطباء فواز البابا ، النائب السابق عبد المجيد الرافعي ، رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال ، رئيس رابطة المخاتير شعبان بدرا رئيس إتحاد نقابات أرباب العمل عبد الله المير رئيس بلدية طرابلس السابق رشيد جمالي ، ورئيس بلدية الميناء السابق عبد القادر علم الدين ، وممثلون عن المرابطون والتيار الوطني الحر وحزب الطاشناق وحركة التوحيد الإسلامي وحركة فتح وحشد من الفعاليات النقابية والإقتصادية ورؤساء جمعيات أهلية وكشفية ومدراء مدارس خاصة ورسمية ومحامون وأطباء مركز إبن سينا الصحي الإجتماعي .
افتتح الإحتفال بآية من القران الكريم رتلها فضيلة الشيخ كمال عجم ورحب بالحضور مدير مستوصف الميناء الخيري خالد المصري.
كلمة الاسعاف الشعبي
كلمة الإسعاف الشعبي ألقاها المحامي مصطفى عجم فقال : لقد إحتفى اللبنانيون مطلع هذا الأسبوع بعيد الجيش هذه المؤسسة العسكرية الضامنة للوحدة الوطنية  ولسيادة لبنان وإستقلاله  وقد بلغت من العمر 66 عاماً ، وها نحن في هيئة الإسعاف الشعبي نفتخر بكوننا مؤسسة أهلية مدنية  تتسلح بذات القيم الأخلاقية للجيش اللبناني  في التضحية والإقدام والعطاء من أجل كل مواطن وقد بلغت من العمر 33 عاماً عملت ولا زالت  مع باقي مؤسسات المؤتمر الشعبي اللبناني على صون الوحدة الوطنية وتحصينها  من التدخلات الأجنبية والإختراقات المعادية  وحماية المواطنين من الظلم الإجتماعي اللاحق بهم  من جراء التقاعس المستمر لولاة الأمور عن القيام بخدمتهم وقضاء حوائجهم.
كلمة شاتيلا
ثم تحدث رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني الأخ كمال شاتيلا فهنأ الحضور بشهر رمضان المبارك، وقال إن هذا اللقاء الوطني الإجتماعي يتعزز بوجود العلماء وخيرة أهل طرابلس التي لها أفضال على كل الوطن من خلال نشر العلوم الدينية والجهاد في سبيل الله والأنوار الثقافية والمواقف الوطنية والعمل الوطني، والتي تم حرمانها وإفقارها منذ أيام الإنتداب مروراً بحكومات الإستقلال وصولاً إلى يومنا هذا، وتجريدها من مؤسسات إقتصادية وإجتماعية فاعلة، عقاباً لها على مواقفها الوطنية والعربية الصادقة، والإدعاء بأنها مدينة التطرف بينما هي في الحقيقة مدينة وطنية عروبية منفتحة ومعقل الإعتدال والوسطية والمحافظة على الثوابت.
وشدد على أن اللغط الذي أثير حول تشكيل الحكومة ووجوب أن يكون تمثيل الطائفة السنية بشكل أفضل، كما هو الحال في الطوائف الأخرى، ربما يكون محقاً، ولكن أي نائب أو وزير هو ممثل لكل لبنان وليس لمنطقته فقط. ونرى أن تمثيل طرابلس بسبعة وزراء من أبنائها هو أمر مجحف بحقها لأنها تحتاج إلى حكومة كاملة من أبنائها في ظل المآسي التي تعانيها طرابلس والشمال ككل، مطالباً نواب ووزراء طرابلس بتطبيق ورقة المصالحة التي تم توقيعها بعد الأحداث الأمنية (آب 2008) في المدينة لما تتضمنه من مشاريع ومخططات تنهض بالمدينة من حالة البؤس والفقر التي يعيشها الكثير من أحيائها.
وحول الوضع العربي، رأى شاتيلا أننا نعيش ربيعاً عربياً ودعوة للمساواة والحرية يقابلها محاولات تدخل غربي إستعماري بهدف تقسيم الأقطار العربية على أسس طائفية ومذهبية وعرقية. فالولايات المتحدة تعتبر نفسها الحاكم الأوحد في العالم، وعلى الجميع الخضوع والخنوع لتوجهاتها، فبدأت بإعداد مشاريع تقسيمية للإستيلاء على ثروات هذه المنطقة التي تمتلك مع إيران وتركيا ثلثي ثروات العالم بأسره، من خلال الحرب على الإسلام لضرب الروابط الإسلامية والعربية التي تجمع كل شعوب هذه المنطقة. وبعد فشل الحل العسكري في العراق المقاوم تغير الأسلوب من الإقتحام العسكري إلى لإقتحام الأمني الإستخباراتي وزرع الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية.
وأشار أن الربيع العربي والثورات والإنتفاضات العربية على الظلم والإستغلال وعدم المساواة بين المواطنين أمر طبيعي. فالحكام نالوا فرصاً عديدة لإقامة حكم عادل وبناء دولة الحريات وتعزيز الصناعة والزراعة، فحرروا الثروات لمصالحهم، وإستغلوا مناصبهم لتحقيق مآربهم الشخصية، مؤكداً ان الحكام لم يستفيدوا من التاريخ العربي الإسلامي رغم كل التجارب التي مرت على الأمة من إستعمار وإنتداب وحركات إستقلالية، فحاولوا بناء أنظمة حاكمة لا تمت للتاريخ العربي الإسلامي بأي صلة، مما فتح المجال لبعض الغربيين لإعطائنا دروس في الديمقراطية .
وإعتبر شاتيلا أن من حق الشعوب العربية التمرد على القيود والمطالبة بالحق والعدل والمساواة ولكن دون أن تكون حريته على حساب حرية الوطن كما هي الحال في العراق مؤكداً أن الحرية متلازمة دائماً بين حرية الوطن والمواطن دون أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية لأي وطن عربي.
وتابع: إن تقييم أي تحرك أو ثورة في الوطن العربي ينطلق من المعايير التي كرستها ثورة 25 يناير المصرية الناجحة بالرغم من بعض الشوائب التي تظهر من حين إلى آخر وهي: الوحدة الوطنية، مشاركة الأغلبية الشعبية، سلمية التحرك والموقف الوطني للقوات المسلحة ورفض التدخل الأجنبي وإن عدم الإقتداء بالمعايير التي وضعتها الثورة المصرية يجعل من إسرائيل الأقوى في المنطقة بأكملها.
وختم أن المطالبة بالتدخل الأجنبي لا يأتي إلا بالتقسيم والويلات كما حدث في العراق عام 2003 وفي ليبيا حالياً، ولا بد من التمييز الصارخ بين حق الشعوب في تقرير مصيرها وحكامها والعدالة والمشاركة في السلطة والثروة وبين إستدعاء الأجنبي للتدخل في شؤوننا فهذه ليست تعاليمنا الدينية ولا الوطنية ولا القومية ولا بد من تقوية الأصوات الحرة،الإستقلالية والعربية المعتدلة على الأصوات المتطرفة، لعدم الوقوع في الفخ الذي ينصبه الغرب لنا ، لأن الربيع العربي لا يبقى ربيعاً عربياً إلا على قاعدة سلمية التحرك والوحدة الوطنية ، أما في ظل تدخل أجنبي يتحول الربيع العربي لخريف عربي ، وفي لبنان لا بد من الوقوف في وجه إثارة الفتن والنعرات الطائفية وتقوية العلاقة الإسلامية المسيحية.  

وتخلل الإحتفال تكريم كل من نقيب الأطباء الدكتور فواز البابا ، والدكتور عاصف ناصر ، والإعلامي محمد سيف ، والمربي صفوح مخلوف ، والدكتور محمد الفري حيث قام رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا بتسليمهم وسام العطاء تقديراً لجهودهم في خدمة المجتمع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى