ثقافة

مناقشة لكتاب الدكتور عبد الغني عماد في مركز العزم الثقافي – بيت الفن

بدعوة من المركز الثقافي للحوار والدراسات ومركز العزم الثقافي أقيم في بيت الفن

في ميناء طرابلس ندوة لمناقشة كتاب الدكتور عبد الغني عماد “الإسلاميون بين الثورة والدولة: إشكالية إنتاج النموذج وبناء الخطاب” وعرض لموسوعة الحركات الاسلامية في الوطن العربي .
حضر الندوة ممثل الرئيس نجيب ميقاتي والمشرف العام على جمعية العزم والسعادة الدكتور عبد الاله ميقاتي والوزير سمير الجسر والنائب بدر ونوس وممثل عن الجماعة الإسلامية والأمينة العامة للجنة الوطنية لليونيسكو الدكتورة زهيدة درويش جبور ورئيس رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور حميد الحكم ومدير كلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتور جان جبور، ومدير كلية العلوم الاجتماعية الدكتور عاطف عطية وحشد من الفعاليات الاجتماعية والثقافية والسياسية.  
قدم الندوة الأستاذة جمانة بغدادي التي اعتبرت أن عودة الحياة الثقافية إلى طرابلس بعد كل جولة عنف هي دليل على أن لهذه المدينة إرادة حياة لا يمكن أن يوقفها أحد، ثم عرضت برنامج الندوة الذي تضمن قراءة تحليلية للكتاب قدمها الدكتور مصطفى الحلوة.
في مُستهلّ قراءتِهِ التحليلية نوّه د. حلوة إلى أن الكتاب يتميز براهنية أطروحتِهِ، متمثلّةً بتفكيك الخطاب الإسلامي السياسي الحركي على إيقاع الأحداث التي ما زالت تتصدّرُ المشهد الإقليمي والتي أفرزها ما أُطلق  عليه “ثورات الربيع العربي.
وبعد استعراضٍ بانورامي لأبرز القضايا التي يُثيرها الكتاب ويتعمّقُها ، خلصَ د. حلوة، مقوِّماً له، إلى الرؤى الآتية:
أ‌-    إنَّ المؤلَّفَ هو بحثٌ أكاديمي صِرفٌ، امتلك واضعُهُ د. عماد أدوات البحث العلمي الجاد وتقنياته. فإلى إشكالية الكتاب المركزية المتمحورة حول إمكانية إصلاح النظام السياسي العربي، عَبْرَ إدماج الديمقراطية في صميم بنيتِهِ، كفلسفة ونظام وآليات، والتي غدتْ بحُكم التداعيات بعُهدة الحركات الإسلامية، فإن الباحث يُوفَّقُ إلى فرضياتٍ ثلاث، يُسيِّلُها من خلال فصول الكتاب السبعة التي راحت تُجيب بشكل مطّرد ومتماسك عن محمولاتها؛ وبما ينمّ عن صحتها وصوابيةِ طرحها.
ب‌-    أطلّ الكتاب، استيفاءً للبحث وإغناءً له، على بانوراما  الإسلام العقدي  والسياسي، فكان حشدٌ من النظريات والرؤى، وكان استدعاءٌ لمختلف التيارات والحركات الإسلامية، كما كان استحضارٌ لعشرات  الفقهاء والمجتهدين والدُعاة والساسة في العالمين العربي والإسلامي. ولم يفُتْ الباحث الإطلال على موقف الأزهر الشريف، عَبْرَ وثائقِهِ الثلاث التي أصدرها عشية الثورة المصرية ولدى انطلاقها.
ت‌-    إذْ ينزع د.عماد ، من منطلق موضوعي، إلى التروّي في طرح رؤاه ومجانبة الانسياق وراء المواقف النمطية السائدة، فقد أفادَ من اختصاصه في علم الاجتماع الذي فتح أمامه آفاقاً واسعةً لمقاربةِ قضيتِهِ.
وبإزاء أسئلة يطرحُها، ولم يجدْ أجوبةً شافيةً عنها، فقد أبقاها معلَّقةً أو موضع تأمّل، ناحياً بذلك منحى المشتغلين بالفلسفة الذين يرون أن تاريخ الفكر هو تاريخ أسئلته قبل أن يكون تاريخ أجوبته!
ث‌-    رجوع الباحث إلى عشرات أمّات الكتب، من مصادر ومراجع ودراسات، ناهيك عن دوريات متخصصة ومواقع إلكترونية جادة، بالعربية والإنكليزية. وكان له أن يُذيِّل بحثه بفهرس ألفبائي، تضمّن أسماء الأعلام والمصطلحات ، حسب ورودها في كل صفحةٍ من صفحات الكتاب.
ج‌-    برع الباحث في تخيُّر عناوين فصوله، ولا سيما العناوين الفرعية التي تشي جهاراً بما تبغي تبليغه. وقد توسّل د. عماد لغة سليمة، قريبة المتناول، ما يجعل بحثه مرجعاً للمتخصصين في الإسلاميات، كما لطلاب الدراسات العليا ولسائر المهتمين بالشأن الإسلامي.
ثم عرض بعدها الدكتور عبد الغني عماد تجربته البحثية في الإشراف على موسوعة الحركات الإسلامية في الوطن العربي التي تعتبر أول موسوعة عربية أكاديمية شاملة عن الاسلام الحركي بالتعاون مع مركز دراسات الوحدة العربية. وأضاء على بنية الموسوعة التي تتألف من 72 مادة بحثية شارك في إعدادها حوالي 35 باحث أكاديمي متخصص من كافة أقطار الوطن العربي، وقد طبعت نظراً لضخامتها (3800 صفحة) في جزأين كبيرين.
أكد الدكتور عماد إن انجاز هذه الموسوعة يعتبر بحق أول انجاز جدي بهذه الضخامة يكرس تقليد جديد في العمل البحثي الجماعي يعتمد فيه روح الفريق وآليات البحث العلمي ومنهجياته الدقيقة. حيث تمثلت متابعة إنتاج الأبحاث والتدقيق فيها بثلاثة حلقات تفاعلية قبل أن تصل إلى الإقرار النهائي، في كل منها كان يجري النقاش مع الباحث الأساسي على ضوء ملاحظات المشرف والخبراء والمحكمين.
ثم عرض الدكتور عماد لبعض الصعوبات التي اعترضته أثناء انجاز هذه الموسوعة، منها عدم مصداقية بعض الباحثين والتزامهم بالمواعيد لتسليم الأبحاث أو خروج بعضهم عن الأطر المنهجية المحددة لإنتاج الأوراق البحثية، أو رفض التفاعل مع الفريق البحثي، كذلك كان من الصعوبات التي أشار إليها تلك المتغيرات السريعة التي رافقت كتابة الموسوعة، فقد كانت الأحداث والموضوعات المتعلقة بموضوع الحركات الإسلامية مع الثورات العربية شديدة السيولة الأمر الذي دفعنا إلى إعادة النظر بالعديد من المواد والدراسات التي كانت قد أنجزت والتي تتعلق بمصر وتونس وليبيا وسوريا، ثم جاء حادث اغتيال زعيم تنظيم القاعدة ليضعنا أمام واقع إعادة النظر بما كنا قد كتبناه، فالقاعدة بعده أمر آخر يحتاج تصور جديد، أمور كهذه، بالإضافة ندرة المصادر والمعلومات التي عانينا منها لتغطية بعض الجوانب والدراسات والتي تطلبت جهوداً مضنية لتغطية دراستها والتي لم يسبق البحث فيها، كلها ساهمت في تأخير انجاز الموسوعة حوالي السنة عن التاريخ المقرر حسب المخطط الذي وضعناه لانجازها، والذي كان يقتضي أن تنجز خلال سنتين.    
في ختام عرضه أشار الدكتور عماد إلى ردود الفعل الأكاديمية والعلمية حول الموسوعة، والتي عقد حولها أكثر من ندوة موسعة ومخصصة لمناقشتها في أكثر من عاصمة عربية، كما أشار أنها قيد الترجمة إلى اللغة الإنكليزية.       
نظم مركز العزم الثقافي – بيت الفن بالتعاون مع قطاع المرأة – جمعية العزم، يوم الجمعة الواقع في العشرين من شهر كانون الاول 2013 احتفالا بمناسبة عيد الميلاد المجيد حضره طلاب المدارس المحيطة ببيت الفن كما شارك جيران المركز الثقافي الفرحة بالعيد مشاركين مع اولادهم.
بداية مع النشيد الوطني اللبناني ثم افتتح الاحتفال ببرنامج ترفيهي على المسرح مليء بالألعاب التي شارك فيها الاولاد و التمثيليات الصغيرة و الاغاني المدبلجة لفرقة الفرح بقيادة الفنان سليم جوهر و الرقصات لفرقة جمعية بيت الآداب و العلوم و العاب الخفة و السحر لفرقة عصافير الجنة كما شارك في العرض الترفيهي بعض شخصيات المحببة على قلوب الاطفال مثل “ميكي ماوس” و “بينك بنثر” و “أرنوب” و “الديك الفصيح” و في الختام وزع بابا نويل الواقف قرب شجرة الميلاد الهدايا على جميع الاطفال الحاضرين.
و اختتم الاحتفال على امل اللقاء القريب عسى ان يحمل العيد المجيد السلام و الفرح و الامن و الامان لكل لبنان و بشكل خاص لطرابلس و الشمال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى