المقالات

“إسرائيل” تغيرت… نعم تغيرت!| رندلى جبور | المصدر: موقع الجريدة

يصعب على البعض “المبرمج” أن يغيّر “برنامج” عقله بسهولة.

بعضهم اعتاد على فكرة أن “إسرائيل” هي القوة التي لا يمكن هزيمتها.

هؤلاء راكموا تجارب ما قبل الألفين في لا وعيهم، حتى صار وعيهم أيضاً يظن واهماً أننا ما زلنا في الماضي، حين كانت “إسرائيل” جيشاً لا يُقهر، وتطوراً تكنولوجياً لا تمكن مضاهاته، وسلطة سياسية قادرة على التحكّم في كل شيء، مدعومة من “الأخ الاميركي الأكبر”!

ولكن الأزمنة تتطور، ومن يحب العيش في سجون الماضي فليبقى هناك، ولكن بصمت. اللغة لم تعد له…
أما الحاضر فيؤكد أن “إسرائيل” تغيرت.. وكذلك المقاومة.

“إسرائيل” تعيش أزمة داخلية بلا مثيل، والمقاومة تعيش قوة عسكرية ومعنوية لا سابق لها.

“إسرائيل” كانت تظن أنها تطير في الفضاء بحرية مطلقة، ولكن المقاومة صارت تمتلك الصواريخ المضادة وسلاح الجو والمسيّرات.

“إسرائيل” كانت تظن أن تقنياتها قادرة على مراقبة كل تفصيل، فإذ بها ترتعب من سرب طيور.

“إسرائيل” كانت تظن أنها تدخل الى الساحة التي تريد بسهولة وتخرج منها ساعة تشاء منتصرة، ولكنها اليوم تضرب ألف حساب لأي غزو.. والدليل ارتباكها في اتخاذ قرار غزو غزة.

“إسرائيل” كانت تظن أنها تزرع عملاء في كل زاوية، فإذ بأبطال شجعان يخترقونها من دون معرفتها المسبقة.

“إسرائيل” كانت تظن أنها ستتوسع من النيل إلى الفرات، وهي اليوم عاجزة حتى عن فتح أبواب سيناء.

“إسرائيل” كانت تظن أنها ستبني هيكل كذبتها على أنقاض مقدسات المسيحيين والمسلمين، فإذ بهؤلاء ينتفضون لأقصاهم ولقيامتهم.

“إسرائيل” كانت تظن أنها قادرة على ابتلاع الحقوق بلا سؤال، فإذ بأصحاب الحقوق يوجهون لها جواباً قاسياً.

“إسرائيل” كانت تظن أنها ستربي بإعلامها الكاذب مستسلمين، فإذ بها من حيث لا تدري تكبّر مساحات بطولات المقاومين.

“إسرائيل” كانت تعتقد أنها بالمال تستطيع إخضاع الجميع، فإذ بأصحاب القضية يجعلون مالها بلا قيمة.

“إسرائيل” تغيرت منذ ذاك التحرير في العام 2000، ومنذ هزيمتها في 2006، وصولاً الى كل لحظة صمود وانتفاضة فلسطينية، حتى بات عسكرها يشتم سياسييها، وسياسيوها يشتبكون ببعضهم البعض، ونوابها يهربون من الكنيست إلى الملاجئ، وملاجئها تمتلئ بالمستوطنين، ومستوطنوها يحلمون بالهجرة المعاكسة.
الآن الآن وليس غداً، اغسلوا لا وعيكم من لوثات الماضي، وصدّقوا بكامل وعيكم ومنطقكم أن العدو بات قاب قوسين من الانتحار.. أو الاندحار!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى