الأخبار اللبنانية

فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف”

فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف” في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها الأمة الإسلامية في البلدان عامة وفي لبنان خاصة , نجد أنفسنا نواجه خمسة مشاكل تتطلب منا العمل على إزالتها وهي:

أولا: مشكلة الظلم الحاد بسبب إبتعادنا عن عدل الشريعة الإسلامية ، وغيبة الإمام العادل الذي يحكم بما أنزل الله ، فسلط الله علينا عميلا ظالما – لا يخافه ولا يرحمنا – يتحكم فينا بالنيابة عن أسياده من القوى الصليبية العالمية بقيادة أمريكا وحلفاؤها كفرنسا وبريطانيا وغيرهما ، ولعل تسلط المحكمة الوضعية الدولية اليوم خير دليل على هذا الظلم الذي وصفه الله بانه من أبواب الشرك لقوله تعالى : ” إن الشرك لظلم عظيم ” . وعلاج هذه المشكلة بالدعوة الى الله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،  لتحقيق العدل الرباني الذي لا يتحقق الا بتطبيق الشريعة الإسلامية ، وفي غيبة الإمام العادل وتعذر تطبيق الشريعة ، علينا أن نرفض التحاكم الى المحاكم الوضعية دولية كانت أم محلية  ناهيك عن التحاكم الى محكمة دولية أمريكية صليبية .  وكما علينا التأسي بسلفنا الصالح الذين رفضوا الشرك والظلم وهاجر بعضهم الى الحبشة  التي وصفه النبي محمد صلى الله عليه وسلم ملكها بأنه ملك عادل لا يظلم عنده أحدا .

ثانيا: مشكلة تهميش بيان الموقف الإسلامي والأحكام الشرعية في موضع الحاجة اليها ، من قبل “دار الإفتاء ” و “المجلس الإسلامي الشرعي الاعلى” الذي أخفق إخفاقا شديدا في بيان الأحكام الشرعية بالأحداث والمشاكل ، وهو لم يكتم العلم فقط بل اخذ يصرح بالباطل ، بإصدار أحكام لا تستنبط من الأدلة التفصيلية الشرعية ولكن يستمدها من بيت الوسط بدلا من الكتاب والسنة . وعلاج هذه المشكلة هو تشكيل هيئة شرعية لأهل السنة والجماعة عملها بيان الاحكام الشرعية في عظائم الأمور والقضايا المصيرية التي تكون مستنبطة من الكتاب الكريم والسنة المطهرة .
ثالثا: مشكلة إختزال الطائفة السنية بتيار علماني لا يمت الى الاسلام بصلة ، وبشخص واحد لا تستقيم الأمور إلا به وكأنه المهدي المنتظر الذي يملأ الأرض عدلا بعدما ملئت فجورا وظلما وفسادا ، وعلاج مشكلة الإختزال هو التأسي بالمثل الأعلى للمسلمين جميعا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وصفه الله تعالى بقوله: ” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر “
رابعا: مشكلة الفساد وسوء الرعاية بسبب تعطيل عمل المؤسسات الى جانب الفساد والمحسوبية والرشاوى ، وعلاج هذه المشكلة العمل على رعاية شؤون الناس وإشباع حاجاتهم الى الطعام والمسكن والملبس والامن ،  تحقيقا لقوله تعالى: ” فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف”
خامسا: الإحتلال الصهيو- صليبي لبلاد المسلمين في لبنان وفلسطين والجولان والعراق وافغانستان وغيرها . وعلاج هذه المشكلة بالجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله ، ولا شك بأننا إذا قمنا بترشيد المجاهدة والمقاومة والممانعة وجعلناها في سبيل الله تصبح الفاظا مترادفة لمعنى واحد , ولذلك فإنني ادعو الى التعاون في مجال مواجهة العدو الإسرائيلي والحملة الصليبية الأمريكية .

وفي الختام يجب علينا في هذه الظروف العصبية ان نوحد صفنا في وجه العدو الإسرائيلي والحملة الصليبية ، وأن لا نسمح أن تصبح ظهورنا جسورا تعبر عليها القوات الصليبية الامريكية وغيرها الى بلاد المسلمين ، بحجة إختلافنا مع حكامنا وأنظمتهم تارة ، أو بحجة الإختلاف التاريخي المذهبي بين السنة والشيعة تارة أخرى . وحصر معالجة هذه الإختلافات في مجالس العلماء … وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى