الأخبار العربية والدولية

الأسد يطرح مبادرة للحل في سوريا: إننا نواجه حربا حقيقية

استهلّ الرئيس السوري بشار الاسد كلمته بالقول “اليوم انظر الى وجوه ابناء بلدي وقد كساها الحزن والالم ونلتقي والمعاناة تملأ سوريا فالامن والامان غابا عن شوارع البلاد، فمن رحم الالم يجب ان يخرج الامل فالغيمة السوداء تحجب نور الشمس لكنها تحمل في طياتها مطرا وخيرا”.
واضاف “كل مواطن مسؤول وقادر على تأمين شيء ولو بسيط فالوطن للجميع وندافع عنه جميعا، فالهجمة على سوريا لم تشهد لها المنطقة مثيلا من قبل، ولن تخرج سوريا من محنتها الا بتحويل طاقتنا الى حراك وطني مشترك، ومن واجبنا ان نعيد توجيه الرؤية نحو البوصلة الحقيقية”.
واعتبر ان “عدم المشاركة في الحلول هو اعادة البلد الى الوراء وإنتظار الاخرين لحل المشكلة هو تقدم نحو الهاوية”، مضيفا “الصراع اليوم هو بين المواطنين والمجرمين، بين الإنسان وخبزة وبين الأمان والقلق”.
وسأل “يسمونها بالثورة وهي لا علاقة لها بالثورات، فهل الصراع هو صراع على سلطة وكرسي أم انتقام من الشعب؟”.
واشار الى ان “الفكر التكفيري دخيل على بلادنا لذلك تم استيراده، فالثورات تبنى على العلم والفكر وتكون عادة ثورة الشعب لا ثورة المستوردين من الخارج”، متسائلا “الثورة بحاجة الى مفكرين، فاين هو المفكر؟ من يعرف مفكر في هذه الثورة ومن يعرف قائدا فيها؟”.
وتابع “نحن نقاتل هؤلاء وهم اكثريتهم من غير السوريين تحت شعار الجهاد وهم لا علاقة لعم لا بالمجاهدين ولا بالمسلمين، ومعظم من نواجههم اليوم هم من التكفيريين والذين يحملون فكر القاعدة”، مؤكدا “دخول الارهابيين الى سوريا خطير ولكن دحرهم ليس مستحيلا”.
وشدد على ان “الازمة في سوريا ليست فقط داخلية إنما إقليمية أيضا من خلال خطة تقسيم البلاد”، معتبرا ان “الاحداث في سوريا أتت كفرصة لنقل العدد الاكبر من الارهابيين لتحويل سوريا إلى أرض الجهاد”، مضيفا “سوريا وشعبها لن ينسيا ما تفعله الدول المجاورة راهنا، ونشكر روسيا والصين وايران وكل الدول التي وقفت الى جانب سوريا والمجتمع الدولي لا يقتصر على الغرب”، مستطردا “دول جارة جارت على سوريا وشعبها لتضعفه وتهيمن عليه ولكن سوريا لا تقبل الخنوع ولا تقبل الوصايا وهو ما يزعج الغرب”.
واكد ان “الخلاف ليس بين معارضة وموالاة لانه وان كان كذلك فان الخلاف يكون على بناء الوطن لا هدمه، فنحن نواجه اليوم حربا بكل ما في الكلمة من معنى ولكن باسلوب جديد”.
وشدد على ان “الاصلاح دون امان كالامان دون اصلاح، واذا اخترنا الحل السياسي فلا يعني ان لا ندافع عن انفسنا، ومنذ اليوم الاول للازمة نتحدث عن الحل السياسي لكننا لم نجد الشريك لذلك حتى الآن ونحن نحاور السيد لا العبد، فمن يتحدث عن الحل السياسي فقط فهو يتعامى عن الحقائق و يترك الوطن لقمة سائبة للمجرمين ، وهذا ما لن نسمح به، ولن نحاور المسلحين بل القوى التي تحركهم”.
وطرح الاسد مبادرته للخروج من الازمة السورية قائلا “الحل السياسي سيكون بوقف التمويل للمسلحين وبنفس الوقت توقف كافة المسلحين عن القيام باي عمليات عسكرية، ما يمكن النازحين من العودة الى سوريا. حينها توقف قواتنا المسلحة عملياتها العسكرية، ويستكمل الحل السياسي بايجاد الية للتاكد من التزام الجميع بالبند السابق خاصة ضبط الحدود ومن ثم عقد مؤتمر وطني، بعدها يعقد الميثاق الوطني على الاستفتاء الشعبي لينبثق الدستور منه، بعدها يعرض الدستور على استفتاء شعبي واذا توافق عليه سنعمد الى قانون انتخابات برلمانية جديد وتشكيل برلمان جديد، بعدها يتم تشكيل حكومة جديدة موسعة تمثل الجميع لتنفيذ بنود الميثاق وفق دستور جديد تمهد لمؤتمر عام للمصالحة الوطنية، بعدها سنصدر عفو عام مع الحفاظ على الحقوق المدنية”.
واضاف “البعض قد يتخوف من هذه الرؤية لكن نحن لن نتوقف عن مواجهة الارهاب طالما هناك إرهابي واحد في سوريا، فهذه المبادرة ليست موجهة للمعارضة خارج سوريا وأية مبادرة تطرح من قبل أية جهة يجب أن تستند الى المبادرة السورية ومن يريد مساعدة سوريا فليعمل على وقف ارسال المسلحين الى داخل سوريا”، متابعا “مبادرتنا موجهة لمن يريد الحوار ولكل من سيرفضونها لاحقاً نقول لهم: لماذا ترفضون شيئاً ليس موجها اليكم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى