الأخبار اللبنانية

تكريم السفارة الايرانية بذكرى الانتصار

بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية  الإيرانية أقام تجمع العلماء المسلمين في مركزه لقاءً تكريمياً لسعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور غضنفر ركن آبادي، وقد رحب رئيس الهيئة الإدارية في التجمع الشيخ حسان عبدالله بسعادته وكان مما قاله:

نلتقي اليوم في أجواء ذكرى انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية التي ألهمت الثوار في العالمين الإسلامي والحر وأثبتت أن الجماهير إن تحركت فإنها تستطيع أن تغير وأن تبني دولة تعبر عن تطلعاتها وأمانيها وتضمن مستقبلها ومستقبل الأجيال القادمة.

إن الذي حصل ويحصل في تونس ومصر هو تأكيد لهذه السنة التاريخية التي تؤكد على أهمية تحرك الجماهير والتي نأمل كتجمع للعلماء المسلمين أن تنتج أنظمة جديدة تراعي آمال وتطلعات الشعوب.

إن هذه التحركات الجماهيرية هي باكورة انتفاضة عارمة في الأمة ستطيح بالأنظمة الخانعة التي ثبتت الاحتلال الصهيوني لأراضينا واستقدمت الاحتلال الأميركي للحفاظ على عروشها. وهي تبشر بشرق أوسط جديد لا ذلك الذي وعدت به كونداليزا رايس عملائها إبان حرب تموز، بل شرق أوسط يبني للأمة مجدها ويعيد لها عزتها ويقتلع كل احتلال من أراضيها.

إن هذه التحركات الشعبية هي بداية النهاية للكيان الصهيوني وعندما تعود مصر التي هي قلب العالم العربي إلى النبض من جديد، فسيبدأ هذا الكيان بالبحث عن مكان آخر يلجأ إليه وستعود فلسطين لأهلها.

إننا إذ نشد على أيادي إخوتنا في مصر وتونس ونؤيد حركتهم المباركة ندعوهم أن لا يخدعوا بإجراءات لا قيمة لها فليس المطلوب رحيل أشخاص بل سقوط أنظمة، والإدارة الأميركية الساعية للتخلي عن رموز خدموها طوال عقود لا تفكر بمصيرهم بل تفكر بمصيرها من خلال رموز أخرى تعيد لهذه الأنظمة قوتها مع إصلاحات شكلية لا قيمة لها.

لذا يجب على الشباب في مصر وتونس التنبه لذلك والبقاء في الشارع في مسيرات عارمة كما فعل الشعب الإيراني البطل حتى تغيير الأنظمة تغييراً جذرياً.

ثم كانت كلمة لسعادة السفير جاء فيها:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين لا سيما النبي المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار المنتجين.

السادة العلماء .. أصحاب السماحة والفضيلة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

قال تعالى في محكم كتابه العزيز:{ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}

في البداية اسمحوا لي أن أتوجه إليكم بأحر التهاني وأطيب التبريك بمناسبة الذكرى الثانية والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران على يد العبد الصالح الإمام الخميني (قدس سره) الذي كان مصداقاً عملياً للآية القرآنية الكريمة.

{ وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ }

فهدانا الله تعالى بهديه عندما التزم شعبنا نهج الأنبياء والمرسَلين وخاتِمهم الحبيب الأمين النبي المصطفى محمد (ص) فسار على نهج الإسلام المحمدي الأصيل مُسقِطاً طاغوت إيران الشاه المقبور ومقيماً على أنقاض نظامه الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي أضحت منارة للثائرين والأحرار وقلعة المجاهدين والمقاومين ومثالاً للشعوب التواقة للحرية والعزة والكرامة..

أيها الأحبة…

إن وعد الله تعالى حق…{ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} وغَلَبَ الله تعالى فرعونَ إيران الشاه البائد وانتصرت في مثل هذه الأيام ثورة قلَّ مثيلٌها في التاريخ.. ثورةُ لا إله إلا الله.. والله أكبر… ثورة الحناجر الصادحة في مواجهة الحِراب الظالمة.. ثورة الإيمان على الكفر والشرك.. ثورة الفقراء والمستضعفين على الناهبين والمستكبرين… ثورة انتصار الدمٌ على السيف.. ثورة ٌ سيبقى نداء قائدها مخَّلداً عبر الزمان… عندما قال:

” إن انتصار الشعب المسلم في إيران سيكون دون شك قدوةً لسائر الشعوب المظلومة في العالم وخاصة شعوب الشرق الأوسط ففيه يرون كيف استطاع شعبُ وباعتماده على عقيدة الإسلام الثورية أن ينتصر على القوى العظمى”.

ودعا الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه: ” جميع الشعوب الإسلامية أن تنهض بوعي لتقضي على تلك الحفنة من الفاسدين الذين يريدون التمهيد لِتَحَكّم القِوى الكبرى بمصير الشعوب الإسلامية التي عليها أن تقتدي بتضحيات الشعب الإيراني في سبيل نيل الاستقلال والحرية ونشر الإسلام العظيم.. وعارٌ على الشعب المسلم أن يسكت  أمامَ الحكومات الفاسدة المُتَجَبرة”.

وفي وصيته إلى شعوب العالم الإسلامي يدعوهم الإمام قدس سره” أن لا ينتظروا مساعدة أحدٍ من الخارج لتحقيق هدفهم وهو الإسلام وتطبيق أحكامه… بل عليهم النهوض بأنفسهم لتحقيق هذا الأمر الحيوي الذي سيهبهم الحريةَ والإستقلال”.

السادة العلماء…

إن نهج الجهاد والمقاومة الذي خطه الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه هو السبيل الوحيد لنيل الحرية والاستقلال.. وقد أثمر هذا النهجُ إنتصاراً عظيماً في لبنان في مواجهة العدو الصهيوني، ويؤرخ لإنتصارٍ حاسمٍ وأعظم في فلسطين إن شاء الله تعالى…

وببركة هذا النهج المحمدي المبارك نشهدُ أفول وتقهقر المشروع الغربي المستكبر الذي تقوده أميركا… وإنهزام مشاريعها في العراق وأفغانستان وغيرها ، وتهاوي أدواتها أمام الإرادة الحرة للشعوب التواقة لإستعادة حريتها واستقلالها وهويتها الإسلامية في مواجهة أعدائها وفي طليعتهم العدو الصهيوني الغاصب، وسنشهد قريباً ثماراً مباركة لجهاد الشعوب المقهورة وإنعكاسِها على قضايا الأمة الكبرى وفي طليعها قضيةِ القدس وفلسطين.

أيها الأحبة…

الشكر والتقدير لكم يا أصحاب السماحة والفضيلة في تجمع العلماء المسلمين على جهودكم المباركة وجهادكم العلمي والفكري والثقافي في التبليغ والدعوة إلى الله والاعتصام بحبله المتين من أجل وحدة الأمة وانتصارها وعظمتها وسؤددها لكون بحق ” خير أمةٍ أُخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عنالمنكر”.

متمنياً لكم دوام التوفيق والسداد زحسن العاقبة لنا جميعاً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى