الأخبار اللبنانية

مؤتمر صحفي لمستشفى دار الشفاء في طرابلس

عقدت ادارة مستشفى دار الشفاء في طرابلس مؤتمرا صحافيا لشرح ملابسات وفاة الطفل مؤمن المحمد .وما اثير حول هذه القضية خاصة لجهة تحميل وزارة الصحة و بعض وسائل الاعلام المسؤولية للمستشفى .
كلمة البداية  كانت للاستاذ احمد خالد المدير العام لمستشفى دار الشفاء جاء فيها:
نرحب بالإخوة الاعلاميين وان شاء الله كما عودناكم دائما نتكلم بالكلمة الصادقة حتى لو كانت هذه الكلمة ستكلفنا غاليا لان الوصول للحقيقة هو رائدنا دائما وابدا .
بخصوص حادثة وفاة الطفل مؤمن المحمد سنسنعرض معكم  بدقة المراحل التي مرت بها هذه القضية منذ دخوله الى المستشفي  في المرة الاولى ثم عودته اليها  من جديد بعد خمس ساعات.
حوالي الساعة الثانية عشر من يوم الثلاثاء الواقع فيه 19/02/2013 إتصل طبيب الأطفال د. أحمد ملص يسأل عن مخصّص الوزارة في المستشفى فأُبلغ بنفاذ المخصّص (المتدني أصلاً عن باقي المستشفيات واعرض عليكم نسخة من الجريدة الرسمية وهي تتكلم عن مخصصات المستشفيات في طرابلس وسائر لبنان وهي تظهر ان حصة مستشفى دار الشفاء هي خُمس حصة احد المستشفيات في طرابلس وربع  حصة باقي المستشفيات بالرغم من ان هذه المستشفيات متشابهة بالخدمات وبعدد الاسرة الموجودة فيها!!)  فطلب حجز مكان للطفل مؤمن خالد المحمد على حسابهم الخاص. وبعد وصول الطفل وأهله إلى الطوارئ تمّ فحص الطفل وتبيّن أن حرارته 38.5 درجة مئوية وأن حالته الصحيّة غير طارئة وذلك بناءً للفحص السريري الذي قام به طبيب الطوارئ في المستشفى والطبيب المعالج الذي تمّ التواصل معه هاتفياً، فقرّر أهل الطفل نقله إلى مستشفى آخر تتوفر فيه مخصّصات وزارة الصحة.
وعند الساعة الخامسة والنصف مساءً عاد الأهل بالطفل إلى مستشفى دار الشفاء بسيارتهم الخاصة عائداً من مستشفى الخير في المنية والتي كان قد دخلها على نفقة وزارة الصحة وخرج منها على مسؤولية الأهل، متوجهاً الى دار الشفاء دون تنسيق مع المستشفى وبعد إستقباله في الطوارئ تبيّن أن الطفل قد وصل متوفياً وقد بُذلت جهود طبيّة لإنعاشه دون جدوى.
الجدير بالذكر هنا أن نقله من جديد من مستشفى الخير إلى دار الشفاء كان لإدخاله في قسم العناية المركزة للأطفال بعد تدهور حالته الصحيّة علماً أن هذه الخدمة غير متوفرة في الشفاء كما في باقي مستشفيات الشمال.
والأهم وجود تعميم إداري في مستشفى دار الشفاء بعدم رفض أي حالة حرجة في الطوارئ لأي سببٍ كان وخاصةً السبب المادي وقد أدخلت الكثير من الحالات ثم عولج الوضع المالي مع أصحابها بعد الإجراء الطبي اللازم وتحمّلت المستشفى العديد من الحالات مادياً.
بناءً عليه فإن مجلس إدارة مستشفى دار الشفاء يستغرب قرار معالي وزير الصحة بتحميل المستشفى مسؤولية وفاة الطفل مؤمن المحمد ونناشد معاليه بدراسة الملف وفق المعطيات الصحيحة والصادقة والعودة عن قراره الصادر بالأمس إلتزاماً بالعدل والحق.

وفي يا يلي نود توضيح بعض النقاط التي اثيرت في الاعلام :

1-    إن نظام العمل مع وزارة الصحة _الإلتزام بالمخصّص المعتمد للمستشفى لأنها رفضت إستقباله وعدم تجاوزه إلا في الحالات الطارئة _ وهذه الحالة لم تكن طارئة إطلاقاً عند معاينتها.

2-    إن إقحام الموضوع المالي بالحادثة مفتعل ولا أصل له لأنه لم يجرِ النقاش حوله، إلا أنّ والد الطفل رحمه الله تعالى، أصرّ حصراً على إدخال ولده على نفقة وزارة الصحة.

إن قول بعض وسائل الإعلام بأن الطفل قد توفي على أبواب المستشفى لأنها رفضت إستقباله غير صحيح حيث جرى إستقباله ومعاينته في الزيارة الأولى وبعد خمس ساعات عاد من جديد الى المستشفى بالرغم من دخوله الى مستشفى الخير على نفقة وزارة الصحة وعند وصوله من جديد جرت محاولة إنعاشه فوراً داخل قسم الطوارئ ولكن دون جدوى.

وفي رد على اسئلة  الصحافيين اشار خالد انه لم يجر اي نقاش حول الموضوع المالي مع الاهل  وانما سال الاب عن كلفة علاج الحالة الطبية واجابه الموظف  750000 ليرة فلماذا يطلبون منه مليون ومئتي الف ؟!وفي العادة يتم ادخال المريض حتى لو دفع جزء بسيط من المبلغ اي مئة او مئتي الف ليرة في الحالات الطبية العادية وهذا مثبت في  الجداول المالية للمستشفى منذ انشائها وحتى الآن ونحن مستعدون لعرض كافة السجلات امام اي وسيلة اعلامية ترغب بذلك بحيث يظهر المبلغ الذي دفعه كل مريض عند دخوله اضافة ان هناك عشرات الحالات دخلت المستشفى دون دفع اي مقابل.
وختم قائلا: ان تقرير طبيب الوزارة الذي ارسله الى بيروت يشير ان حالة الطفل عند دخوله المستشفى في المرة الاولى لم تكن طارئة وكان على الوزارة ان تعتمد هذا التقرير لتبني عليه حكمها.

ثم كانت كلمة الدكتور احمد ملص وهو طبيب الطفل المتوفي، ابدى فيها استغرابه للرواية التي ظهرت عبر وسائل الاعلام وهي مخالفة للحقيقة مع انه طبيب الطفل منذ ولادته وهو يعرف حالته منذ بدايتها وحتى مفارقته الحياة ،وفي روايته لما حصل قال:
اتصلت بي والدة الطفل في الساعة الخامسة صباحا واخبرتني ان ابنها يعاني من الحرارة المرتفعة و البردية  فطلبت منها اعطاءه مخفض للحرارة الى حين معاينته  في العيادة .في الساعة لحادية عشرة والنصف عاينت الطفل ولم يتبين حينها وجود اي مؤشر ان حالته طارئة وبالرغم من حرارته المرتفعة فهذا لا يؤشر انها حالة طارئة تستدعي دخول المستشفى حيث ان حوال 5% فقط من مرضاي الاطفال الذين تصل حرارتهم الى الاربعين ادخلهم الى المستشفيات.
اضاف اشارت وسائل الاعلام ان الطفل كان يعاني من السحايا وهذا غير صحيح فعند معاينته لم تبدو عليه اي من عوارض هذا المرض وهي الاستفراغ الشديد ،غياب الوعي عند الطفل،دم تحت الجلد ،تشنج في الرقبة .وقد قررت ادخاله الى المستشفى لاجراء بعض الفحوصات للتاكد من وجود التهابات.
اتصلت بالمستشفى واخبروني ان مخصص وزارة الصحة انتهى فطلب الوالد ان يدخل على نفقته الخاصة وبالفعل ارسلته الى مستشفى دار الشفاء لان فاتورتها هي الارخص بين جميع مستشفيات طرابلس عند دخول المريض على نفقته الخاصة.
اتصلوا  بي من مكتب الدخول وقالو ان المريض مرسل من قبلك على نفقة وزراة الصحة فقلت لهم هذا غير صحيح بل على نفقته الخاصة كما طلب الوالد .وبعد  ان اخبر الوالد انه لا يوجد مخصص لوزارة الصحة وان حالة ابنه غير طارئة ، ادخل الوالد الطفل الى مستشفى الخيرعلى نفقة الوزارة وهو حتى ذلك الحين لم يكن يعاني من اي عوارض خطرة والا فان مستشفى الخير لم يكن ليستقبله اصلا خاصة انه لا يملك قسما للعناية الفائقة للاطفال.
في الساعة الرابعة اتصل بي رئيس بلدية برج العرب واخبرني ان حالة الطفل سائت وان الاطباء  في مستشفى الخيريقولون انه يحتاج للعناية الفائقة ،اخبرت رئيس البلدية ان الافضل نقله الى بيروت وانه لا يوجد قسم للعناية في مستشفى دار الشفاء لكن الوالد نقله بسيارته الخاصة الى دار الشفاء بدون التنسيق معها او مع مستشفى الخيروبالرغم من علمه بعدم وجود قسم للعناية الفائقة للاطفال مما ادى  الى وفاته قبل وصوله بقليل الى دار الشفاء.في ما يخص اسباب الوفاةاوضح  ملص انه يرجح انها  حالة انتشار سريع لجرثومة في كافة انحاء الجسم وليس مرض السحايا.
وختاما ابدى ملص  استغرابه  لقرار وزير الصحة بوقف التعاقد مع مستشفى دار الشفاء دون حتى ان يسألوه وهو الطبيب المعالج حيث انه لم يطلب منه احد ابداء رايه في الموضوع.
ثم كانت مداخلة للمدير الطبي في دار الشفاء الدكتور حسان المصري شرح فيها اصول نقل المرضى الى المستشيات واشار انه كان ينبغي على الاهل نقل الطفل بسيارة اسعاف مجهزة لهذه الحالات وليس في سيارتهم الخاصة والتي كان من الممكن تجنب الوفاة لو حصل ذلك.
ثم ناشد وزير الصحة العمل على ثلاثة امور:
-تامين البطاقة الصحية لجميع المواطنين اللبنانيين غير المضمونين.
-استحداث اقسام عناية للاطفال في المستشفيات الحكومية في الحد الادنى.
-اعادة النظر بمخصصات مستشفى دار الشفاء والذي لا تتناسب اطلاقا مع حجم العمل والخدمات المقدمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى