الأخبار اللبنانية

ندوة لقطاع الشباب تحت عنوان شهادات في المشروع السياسي للرئيس الشهيد رفيق الحريري

ضمن سلسلة نشاطاته التثقيفية ، نظم قطاع الشباب في “تيار المستقبل” في الشمال ندوة سياسية بعنوان

“شهادات في المشروع السياسي للرئيس الشهيد رفيق الحريري”. شارك بها كل من النائبين سمير الجسر وسمير فرنجية، والكاتب والمحلل السياسي نهاد المشنوق . وذلك في فندق الكواليتي – ان في طرابلس حضرها عضوا كتلة المستقبل النيابية مصطفى علوش، وهاشم علم الدين، منسق عام قطاع الشباب في تيار المستقبل في لبنان الشيخ أحمد الحريري، منسق عام تيار المستقبل في الشمال عبد الغني كبارة ممثلاً بالمهندس عامر الرافعي، شخصيات سياسية ، نقابية، اجتماعية، وحشد من المهتمين .
بداية مع النشيد الوطني اللبناني، دقيقة صمت عن روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كلمة ترحيبية من منسق قطاع الشباب في الشمال ربيع الأيوبي، ثم عرض شريط تسجيلي يروي سيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري .
بعد ذلك، افتتح النائب الجسر الندوة قائلاً:” أي مشروع سياسي لايمكن أن يقوم من دون اطاره الفكري، وان كانت المتغيرات في العالم الحديث التي ساهمت في تحقيقها لحد بعيد ثورة الاتصالات ، قد أجهضت الفكر الايديولوجي بتحجراته، وأسقطت الامبراطوريات القائمة على الايديولوجيات السياسية وغير السياسية، وأفسحت المجال لمشروع القرية الكونية والتجمعات الكبرى التي يمكن أن يكون العالم من خلالها أكثر تعاوناً وتواصلاً وتقدماً . لذا فان أي مشروع سياسي ، لابدّ له من اطار فكري يراعي واقع التحول في العالم، ويؤسس للانخراط في التجمعات الكبرى والتعاون ضمن القرية الكونية، من خلال الانفتاح السياسي والاقتصادي والثقافي والحضاري .”
وأضاف:” والمشروع السياسي للشهيد رفيق الحريري والذي أصبح يشكل الوثيقة السياسية لتيار المستقبل تضمنه كتاب ” برنامج وطن ” ، ولاأعتقد أنه من المفيد تلخيصه وعرضه بل اني أدعو الجميع لقراءته وعدم الاكتفاء بقراءته مرة واحدة . بل وأدعو الجميع عند كل استحقاق أو مفصل بالعودة الى قراءته لأنه سيكتشف فيه البعد الرؤيوي للاطار الفكري لهذا المشروع السياسي .”
وتابع:” ان الاطار الفكري للمشروع السياسي للرئيس الشهيد رفيق الحريري يعتمد على ثلاثة عناوين رئيسية هي: الوفاق الوطني، دور المجتمع الأهلي والشباب، و ربط الديمقراطية بالنهوض الاقتصادي والاجتماعي . “
وحول الاطار التنظيمي لتيار المستقبل أشار الجسر الى أنه” وبالرغم من الوضوح الرؤية والتوجه حول أهمية الأحزاب وضرورتها الا أن الرئيس الحريري لم يقدم على تأسيس الحزب وهو في الحقيقة كان يتحين الفرص بين التساؤلات أغرق محيطه فيها، أيها الأجدى تيار عام أم حزب منظم، ذلك لأنه كما ألمحت هو كان يتحين الفرص في ظل نظام وصاية لم يكن يستطيع تحمل أفراد أقوياء فكيف بأحزاب قوية تخرج عن اطار المنطقة أو المذهب أو الطائفية لتمتد على مساحة كل الوطن .”
وبعد أن عدد النائب الجسر بعض الشهادات للرئيس الشهيد خلال ممارسته للحياة السياسية ، رأى بأن “المشروع السياسي باطاره الفكري لايزال من ثوابت التيار بل هو الوثيقة السياسية الأساس للتيار . وان الشيخ سعد الحريري من نفس الرئيس الشهيد ، وهويسعى في كل شاردة وواردة الى التذكير بنهج الرئيس الحريري ومشروعه .”
وختم:” هل أن الرئيس الشهيد كان من عالم آخر؟ حتماً لا ، ولكنه من الذين فتح الله عليهم بالسعة والحكمة والقدرة على الصبر وتحمل المكاره ، وحب الخير والعمل على عمارة الأرض، وان لم يكن رفيق الحريري من عالم آخر فانه على وجه التأكيد ذهب الى عالم آخر بعد أن كرمه الله سبحانه وتعالى بالشهادة لينزله منزل الشهداء والصديقين.”
من جهته تساءل النائب فرنجية عن سرّ رفيق الحريري؟ فقال:” لم يكن رفيق الحريري الزعيم السياسي الوحيد الذي يقضي بعملية اغتيال . قبله استشهد العديد في كل أرجاء العالم، وآخرهم رئيسة وزراء باكستان السابقة . أتى الموت ليخرجهم من الحاضر ويضعهم في الماضي . ولكن هذا الموت دفع بالحريري ، شهيداً وقضية ، الى صميم التطورات اللاحقة، فبقي حياً في وجدان الناس وفاعلاً في السياسة محلياً وعربياً ودولياً.”
وأضاف:” سر رفيق الحريري في السياسة والاقتصاد هو أنه كان أول من أدرك في لبنان أن الحرب الباردة بين الغرب الرأسمالي والشرق الاشتراكي قد انتهت . وعمل على انهاء تداعيات هذه الحرب في لبنان فكان اتفاق الطائف الذي شكل الخطوة الأولى على طريق طيّ صفحة حروب اللبنانيين وحروب الآخرين على أرضهم . كذلك كان رفيق الحريري أول من أدرك في العالم العربي أن الحرب الباردة قد انتهت . فعمل على تجديد فكرة العروبة وتحديثها لجعلها رابطة منفتحة وديموقراطية وجامعة، محررة من الاختزال الذي أساء لها وحوّلها الى مجرد ورقة للاستخدام في الصراعات التي شهدتها المنطقة على مدى أكثر من نصف قرن . والعروبة كما حددها الرئيس الشهيد تتجسد في التعاون العربي والانفتاح والديموقراطية والحضور في عالم اليوم .”
وتابع:” سرّ رفيق الحريري الأهم يكمن في مكان آخر، في مكان يتعدى حقل السياسة والاقتصاد لينتمي حقل الأخلاق . وأعطى رفيق الحريري الأولوية لاعادة وصل ما انقطع بين اللبنانيين ، فكان مشروعه لاعادة بناء وسط بيروت باعتباره المكان الذي يتجسد فيه العيش المشترك ، مكان يتسع للجميع بسبب استحالة اختزاله من قبل طائفة بعينها . وانطلاقاً من بيروت، ومن وسط بيروت تحديداً، بدأ رفيق الحريري اعادة حياكة النسيج اللبناني .”
أما المشنوق فقد اعتبر ان لكل واحد منّا تاريخ معيّن يحتفل به بمناسبة عيد ميلاده، الا الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أصبح له ثلاثة تواريخ لميلاده ، التاريخ الاول هو في الأول من شهر تشرين الثاني من كل عام، والثاني هو في 14 شباط عندما هزّ انفجار وسط العاصمة بيروت ظنّ من خلاله الجميع أن الرئيس قد مات ، لكنه في الحقيقة قد بعث من جديد ، والثالث هو في الرابع عشر من آذار عندما نزل الملايين من اللبنانيين ليهتفوا معاً سيادة، حرية، استقلال، معلنين عن ميلاد جديد لرفيق الحريري وللبنان .”
وأضاف:” ما لم يستطع الرئيس رفيق الحريري تحقيقه في حياته ، نجح في تحقيقه بعد استشهاده ، عندما توحد كل اللبنايين أمام ضريحه كل منهم يصلي على طريقته ، وأصبح الضريح المكان الاعتيادي لتحقيق الوحدة الوطنية .”
وتابع:” ان الرئيس الشهيد اراد للبنان الاستقرار والتطور ، وأراده مركزاً للحوار بين الأديان ، ونقطة جذب للعالم الغربي ، فعمل على اعادة اعماره ، حتى ارتبط اسمه بالبناء والعمران .”
وختم:” كما كان الرئيس الشهيد وللإنصاف شماليّ الهوى، فان النائب الحريري قلبه مع الشمال، وعقله مع بيروت، وجذوره من صيدا . “

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى