ثقافة

بدعوة من المعهد الفرنسي-طرابلس وبالتعاون مع “مؤسسة الصفدي”:

ندوة للروائية اللبنانية هيام يارد حول “دور المرأة في الأدب” من خلال روايتها الأخيرة “اللعنة” حاضرت الأديبة والروائية الحائزة على جائزة “فينيكس” للعام 2009، اللبنانية هيام يارد، حول “دور المرأة في الأدب”، وذلك في “مركز الصفدي الثقافي” وبدعوة من المعهد الفرنسي-طرابلس بالتعاون مع “مؤسسة الصفدي”. وتندرج هذه الندوة ضمن المحاضرات التي أطلقتها يارد لمناسبة الشهر الفرنكوفوني، حيث أطلقت منذ شهور كتابها الأخير “اللعنة La Malediction”، الذي يسرد قصة امرأة تشكلت نواة وعيها الأول في مجتمع لم تجد لنفسها فيه مكاناً، مجتمع القيم الذكورية التي تخنق لبنان. الندوة التي حضرها إضافة إلى عدد من محبي الأدب، افتتحها مدير المعهد الفرنسي-طرابلس اتيان لويس فرحب بالحضور، وتحدث عن الكاتبة هيام يارد، ذات الثقافة اللبنانية ولكنها تكتب بالفرنسية التي تتقنها. فوصفها بأنه تكتب بجسدها، وتخوض في المسائل الشائكة كمعاناة المرأة في بلد الذكورة المشوهة. وقال: يطغى العنف والقوة على رواياتها مع تغليب الأسلوب الشعري.
ثم طرحت يارد بأسلوب تحليلي واقع المرأة الذي جسدته روايتها “اللعنة”، في هذا المجتمع الذكوري الذي لا يتجسّد في هذه الرواية (186 صفحة) عبر صورة أب متسلّط، أو زوج مستبد، وإنما تستحضره عبر شخصية الأمّ الديكتاتورية لإظهار دور النساء في تكريس ذكورية المجتمع حينما يُفكرن بعقلية الرجل، ويتحدثن بلسانه، فتنتقد الكاتبة، بلغة تتزاوج فيها القوّة والجديّة بالسخرية الانتقادية، اضطهاد المرأة للمرأة الذي يعزّز هيكلية المجتمع الذكوري المشوّه. ولفتت إلى أن حضور المرأة في الرواية هو الطاغي، فالأبطال نساء، أمّا الرجل فيختبئ وراء حضور “شبحيّ”. تستهلّ الراوية- البطلة حلا البداية لتصوير عالمها الطفولي تحت سلطة أمّ صارمة وحازمة. ومن هذا الحدث السردي تنطلق الراوية لتُقارب بين صورتها كضحية لهيمنة أمها عليها، وصورة لبنان كضحية لهيمنة الآخرين عليه، بدءاً من العثمانيين وصولاً إلى السوريين. أمّا موقفها من سورية فيختصر موقف معظم العائلات المسيحية المارونية البرجوازية وقتها. من دون أن تأخذ في الاعتبار أنّ الأم تمارس على ابنتها الهيمنة التي تمارسها سورية على وطنها، تلك الهيمنة التي كانت سبب عدائها لسورية. وتنتقد الكاتبة علناً مؤسستا “العائلة” و”المدرسة”. وبأسلوبها الساخر، تُقارب الكاتبة بين الأمّ والأنظمة المستبدة “الأم كانت تخاف من الحلويات لأنها تمنح الطاقة والطاقة يعني الحركة والحركة تشي بخطر قلب النظام”.  وفي أكثر الأحيان لا تستخدم الراوية كلمة “أمي” بل “الأم” وكأنها لا تريد أن تنتمي إليها، أو ربما تريد تعميم صورة الأمّ النمطية في المجتمعات الذكورية.
“الأدب هو ثورة” في نظر يارد، “هذه واحدة من تأملات فادية في الرواية، والتي قتلها هوسها بالنحافة أو الأصح هوسها بالمثالية. هذه المراهقة التي تنتمي في الأصل إلى عائلة فقيرة فقدتها في الحرب لتنتقل إلى بيت عائلة غنية تبنتها، تتخّذ من اللغة الفرنسية وسيلة للثأر من الطبقات الاجتماعية”.
وتختم الكاتبة روايتها “اللعنة” بنهاية تراجيدية، لاحقت البطلة حلا لتحوّلها من مجرّد بطلة في رواية لبنانية (مكتوبة بالفرنسية) إلى بطلة عالمية يمكن العثور عليها في تراجيديا الحياة الكبيرة بصفتها أنتيغون جديدة ومعاصرة… فتبدو رواية هيام يارد المكتوبة بلغة شعرية جميلة (الكاتبة هي أصلاً شاعرة) “موزاييكاً” فنياً تكثر فيه التلاوين والأشكال الصغيرة المتمثلة التي تُشكّلها ملاحظاتها الدقيقة والعميقة.
الجدير بالذكر أن هيام يارد ولدت في بيروت في العام 1975، وقد نشرت ثلاث مجموعات شعرية. وفي العام 2006، كانت روايتها الأولى “حكومة الظل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى