الأخبار اللبنانية

“مؤسسة الهادي” أطلقت مبادرة “كن صديقي” لدعم 675 طفلا من ذوي الإعاقة حجار: لولا ابتساماتهم كنت تركت الموقع لمحبي الكراسي

وطنية – أطلق مجلس أصدقاء “مؤسسة الهادي” للإعاقة السمعية والبصرية واضطرابات اللغة والتواصل مبادرة “كن صديقي” لدعم استمرارية تعليم وعلاج 675 طفلا من ذوي الإعاقة في المؤسسة، في احتفال حضره وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال الدكتور هكتور حجار، رئيس جمعية المبرات الخيرية السيد علي فضل الله ومدير عام الجمعية الدكتور محمد باقر فضل الله، ممثلة الأمينة العامة للاسكوا هيفاء بدر الدين، رئيسة المركز الوطني للبحوث العلمية الدكتورة تمارا الزين، نقيبة العاملين في المرئي والمسموع رندلى جبور، الشاعر والإعلامي زاهي وهبي، مستشارة وزير التربية رمزا عساف، الفنان معين شريف، الشيف أنطوان الحاج، وفد من مؤسسة “أديان”، أعضاء من مجلس أصدقاء مؤسسة الهادي، شخصيات اكاديمية ودينية واعلامية وبلدية واجتماعية.

حجار

وقال وزير الشؤون الاجتماعية: “بهذه المناسبة من المستحسن الصمت أمام إنجازات مؤسسة الهادي، فأنا صديق للمؤسسة منذ زمن طويل، هذه المؤسسة التي تحمل قيما روحية كبيرة تغذي كل هذا العمل الإنساني، هذه القيم التي هي أساس لكل حركتنا لنستطيع أن نكون واقعيين مع الأكثر ضعفا بيننا، هذه المؤسسة هي فعلاً مؤسسة يجب علينا نحن اللبنانيين دون استثناء، أن ننحني لها وندعمها”.

أضاف: “الليلة أنا متأثر جدا، وعندما نادوني من المؤسسة لبيت النداء مباشرة، لأنني أكرس حياتي للطلاب داخل المؤسسة، وهؤلاء الطلاب هم الذين أعطوا معنى لحياتي، ناضلت في الساحات ليعيشوا حياة كريمة. اليوم أنا موجود بهذا الموقع لأبقى على المستوى القانوني والاستراتيجي، ليكون لهم مكانهم في الوطن، لولا هؤلاء الطلاب لن أبقى نهارا واحدا في الوزارة، لولا ابتساماتهم ونظراتهم كنت تركت الموقع للذين يحبون الكراسي”.

وهبي

ثم تحدث وهبي عن أهمية المشاركة في هذه المبادرة، وقال: “هي تشريف وإضافة، فأطفال مؤسسة الهادي يستحقون كل الدعم وكل الحب وكل الخير. والمؤسسة تسد فراغا كبيرا في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها. وبهذه المناسبة لا بدّ أن نستذكر روح العلّامة المرجع الراحل الباقي السيد محمد حسين فضل الله، الذي تعلمنا منه أن الإيمان والإلتزام الديني أوسع من المذهب، أوسع من الطائفة، أوسع من الكون، وسع الإنسان، الإنسان الذي انطوى فيه العالم الأكبر، فكلما كان الإنسان مؤمناً حقاً، كلما كان على تواصل مع الإنسان الآخر أيًا كان الآخر مختلفاً في العقيدة، في الرأي، في اللون، في العرق وفي الطبقة”.

وحيا “مؤسسة الهادي وكل العاملين فيها وجمعية المبرات الخيرية وجميع المشاركين بهذه المبادرة”، متمنيا أن “ننشر أفكار وفقه المرجع الراحل بين الناس للتعاون في ما بينهم كلبنانيين وكبشر على هذا الكوكب”.

حمود

من جهته، قال رئيس مجلس أصدقاء مؤسسة الهادي يوسف حمود: “نلتقي اليوم لقاء الأحبة، وعلى قضية إنسانية وحقوقية محقة لأطفال طالهم التهميش وازداد في ظل الأزمات المتتالية في وطننا لبنان، وبخاصة الإقتصادية وانهيار العملة الوطنية مما ترك أثرا كبيرا على كل المواطنين، لا سيما هذه الفئة المهمشة في المجتمع من ذوي الإعاقة. وقد ارتأى مجلس أصدقاء مؤسسة الهادي الذي يضم مجموعة من المتطوعين من الفاعليات الإجتماعية، الصحية، الإقتصادية وأولياء الأمور، والتزاما برؤية مؤسس جمعية المبرات الخيرية ومن ضمنها مؤسسة الهادي، العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، الذي عاش آلام الضعفاء من الأيتام والفقراء والأشخاص المعوقين وغيرهم من المهمشين والمحتاجين، وأطلق هذه المؤسسات من الناس وللناس، ضمن رؤية كل الطاقات هي حاجتنا ، كل الضعفاء هم مشروع قوة للمستقبل حين نعرف كيف نشحذ عناصر القوة فيهم”.

أضاف: “ارتأى مجلسنا مساندة هؤلاء الأطفال البالغ عددهم في المؤسسة للعام الحالي 675 طفلا ويعمل معهم فريق متعدد الإختصاصات يبلغ 190 من معلمين، معالجين، مربين ومشرفين، وللإستمرار في تقديم الخدمات التعليمية، العلاجية والتأهيلية بجودة تضمن تقدّمهم وتحقيق اندماجهم في المجتمع من خلال تنفيذ سلسلة من الإجراءات والإستشارات التي نتج عنها إطلاق مبادرة مجتمعية تحت إسم “كن صديقي” لنكون جميعاً مسؤولين أمام هذه القضية المحقة، ولنتشارك المحبة والعطاء للوصول بهم إلى مستقبل زاهر، لأن كل تقدم يحرزه هؤلاء الأطفال وبدعم المجتمع سيجعلهم مستقلين فاعلين ومتفاعلين مع مجتمعهم”.

فضل الله

أما العلامة فضل الله فقال: “في واقعنا المثقل بالأزمات، تغدو للصداقة قيمتها، عندما يتجسد الواقع الحقيقي لهذه الصداقة في الوقوف إلى جانب الصديق ومساعدته وتحسس آلامه ومن ثم السير معا في مسيرة الحياة نحو الهدف الأسمى في تعزيز التكافل الاجتماعي والتفاعل الإنساني، حيث يتجسد الإيمان والأخلاق واقعا فعليا لا كلمات أو نظريات في الهواء”.

أضاف: “من هنا أشعر بقيمة هذه المبادرة التي تحمل عنوان الدعوة إلى صداقة الإنسان للإنسان بعيداً من المصالح وكل الاعتبارات، تلك الدعوة التي أطلقها مجلس أصدقاء مؤسسة الهادي بشخص رئيسها الحاج يوسف حمود وأعضائها، وعملوا على تجذيرها وتجسيدها بالصورة التي خرجت به وبالأداء الذي نمت فيه في هذه المرحلة الصعبة من حياتنا الوطنية، فالصديق لوقت الضيق كما نقول في أمثالنا الشعبية، ولا يكون الصديق صديقاً حتى يحفظ أخاه في نكبته كما يقول الإمام علي، ونحن هنا لنجسّد هذا الحفظ في هذه المحنة، وهذه النكبة التي تطاول اللبنانيين جميعاً ولكنها تصيب أكثر ما تُصيب أصحاب الحاجة الفعليين، والمؤسسات الراعية والحامية لكل هؤلاء التي باتت تنوء تحت الأثقال التي تحملها.؟ وهنا تغدو للصداقة معناها وتبرز في أبهى تجلياتها”.

وتابع: “لقد دأبت مؤسسة الهادي منذ انطلاقتها، على أن تكون وفية لأهدافها الإنسانية والرسالية التي أخذتها على عاتقها، وأن تحتضن كل هؤلاء الذين فقدوا السند والمعين بعدما أُرهقوا في حياتهم من خلال افتقادهم إلى كثير من النعم التي نعيشها وننعم بها، نعمة البصر والسمع والنطق وسلامة التفكير، فعملت على أن تقف معهم لتخفف من معاناتهم وتشد أزرهم، وترتقي بالقدرات التي يملكونها وتؤهلهم لخوض غمار الحياة بنجاح وتدفع بهم لبناء مجتمع قوي وفاعل، حيث تنمو كل الطاقات وتزدهر بدلا من أن يعيشوا الأزمة في داخلهم أو يكونوا عبئا على أهلهم وعلى المجتمع الذي يعيشون فيه، ويشهد على ذلك كل هذا التميز الذي نراه في الذين لا يزالون في هذه المؤسسة أو الذين تخرجوا منها”.

وشكر وزير الشؤون الاجتماعية على الدور الذي يقوم به تجاه المؤسسة، كما شكر “مجلس أصدقاء المؤسسة وكل من ساهم في إنجاح هذه المبادرة سواء على الصعيد الفني أو الإعلامي أو الثقافي”.

يشار إلى أن الحفل قدمته الحكواتية سارة قصير، وتخلله فيلم وثائقي، ومقطوعات موسيقية ومسرحية من تقديم طلاب مؤسسة الهادي.

واختتم الحفل بتوزيع الدروع التقديرية على حجار ووهبي والشيف أنطوان والحكواتية قصير، تكريما لجهودهم المبذولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى