ثقافة

بمناسبة عيد المعلّم أحبّك و أطمح أن أصبح مثلك …

توجّهت نحوي في نهاية الحصّة الدّراسيّة, وقالت لي و عيناها تبرقان في وجهها وابتسامتها تملأ شفتيها: “أحبّك كثيرا يا معلّمتي و أطمح أن أصبح مثلك … “
كلمات حملتني من مكاني ورفعتني إلى عالم ﺁخر.  شعرت عندها أنّني امتلكت كنوز الدّنيا كلّها؛بل أنّني أعظم امرأة على وجه الأرض.  كم هو جميل أن يكون المعلّم محبوبًا من قبل تلاميذه ولكنّ الأجمل هو أن يحتلّ هذه المكانة الّتي تجعله مثالا بالنّسبة إليهم.  نعم! إنّ هذه التّلميذة انتقتني واصطفتني من جميع النّاس الّذين تعرفهم وجعلت منّي صورةً مثاليّة  وضعتها نصب عينيها وراحت ترنو إليها. لحظات سعادةٍ وفخرٍ واعتزازٍ وعظمةٍ تَبعتها لحظات شعورٍ بالمسؤوليّة وبأهمّيّة الدّور الّذي يلعبه المعلّم في حياة تلاميذه.
إنّ المعلّم ليس مجرّد مدرّس, ملقّن أو ناقل للمعلومات؛ إنّه مربٍّ بالدّرجة الأولى و مهمّته الأساسيّة هي بناء و تكوين شخصيّة تلاميذه, تثقيف و تنوير عقولهم وتأهيلهم على التّفكير الثّاقب والحكم السّليم, من أجل إعدادهم لمواجهة الحياة وتحمّل المسؤوليّات.  وشخصيّة المعلّم ضروريّة جدًّا, لذا يجب عليه أن يكون قدوةًحسنةّ في مظهره, وسلوكه, وتعامله, وحديثه وطريقة تفكيره ومعالجته للأمور, وأن يسعى دائمًا أن يُشعر تلاميذه باهتمامه الخاص بهم كأفراد مختلفين وبتوجيهه لهم عند رؤيته لأيّ تصرّف خاطئٍ من قبلهم دون أن يعتبر نفسه غير معنٍ بذلك.
أخيرًا, إنّ تلاميذنا, أبناءنا, ورودنا هم وديعةٌ بأيدينا, مَلكنا عقولهم وعواطفهم فلنصنع منهم أناسًا حقيقيّين!

وكلّ عام وأنتم بألف خير!
إيمان درنيقة الكمالي
استاذة ثانويّة و جامعيّة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى