المقالات

الى صبيحة أحمد عيد في ذكرى رحيله بقلم د. سمير يحيى

الى صبيحة أحمد عيد في ذكرى رحيله  بقلم  د. سمير يحيى

سنة مضت على الم الفراق المفاجأة
غادرنا أحمد على حين غفلة منا دونما استئذان
راح ليلقى وجه ربه راضيا مرضيا في دار الخلود…
فهو ممن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون…
أما نحن الباقون في دار الفناء فلا زلنا نسأل ونتساءل ونحنّ الى وجوده بيننا ونستلهم ذكريات الايام الحلوة…
ولسوف تبقى ذكراه حية في قلوبنا وضمائرنا طالما حيينا سوف نبقى على العهد نستلهم سيرته ونستخلص القيم والمبادىء التي من أجلها عاش ذلك “الفتى الأغر”.  فهو الذي قدّم حياته قربانا على مذبح العمل والواجب.
كان أحمد ناسكا” في معبد اقامه بنفسه على أساس متين منه المحبة والصدق والاخلاص.
أحب اهل بيته الى درجة العبادة وتفانى في خدمتهم دون حساب أو منة.
أحب الوطن وكان عمله في المؤسسة العسكرية بمثابة صلاة  يومية ولطالما تجاوز حدود الواجب وأعطى من جسده وقلبه ووجدانه.  كانت انسانيته الشمولية تطغى على الغرائز والنعرات.  لم تثنه عن اهدافه متاهات حرب اهلية قذرة و لا اجتياحات عدو حاقد.
ولما عاد الى صفوف المدنيين انتمى الى مؤسسة رائدها العمل والانتاج في سبيل خدمة الوطن والمواطن.  مرة أخرى رأيناه يتفانى في مجال العمل الاداري وخدمة الموظفين كبيرهم وصغيرهم قويهم وضعيفهم فقيرهم وغنيهم.
ورأيناه يحلق في سماء العمل حتى طاول الكواكب والنجوم.  ولعله وجد في شخص صديقه عبد الحليم بعضا مما افتقده حين فجع برحيل الشقيقين الحبيبين خضر ومحمد.
أما السعادة المطلقة فكانت تعرف طريقها الى قلبه الكبير حين كان يعود الى عائلته الصغيرة  لتجاذب أطراف الحديث مع صبيحة وابنتاه أمل ورنا … وليستلهم براءة الطفولة في ضحكات حفيداه أديب وديالا…
ولطالما انهى عطلة الاسبوع يلعب معهما في حديقة  الروضة … هناك في أفياء بيروت ومنارتها كان يشهد شمس الغروب الملتهبة تنطفىء ببطء في بحر بيروت وخلف صخرتها  ثم يعود الى البيت الصغير في قريطم مطمئنا الى يومه وغده  مستندا الى صخرته هو… التي طالما أحبها وأحبته والتي طالما ساندها وساندته… هي صخرة ثابتة في الارض…. حضورها دائم… وديعة في صلابتها وفية للعهد والوعد… صابرة على ألم الفراق الطويل… هي صخرة أسمها صبيحة أحمد عيد.

بكل محبة
د. سمير يحيى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى