إجتماعيات

عالج نفسك بالصلاة

بقلم الدكتورة:عفاف سعيد البديوي
استاذ النفس التعليمي المساعد بجامعة الأزهر

الصلاة أهم أركان الاسلام تعد الصلاة ثاني ركن من أركان الاسلام بعد الشهادتين ،والصلاة تعد من أولى العبادات التى يؤديها العبد شُكرًا للمُنعم على ما أنعم به عليه ، وهى أيضًا أداء لحقّ الطاعة والعبودية، وإظهارًا للتواضع والذلّ لله – تعالى-، وفي الصلاة تؤدي جميع الجوارح؛ الظاهرة والباطنة، شكر نعمة الإنعام بها؛ فالجوارح الظاهرة تؤديه بالقيام، والركوع، والسجود، وحفظ العين، ووضع كلّ عضوٍ مكانه، والجوارح الباطنة كالقلب، تؤديه بإشغاله بالنية، والطمأنينة، والخوف، والرجاء، والعقل؛ بإحضار الذهن، والتعظيم والتبجيل،والصلاة عبادةٌ لا تسقط عن العبد مهما كانت أعذاره؛ فهو مطالبٌ بها مهما كانت ظروفه؛ يؤديها بحسب طاقته، كما أمر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- الآباء بأن يأمروا بها أبناءهم في سن السبع سنواتٍ، وهي شريعة الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام-، التي أوحى بها الله -تعالى- إليهم؛ فقد دعا نبي الله وخليله إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- ربه -تعالى- بإقامتها لنفسه وذريته، فقال: «رَ‌بِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّ‌يَّتِيۚ». ولما كانت الصلاة تختص بالجوارح الظاهرة والباطنة فإن فضل آدائها شمل النواحي الظاهرة بالجسم وهي الحفاظ على الجوارحوصحة الفرد الجسمية وأيضا شملت فوائدها الاهتمام بالجوارح الباطنة ومنها المحافظة على صحة الفرد النفسية سليمة ، ونستعرض أهميتها الصحية للبدن وكذلك أهميتها النفسية على النحو التالي:
أولا:فوائدها الصحية-
1- يشترط الوضوء لصحة الصلاة وللوضوء فوائد عديدة من الناحية الصحية حيث أن المضمضة والاستنشاق تساعدان في منع الكثير من الأمراض التنفسية فغسل الفم والأنف خمس مرات باليوم يساعد على التخلص من البكتيريا العالقة بهما ممايحسن من سلامة الجهاز التنفسي كافة ، وتمنع الانفلونزا والسعال الديكي والرمد الحبيبي وأمراض الأذن والتهابات اللوزتين ،فالاستنشاق في الأنف يطهر الأنف من الميكروبات ، والمسواك يطهر الفم، كما أن غسل الوجه والايدي يساعدان على الحفاظ على صحة الفرد من الأمراض المناعية والالتهابات الفطرية بالجلد لأن الماء البارد يساعد على ازالة جميع الشوائب والغبار العالق نتيجة للمشي أو العمل ، كما يساعد سيلان الماء المتكرر على الجلد على الاحتفاظ بنضارته وبهائه والوقاية من التجاعيد المبكرة ، أما تخليل الأصابع لليدين والرجلين فيساعد أيضا على التخلص من البكتيريا العالقة بين الأصابع، كما أن المشي إلى المسجد يقي الجسم من أمراض القلب والسمنة وينشط الدورة الدموية ويزيد من مرونة المفاصل ويقوي عضلات الجسم وينشط الذاكرة والدماغ ويزيل التوتر والقلق والاكتئاب .
2- رفع اليدين بتكبيرة الاحرام والانحناء للركوع وخفض الجبهة للسجود والتصاقها بالأرض يساعد على الحفاظ على صحة الانسان الجسدية فهي تمارين رياضية للمحافظة على الأطراف والمفاصل وتحريك لكل أعصاب الجسم والمحافظة على العمود الفقري وذلك لأنها تحافظ على مرونة المفاصل وحمايتها من الجفاف بفضل الحركة، كماأن الانحناء للركوع والانخفاض للسجود يساعدا في حماية الجسم من أمراض الشرايين وتصلبها لأنها تساعد على ايصال الدم للشرايين ومن ثم الوقاية من الجلطات،والتي تعد من الأمراض ذات الأثر الخطير على الفرد، كما تحمي الأفراد من الصداع المتكرر نتيجة لضغوط العمل أو الارهاق وذلك بسبب تكرار حركات الرأس المتكررة والتي يساعد تكرارها على ايصال الدم لشرايين المخ .
ثانيا:فوائدها النفسية-
1- الوقوف بين يدي الله ومناجاته فيها الكثيرمن الاطمئنان والتخلص من الذعر والقلق والخوف الذي قد يصيب الفرد من أعباء العمل أو الأعباء المادية والاقتصادية أو اي شيء يجعله غير آمن وغير مستقر، فالفرد يشعر بالأمان إذا كان يدعمه أحد ذومنصب ،فما بالنا إذا كان من يساند الفرد هو رب العالمين.
2- الخشوع والخضوع لله في الصلاة والانشغال به وحده تعطي الانسان طاقة ايجابية للتخلص من الكثير من الاضطرابات النفسية والهلع وقلة النوم واليقين بأنه وحده هو النافع الضار المعز المذل وتنمي الانتباه والادراك والحديث الذاتي واليقظة العقلية .
3- الانشغال بالله وحده في الصلاة فيها من الاسترخاء ماهو كفيل بازالة القلق والتوتر، فعلماء الصحة النفسية اليوم يصفون أسلوب الاسترخاء كعلاجا لحالات التوتر العصبي وأنا أضيف بأن الصلاة تفعل مايفعله أسلوب الاسترخاء وزيادة ، بل لا يمكن أبدا أن يحقق ماتحققه الصلاة، فمناجاة الفرد لربه هي أعلى مراتب الاسترخاء فإذا ماحافظ المسلم على استرخائه وخضوعه وخشوعه فيكون باستطاعته اطفاء أي نار مشتعلة عن ألم أو فقد أو حزن .
4- للحفاظ على الصلاة في جماعة والمشي إلى المسجد فيها فوائد نفسية للتخلص من الطاقة السلبية والتعاون مع الآخرين في كل الأمور المجتمعية وتوطيد العلاقات والصلات الاجتماعية وفيها الكثير من التهوين على النفس ومشاركة الآخرين وتنمية الذكاء الاجتماعي واتلمسؤلية الاجتماعية.
5- تحد الصلاة من العصبية الزائدة للأفراد وفيها من توطيد العلاقات والصلات مافيها ، ممايبعث بالسعادة والسرور للفرد ويجعله محبوبا من حوله.
6- الصلاة تتطلب المزيد من الصبر لانجازها ، الأمر الذي يزيد من صبر المصلي ويؤهله للتغلب على كافة المشكلات والعواقب النفسية التي تواجهه في حياته.
7- الصلاة تعلم الرضا وتجعل الفرد مليئا بالطاقة الايجابية والسعادة والتفاؤل والذكاء الوجداني.
8- الصلاة تزيد من مستوى الذكاء الروحي فهي تعلم الفرد ارتباطه بربه والسمو بروحه وارتباطه بخالق عظيم لهذا الكون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى