ثقافة

“كورال الفيحاء” يحيي بحناجره التي تصنع تراثاً ثاني السهرات الرمضانية لـ”مؤسسة الصفدي” على ضو القمر

اسلكيان: من يريد أن يتعرف على المسلمين الحقيقيين فليأت إلى طرابلس أحيت “مؤسسة الصفدي” ثاني سهراتها الرمضانية، “على ضوء القمر”، مع فرقة “كورال الفيحاء” بقيادة المايسترو باركيف تسلاكيان، الذي إضافة إلى قيادته البارعة للكورال، برع أيضاً في التعبير عدة مرات عن محبته لطرابلس وأهلها معلناً امام الجميع أن “من يريد أن يتعرف على المسلمين الحقيقيين، فليأت إلى طرابلس”، وهو لم يخف إعجابه وعشقه للأغنية العربية وغناها الموسيقي، معتبراً أن “كورال الفيحاء” هو أفضل من يمكن أن يعبر عن التراث الموسيقي الأرمني. وعند تقديمه أغنية “أسماء الله الحسنى”، التي أتقنت الفرقة أداءها، كشف عن أن هذه الفكرة راودته منذ العام 2004، وقد ظهرت إلى النور الآن، لأنه أراد منها صورة نقية عن التراث الإسلامي.  وقد احتشد لهذا الحفل جمهور كبير ملء صالة المسرح، كباراً وصغاراً، للاستمتاع بغناء هذه الفرقة التي نالت الجائزتين الكبرتين: أفضل كورال وأفضل مايسترو من مهرجان وارسو العالمي في العام 2007، ليوجهوا رسالة للجميع بأن “كورال الفيحاء” هي أصدق تعبير عن صورة طرابلس الحقيقية، الغنية بتراثها وثقافتها، والمدينة المحبة للحياة.
فقد أطربت الفرقة، ودون مرافقة موسيقية (من خلال نمط “الأكابيلا”) إلا في ما خلا الدف الذي ترافق مع دخول الكورال بشكل مفاجئ إلى المسرح غناءً ومديحاً في أغنية “طلع البدر علينا”، فتابعها الجمهور الذي صفق بحرارة، وأقر قائدها أمام الجميع مقولته الشهيرة أن “من يقدر أن يُطرب شعب طرابلس فهو فنان”. وقد حضر الحفل إلى كريمة الوزير محمد الصفدي السيدة لارا، فاعليات نقابية واجتماعية وثقافية وأهالي الأحياء شعبية من مختلف المناطق. وترافق مع الحفل الذي كان ينقل على التراس عبر شاشات كبيرة، معرض الأعمال اليدوية والحرفية لسيدات وحرفيات وجمعيات من طرابلس. علماً أن المؤسسة ستختتم أمسياتها الرمضانية الخميس المقبل مع الفنان شربل روحانا.
وعلى مدى ساعتين، قدم كورال الفيحاء 16 أغنية تنوعت بين المدائح النبوية والتراث اللبناني والعراقي والفلسطيني وصولاً إلى الأندلسي، ليختتم مع “زهرة المدائن”، بأصوات 50 ملحناً وموزعاً هم شباب وشابات الفرقة، معتمدين على حناجرهم المنسجمة مع بعضها البعض بشكل منتظم يديرها ببراعة فائقة المايسترو تاسلاكيان، وكانت مشاركات منفردة من: معن زكريا (وعيونها-تراث فلسطيني)، (فليتك تحلو لجاهدة وهبه) مع رولا أبو بكر، (لو رحل صوتي-تراث فلسطيني) مع ريبيكا ديب، وأغنية فليمون وهبه (سنفريال) و(يا أهل الأرض للفنان ايلي شويري) و(سلام إلى بيروت) و(تراث مصري مع آه يا زين)، في غناء جماعي، إلى غناء إفرادي بصوت معن زكريا (حبي زورني-تراث أندلسي)… وتعبيراً عن وفائه للأغنية الأرمنية وتأكيداً منه على رسالة الكورال القائمة على نشر التراث الموسيقي، قاد المايسترو الفرقة في أغنية غزلية من التراث الأرمني، تحدى من خلالها باركيف أي كورال أرمني أن يقدمها ببراعة كورال الفيحاء، كاشفاً أن الدولة الأرمنية قدمت شهادة إلى كورال الفيحاء كأفضل كورال ينشر التراث الأرمني. وفي القسم الثاني من الحفل غنى محمود مسعد منفرداً (فوق النخل)، تلاه معن زكريا ورولا أبو بكر في أغنية (حول يا غنام)، قبل أن ينفرد معن بأغنية (قسم حبران تويني الشهير)، حيث صفق الحضور بشدة استمرت مع أغنية (رقصة السيوف المطعمة بمعزوفة ليلة الحب للموسيقار محمد عبد الوهاب)، ليختتم الحفل مع أغنية (زهرة المدائن) و(طلع البدر علينا) حيث يندمج صوت الأذان مع الترانيم الكنسية، بما ينسجم مع ما يمثله مغنو الكورال الأربعون من نموذج عن التنوع في المجتمع اللبناني.  
الجدير بالذكر أن فرقة كورال الفيحاء، تهدف إلى تطوير ونشر التراث الموسيقي العربي وإظهار الصورة الحضارية للبنان والعرب في العالم. علماً أن الكورال عضو في واحدة من أهم المنظمات الموسيقية العالمية (الاتحاد العالمي للغناء الجماعي)، التي تضم عدداً كبيراً من الفرق الغنائية والموسيقيين من مختلف بلدان العالم. وقد مثل الفريق لبنان في عدة مهرجانات عربية وعالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى