الأخبار اللبنانية

الرئيس ميقاتي: لا مكان للمنطق المتحجّر الذي يقف عند عتبة العناد ظنّاً أنه يمكن أن يوصل إلى مكاسب في السياسة

أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي”أن لا خيار لنا إلا الحوار، لأنه من دونه سيقع الإصطدام الذي نكتشف بعده أن إنتصار فريق على آخر هو إنتصار مرحلي، وأن لا إمكانية لإلغاء فريق من اللبنانيين، وأن لا مكان للمنطق المتحجّر الذي يقف عند عتبة العناد ظنّاً أن هذا العناد يمكن أن يوصل إلى نتيجة تحقق مكاسب في السياسة، وهي في مطلق الأحوال مكاسب زائلة لا محالة، فنعود من جديد إلى الواقع، بعد أن نكون قد خسرنا لأجلها الكثير الكثير”.

وإذ شدد ” على أن الحوار هو السبيل الوحيد للتفاهم” رأى ” أن المعارضة يجب أن تكون بنّاءة، وهذا يحتاج إلى عقلنة الممارسة السياسية التي لا تنبض إلا بروحية التفاعل والتفاهم على طاولة حوار تجمع مكونات البلد، فينتقل الحوار من الشارع إلى الطاولة وننقذ اللبنانيين من المغامرات والمراهقة السياسية”.

وكان رئيس مجلس الوزراء يتحدث في خلال رعايته حفل إطلاق برنامج “مشروع زراعة أربعين مليون شجرة حرجية” ظهر اليوم في السرايا، في حضور السادة : وزير الزراعة حسين الحاج حسن، وزير الإقتصاد والتجارة نقولا نحاس، وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب، وزير االشباب والرياضة فيصل كرامي، وزير السياحة فادي عبود والنائبين نوار الساحلي وعاصم قانصوه وشخصيات ديبلوماسية وإقتصادية ومالية، وعدد من المدراء العامين.

وزير الزراعة

وقال وزير الزراعة حسين الحاج حسن في كلمته: يشرفنا في وزارة الزراعة أن نلتقي في السرايا برعاية كريمة من دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي في هذا الحفل بالحضور المميز من السيدات والسادة لنعلن إطلاق حملة زرع أربعين شجرة حرجية على إمتداد الأراضي اللبنانية، من خلال مشروع طموح سوف ثشرف على تنفيذه لجنة شكلها مجلس الوزراء من ممثلين عن وزارات الزراعة والبيئة والداخلية والبلديات والتربية الوطنية والتعليم العالي والمالية والطاقة والمياه والشباب والرياضة والعدل وممثلين عن القطاعين الخاص والأهلي.

أضاف: لقد أتمت هذه اللجنة سلسلة من الأعمال التحضيرية لهذا المشروع ومنها النظامان الإداري والمالي للإدارة والتنفيذ تميهداً لعرضهما على مجلس الوزراء لإقرارهما مع التركيز على المرونة والشفافية والفاعلية في آن واحد، تأهيل المشاتل التابعة لوزارة الزراعة من أجل تأمين الغراس اللازمة سنوياً لهذا المشروع، التعاقد مع مؤسسات دولية من أجل إنجاز الخارطة الجغرافية المناخية المطلوب غرسها، إعداد مشروع مرسوم بتوسيع ملاك حراس ومفتشي الإحراج والصيد من 170 إلى 340 حارساً ومراقباً، تأهيل مراكز الأحراج وتزويدها بأحدث الوسائل والتقنيات اللازمة.

وقال: إن زرع أربعين مليون شجرة حرجية يتطلب تضافر الجهود وتعاونها، ومن هنا كان هذا اللقاء لإطلاق هذا المشروع ولدعوتكم لدعمه لما له من أهمية بيئية وزراعية ومناخية وصحية وسياحية وجمالية، ويشرفنا أن ندعو السيدات والسادة الراغبين في تأمين الدعم المالي أو اللوجيستي أو التقني أو العلمي إلى المساهمة في هذا المشروع الوطني الحيوي. إن هذه المساهمة يمكن أن تتخذ أشكالاً متنوعة بحسب رغبتكم وعلى سبيل التعداد لا الحصر، وهي يمكن أن تشمل:الدعم التقني واللوجستي من غراس أو معدات حفر أو خزانات مياه أو أنابيب ري أو أسلاك للتسييج، الدعم العلمي البحثي والتقني، الدعم الإعلامي من خلال الإعلانات أو التحقيقات أو الحملات الإعلامية، الدعم البشري بالمتطوعين في حملات التشجير، الدعم المالي سواء بالمنح النقدية المباشرة أو القروض أو تبني تحريج مساحات محددة بناءً على رغبة الجهة المعنية مع إمكانية إعطاء تسمية المحرجة حسب إقتراح المانح أو المقرض.

وقال:” طموحنا أن نعيد إلى لبنان للصفة التي طالما أشتهر بها وهي لبنان الأخضر، والتي فقدنا بالفعل قسماً مهماً منها، إن مشروع زرع أربعين مليون شجرة حرجية الذي يمتد على مدى 12 إلى 20 عاماً هو مشروع وطني طموح وجامع ندعوكم إلى المساهمة فيه بإسم الأجداد والآباء وأيضاً بإسم الأبناء والأحفاد والأجيال المقبلة، إننا اذ نشكر الجهات التي بدأت بالفعل المساهمة في تمويل هذا المشروع، فإننا نشكر حضوركم، ونحن على موعد معكم للمتابعة إن شاء الله تعالى”.

الرئيس ميقاتي

وألقى الرئيس ميقاتي كلمة قال فيها : ليست المناسبة اليوم إحتفالية لإطلاق حملة تشجير عادية، بل إنها مناسبة لإعادة الإخضرار إلى لبنان بعد أن صار اللون ضعيفاً بفعل الإهمال والعبث والتسيّب. لقد كان الأخضر سمة لبنان في هذا الشرق، وكان نموذجاً لبيئة الإعتدال التي تسمح بإكتساب هذا الرونق الرائع والصورة الجميلة التي إشتهر بها لبنان. هذا هو لبنان الذي عرفه العرب والعالم، هو سويسرا الشرق بحيويته، هو قوس قزح بألوانه الزاهية، هو نموذج في التوازن المناخي ساهم في خلق بيئة قادرة على إستقبال المواسم الأربعة، ليكون لبنان درّة الشرق وواحته الطبيعية التي منحه إياها الله سبحانه وتعالى.

وقال: اليوم نحاول إستعادة هذه الصورة عن لبنان، نحاول إصلاح ما خربته الأيدي العابثة بأخضر لبنان،ونحاول أيضاً مواجهة تحدّي زحف الباطون الذي تمدّد عشوائياً على حساب ميزة لبنان. لذلك فإن مبادرة وزارة الزراعة الجريئة تأتي منسجمة مع طموحات الحكومة بإعادة الإخضرار إلى لبنان عبر ورشة ضخمة وشبه دائمة لتعويض الخسائر التي إلتهمتها الحرائق أو تلك التي قطعتها أيدي الجهل أو الحاجة، وأيضاً تلك التي استعمرها الباطون عشوائياً من دون الأخذ بعين الإعتبار مقومات لبنان الزراعية والحرجية. نحن نستبشر خيراً بخطط معالي وزير الزراعة الذي نجح في رسم إستراتيجية إستثنائية في وزارته نقلت الواقع الزراعي في لبنان من حالة النسيان إلى الإهتمام الجدي الذي يمكن له أن يعيد القطاع الزراعي في لبنان إلى لعب دوره الفاعل في رفد الإقتصاد الوطني وكذلك في عودة اللبناني إلى الإهتمام بأرضه لتنبت من جديد حاضراً يبشّر بمستقبل مشرق للزراعة في لبنان.

أضاف: التوازن الطبيعي والإعتدال البيئي والمناخي الذين أنعم الله على لبنان بهما،كانا دائماً حافزاً للبنانيين ليكونوا على صورة بلدهم، فالإعتدال هو السمة الدائمة لأبناء هذا الوطن الدائمة، أما التطرف في السياسة والدين فهو طارئ، ولقد أثبتت التجارب الماضية أن لا إستقرار في لبنان إلا بهذه الروحية المتسامحة والمتفاعلة، ووفق نهج الإعتدال الذي انتهجه قادة لبنان الكبار، فحافظوا على البلد وحفظوه من المؤامرات برغم ضخامة التحديات التي واجهوها. وعلى صورة التفاعل والتناغم الطبيعيين بين مواسم لبنان، كانت بيئة السياسة مؤاتية دائماً للحوار بين اللبنانيين مهما اشتدت الخلافات بينهم، إلى أن استقروا في نهاية المطاف بعد تجارب مريرة، على أن لا خيار بين اللبنانيين إلا التفاعل والتناغم والحوار، لأنه من دون هذه الخيارات ستكون القطيعة، وسينتصر باطون السياسة على أخضر الحوار، وسيؤدي ذلك إلى تصحّر الفكر والممارسة، وبالتالي سينتهي دور لبنان وموقعه وسيتهدّد كيانه بالتحوّل إلى ربع خالٍ، لا قدرة لأحد على العيش فيه.

وقال: لا خيار لنا، أيها السادة، إلا الحوار، لأنه من دونه سيقع الإصطدام الذي نكتشف بعده أن إنتصار فريق على آخر هو إنتصار مرحلي، وأن لا إمكانية لإلغاء فريق من اللبنانيين، وأن لا مكان للمنطق المتحجّر الذي يقف عند عتبة العناد ظنّاً أن هذا العناد يمكن أن يوصل إلى نتيجة تحقق مكاسب في السياسة، وهي في مطلق الأحوال مكاسب زائلة لا محالة، فنعود من جديد إلى الواقع بعد أن نكون قد خسرنا لأجلها الكثير الكثير.

وقال : الحوار هو السبيل الوحيد للتفاهم، لا بالسلاح، لا بالمقاطعة، لا بالمخيمات، ولا بالشارع، لا بالتناحر، ولا بالتراشق السياسي. المعارضة حق وضرورة، لكن المعارضة يجب أن تكون بنّاءة، وهذا يحتاج إلى عقلنة الممارسة السياسية التي لا تنبض إلا بروحية التفاعل والتفاهم على طاولة حوار تجمع مكونات البلد، فينتقل الحوار من الشارع إلى الطاولة وننقذ اللبنانيين من المغامرات والمراهقة السياسية.هذا هو لبنان.

أضاف: إن اللبنانيين مدعوون إلى ورشة عمل لإنقاذ بيئة لبنان الطبيعية والسياسية،ونحن اليوم نستلهم من هذه الورشة لعودة الإخضرار إلى لبنان في جباله وسهوله، كما في المنابر والساحات، وليكن سلوكنا البيئي حافظاً لواقع لبنان التاريخي في البيئة وفي السياسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى