الأخبار اللبنانية

“المعهد الفرنسي” و”الجامعة اللبنانية” و”الصفدي الثقافية” في محاضرة حول تأثير الثقافة على تنمية المجتمعات

عقد “المعهد الفرنسي – طرابلس” و”مؤسسة الصفدي الثقافية”

و”الجامعة اللبنانية” محاضرة تحت عنوان “تأثير الثقافة على تنمية المجتمعات”، في مركز الصفدي الثقافي ألقاها كلّ من المدير العام للمنظمة العربية للترجمة البرفسور هيثم الناهي والدكتور في الجامعة اللبنانية بلال عبد الهادي والاستاذة المساعدة في الجامعة الدكتورة ريما مولود. وحضر اللقاء مدير المعهد الفرنسي في طرابلس نيقولا منصور، ومدير عام مؤسسة الصفدي الثقافية سميرة بغدادي، والعميد السابق للمعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الانسانية والاجتماعية الدكتور محمد بدوي الشهال واساتذة وطلاب من الجامعة اللبنانية.

وبعد ترحيب من منصور بالحضور، تطرّقت مولود في كلمتها الى “مفهوم الحوار الذي يظهر حالياً كوسيلة وساطة للتوفيق بين القيم العالمية والمطالبات الثقافية المتباينة احياناً او حتى المتناقضة في مجتمعاتنا التي وان اصبحت اكثر ترابطاً الا انها اضحت اقل تكاملاً وتضامناً”.

واعتبرت ان “الغنى الثقافي في العالم يكمن في تنوع الحوار”، وان “اللغة هي الوسيلة التي تؤمن التبادل بين مختلف الثقافات، فيما تساهم الترجمة الى حدّ كبير في انشاء طرق للتواصل بين الشعوب”، مشددة على ان “الترجمة تمثل الرابط بين الثقافات واللغات في العالم، وهي تستطيع تأمين نقل القيم الثقافية”.

وتساءلت فيما اذا كانت “الترجمة استيعاب كامل للهوية الثقافية للآخر في لغة واحدة او تؤمن بالاحرى انفتاحاً على ثقافة اخرى من خلال تعزيز قيمة الثقافة الشخصية؟”

وختمت بالقول ان “اللقاء مع الآخر من خلال التعرف الى عاداته ولغته وحضارته هو مسار اساسي وضروري في ايامنا هذه، لا يمكن نفيه ولكن يقف علينا كفاعلين اجتماعيين ان نكون قادرين على الانفتاح على ثقافات اخرى وان نغتني من الاختلاف الثقافي”.

ثقافة قامتها هيفاء

ثمّ قدّم عبد الهادي مداخلة تحت عنوان “ثقافة قامتها هيفاء” اشار فيها الى ان “على القيّمين على الشؤون الثقافية الاستعانة بأهل الفنّ للترويج لسلعهم الفكرية والادبية والثقافية الجادّة” معتبراً ان “الثقافة بكلّ مكوناتها هي سلع تحتاج لمن يحسن تسويقها، دون ان يكون في ذلك اي امتهان للثقافة” موضحاً انه “قد لا يحمل الفنان الاستعراضي او الفنانة الاستعراضية همّاً أدبياً وثقافياً أو فكرياً الا انه لا مانع من تحميله هذا الهمّ او الهدف”.

ورأى ان “على الثقافة كي تكون فاعلة أن تحسن وصل الاشياء مع بعضها وان تكون كخيط السبحة الذي ينظّم الحبات وان تصل بين الشعبي والرسمي”.

تأثير فكري ومعلوماتي

بدوره، اعتبر الناهي ان “هناك شواهد تاريخية واجتماعية وعلمية كثيرة حصلت في مثل تاريخ انعقاد هذه المحاضرة” ذاكراً اربع منها هي: “الجمالية والحب في الادب العربي، والهزيمة في مهد معناها، والبيئة في يومها العالمي، وحكاية من الجينات الوراثية”، متطرقاً بالتفصيل الى كلّ منها رابطاً اياهاً بمفهوم الثقافة وتنمية المجتمع.

وبعد ان استشهد بتفسيره لأبيات شعر لطاغورحول الحب والجمال لأن “الحب هو بداية المعرفة”، انتقل الى التعليق على “الهزيمة في مهد معناها” معتبراً ان “الكثير من الثقافات عبر تاريخ البشرية أدت الى تنمية شعوبها وتقدمها، ولكن ذلك لم يمنع من ظهور ثقافات عديدة حاولت ان تضع العصا في عجلة التنمية والتقدم”. واوضح ان “هزيمة العام 1967، وبعد ان اسندت كلمة هزيمة لوصف هذا اليوم، عاش هذا المفهوم معنا وبدأ ينمو ويكبر فترعرع بين احضان الامراض الاجتماعية وبات صفة تطلق على كل العثرات والهزائم التي تلته”. واضاف: “اصبح الشعر في أسوأ مرحلة بسبب الهزيمة، والطب اصبح متردياً بسبب الهزيمة، والامية استشرت بسبب الهزيمة وتزايدت البطالة والتقاعس بسبب الهزيمة”، معتبراً ان “ثقافة الهزيمة اعتمدت على تدمير الوعي الفطري والمكتسب لدى الانسان وتحطيم كرامته وتشويشه واقناعه بأنه لا يساوي شيئاً”، موضحاً انه “عندما يصل اقتناع الانسان الداخلي بأنه صفر مدمر، يكون قد تدمرت معه كل طاقات الابداع والتفكير التي ولد بها وهي منحة من الله تنمو وتزدهر في ظروف متفائلة”، مضيفاً “ولذلك نجد نسبة كبيرة من الشعب وبالذات الشباب الذي هو ثروة قومية قد اعلنت اليأس واصيبت بالتبلد” رابطاً انه “عندما تسود ثقافة الهزيمة يهبط معها الفن والابداع ومستوى دخل الفرد والانتماء والبناء ويموت معها التفاؤل ويهبط معها كل شيء يمسّ التقدم والرخاء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى