المقالات

الاستثمار الذي لا يخسر …. بقلم د. عبادة دعدوش

من منا لا يرغب في ان يجني المزيد من المال من منا لا يريد ان يحقق ارباحا دون خسارة و لكن الكثير لا يمتلك ثقافة الاستثمار .
لعل كلمة الاستثمار ( investment ) تحمل الكثير بمفهومها الشامل أو العام ،فهي وكما نعلم تعني شراء الأصول التي تزيد قيمتها بمرور الوقت وتوفر عوائد على شكل مدفوعات دخل أو مكاسب رأسمالية، وبمعنى أشمل يمكن أن يكون الاستثمار أيضاً حول إنفاق الوقت أو المال لتحسين حياتك أو حياة الآخرين ،ولاشك أنك عندما تستثمر فأنت تشتري بقيمة وتتوقع نتائج تعود عليك بقيمة ، وهنا نرى أنّ ما نريده هو الحصول على نتيجة تحمل قيمة إضافية .
هذا كان عن الإستثمار بمفهومه العام ،لكن هل تساءلت يوماً عن مفهوم الاستثمار الذاتي ؟!
إنّ الاستثمار الذاتي أو ما نسميه
Humman _ person investment
هو في الحقيقة نوع من أنواع الإستثمار لكن ليس في السندات ولا في الأسهم أو غيرها وإنما الاستثمار في القدرات والمواهب والإمكانيات لتوقع نتائج أفضل في المستقبل، فهو خيار نابع من الذات ،من داخل الفرد يعتمد على اكتشاف قدراته الكامنة و العمل على تطويرها ليحصل على نمو ذاتي و عائد مادي .

  • أهمية الاستثمار في الذات:
    الاستثمار في الذات هو مشروع طويل الأجل ينفق فيه الفرد الجهد لاكتساب او تقوية مهارة لديه والتدريب الذاتي لتطويرها و يكسب من خلالها قيمة هي بمثابة نتائج عمله وتطوره وكلّما زادت خبرته في تلك المهارة ،تمكّن من بناء مشروعه الخاص وجني المال.
    و هذا ما يجعل أيضاً أهمية كبيرة للاستثمار بالدخول إلى سوق العمل لأن التدريب الذاتي سيؤدي إلى التوسع بالمهارة ومن ثم الثقة بالمهارة الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق إنجاز والحصول على عائد.
    لذلك نلاحظ أنه عندما ترفع سويّة فكرك عما هو ممكن وبعيد عن التكاسل و تخبطات الظروف و الخوف من البدء وعندما تقرر أن تحصل على ما تريد حقاً ،فإنك تجعل نفسك تنفتح أيضاً على الوسائل اللازمة من أجل تحقيقه و تكون مستثمر ناجح بدأ من إمكانياته ومواهبه .
  • إلى ماذا يهدف الاستثمار الذاتي؟
    يهدف الاستثمارالذاتي إلى تسليط الضوء على مكامن الإبداع لدى الفرد واكتشافها إن كانت مجهولة وهذا ما يساعد على تمكن الفرد الذي يجهل إمكانياته وقدراته من التمييز بين ما يحب فعله وما يتناسب مع موهبته بمجهود أقل وجودة اكبر ضمن ما يسمى دائرة الإبداع وبين ما يفعله بمجهود اكبر وجودة أقل وهو ضمن ما يُدعى بدائرة الجهد.
    من هنا وبعد أن يكتشف الفرد ضمن أية دائرة هو الإبداع أم الجهد ،يبدأ بالتركيز على ما يحقق له تقدم نحو طريق النجاح والاستثمار الفعال.
  • هل الاستثمار الذاتي محدد لشرائح معينة من المجتمع؟
    الاستثمار الذاتي لا يرتكز على شرائح محددة ،مجرد ذكرنا كلمة (ذات) فهو يشمل كافة شرائح المجتمع ، لكن فئة الشباب هي الفئة الخاصة التي تحتاج لصقل كبير من خلال إكتشاف المواهب والقدرات والعمل على استثمارها بالشكل الأمثل والصحيح حتى تبني مستقبل أفضل تستطيع من خلاله أن تحصل على استقلال واستقرار مادي.
    وأخيراً كلما استثمرت في نفسك وما لديك من مهارات ومواهب زادت قيمتك، وبنيت لنفسك اسم سوقي ، وهذا ما سيجعلك تنتقل من مجرد شخص موهوب ومبدع إلى مستثمر وشخص يملك من الخبرة ما يكفي ليبني مشروعه الخاص .

بمقابل إغداق العطاءات وسخاء التقديمات للكيان الصهيوني، فإن الإدارة الأمريكية تلقي بالفتات من المساعدات للفلسطينيين، وتقوم بتوزيعها على بعض المؤسسات الصحية والتعليمة المحدودة، وتفرض عليها شروطها وتقوم بمراقبتها ومتابعتها، وأحياناً بمحاسبتها ومعاقبتها، وتكتفي بتقديم الدعم اللافت للأجهزة الأمنية الفلسطينية التي تقوم بتقديم خدماتٍ مباشرة للاحتلال الإسرائيلي من خلال عمليات التنسيق الأمني المشتركة التي يشرف عليها ضباط أمريكيون كبار، ويصرون على الاستمرار بها وعدم تجميدها أو وقفها مهما كانت الأسباب.

أما زيارات المسؤولين الأمريكيين الكبار إلى الكيان الصهيوني فهي لا تتوقف، وتنفذ وفق برامج وخطط معدة مسبقاً، وهي زياراتٌ متعددة الأشكال والمستويات والتخصصات، يشارك في بعضها إلى جانب المبعوثين السياسيين إلى المنطقة، والمشرفين على مسار العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية، ضباطٌ عسكريون وأمنيون كبار، منهم قادة قوات المنطقة الوسطى التي أصبحت إسرائيل جزءاً منها، إلا أن أحداً من هؤلاء الزوار الكبار لا يزور مقر المقاطعة الفلسطينية في رام الله، وفي حال قام بعضهم بزيارتها ولقاء رئيس السلطة الفلسطينية، فإن مدتها تكون قصيرة، وملفاتها محدودة، والتعهدات والوعود فيها قليلة، لكن الوصايا فيها كثيرة، والتحذيرات الموجهة إليها عديدة، لجهة محاربة العنف، وملاحقة النشطاء وتحييد الخطرين، وتفعيل التنسيق الأمني، والعمل على ضبط الأمن في المنطقة.

تلك هي الحقيقة التي يجب أن ندركها وألا نغفلها، فالولايات المتحدة الأمريكية، أياً كان ساكن البيت الأبيض فيها، لا تهمها سوى المصالح الإسرائيلية، ولا يعنيها الشأن الفلسطيني إلا بما يضمن الأمن للإسرائيليين ويحفظ وجودهم ويحقق سلامتهم، وفي مقابل ذلك فإنها تخدر الفلسطينيين بوعودٍ خلابةٍ كاذبةٍ، وتمنيهم بأماني معسولةٍ مخادعة، وتتعهد لهم بسلامٍ ذليلٍ وكيانٍ هزيلٍ، وتتعهد لهم بمشاريع لا تؤمن بها، أو تعجز عن تنفيذها، ورغم ذلك فإن البعض للأسف ما زال يؤمن بها ويثق، ويراهن عليها ويعتمد، وهو يعلم أنه لا يتوقع منها غير الرياح يحصدها والأشواك يجنيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى