الأخبار اللبنانية

الوزير كرامي مصالحة عائلية بين أهالي بلدتي دير نبوح وايزال في الضنية

طالب الوزير فيصل كرامي بدور أكثر فاعلية للمؤسسات والأجهزة المولجة بضبط الأمن، وقال” هذا الدور يكون بقرار حكومي حازم يطلق يد الشرعية للقيام بدورها، ويضع حداً لليد السياسية التي تتدخل في ما لا دخل لها فيه، فأمن الناس ليس لعبة انتخابية بيد هذا او ذاك،
وهذا الكلام يصح على كل مناطق لبنان، ولكنني أخصّ به بالأسم طرابلس وأمن طرابلس”. وسأل كرامي كل المرجعيات الرسمية “عن الموانع الحقيقية التي تجعلها متريثة، حتى لا نقول لا مبالية، تجاه أمن المدينة، ولماذا لم يفكروا بخطة أمنية استثنائية لطرابلس تحاكي الخطة الأمنية التي تم إعدادها للضاحية”؟ وتساءل “هل ما حصل في طرابلس أقل خطورة مما حصل في الضاحية؟.
وأشار كرامي إلى موجة الحوار التي عادت إلى الواجهة وقال” من ضد الحوار؟ كلنا مع الحوار، وكلنا مع المبادرات الطيبة الهادفة الى التهدئة”، ولكن تساءل كرامي “أي حوار هذا تريدون من اللبنانيين أن يأخذوه على محمل الجد، وهو ينتظر من سمير جعجع أن ينطق بالجوهرة، وأن يقول “نعم” او يقول “لا”…”.
وعن الموضوع الحكومي قال كرامي” يكفي أن أقول انه من غير المقبول ولا المعقول أن يبقى البلد بلا حكومة، وأن الحكومة التي تولد “فكّ مشكل” سوف ننفق وقتنا ونحن نحميها من الانفراط، بدل أن تنفق هي وقتها وتحمي البلد من الانهيار”.

كلام الوزير كرامي جاء خلال رعايته مصالحة عائلية بين أهالي بلدتي دير نبوح وايزال في  الضنية وذلك في مطعم سحر الطبيعة في بقاعصفرين بحضور الدكتور محمد الفاضل، رئيس اتحاد بلديات الضنية رئيس بلدية دير نبوح محمد سعدية، نائب رئيس الاتحاد رئيس بلدية السفيرة حسين هرموش، رؤساء بلديات ايزال رهيف عبد الرحمن، بقاعصفرين منير كنج، عاصون معتصم عبد القادر، بيت الفقس مصطفى ديب، مراح السراج خالد دياب، الحاج محمود عمار، رئيس رابطة مختاري الضنية عمار صبرا ومخاتير الضنية واعضاء مجالس بلدية ووجهاء وفعاليات بلدات الضنية، وحشد من الاعلاميين.
بعد كلمة ترحيب لعادل فاضل، ألقى رئيس رابطة المخاتير عمار صبرا كلمة قال فيها: ” نرحب بمعالي الوزير فيصل كرامي في بلدته بقاعصفرين التي قال فيها يوماً “لو خيروني بين بقاع الارض و بقاعصفرين، لأخترت بقاعصفرين…”. اهلاً بكم في بقاعصفرين على سفح جبال الأربعين الصامدة صخورها كصمود وصلابة المواقف الوطنية لآل كرامي”.
اضاف:” اهلاً  بكم بين أهلكم الذين فرحوا بتشريفكم الغالي، كبف لا ومآثركم الحميدة وبصماتكم الخيرة لا زالت تشهد عن مدى حبكم وتعلقكم للضنية واهلها”. تابع:” لقد قال العرب قديماً عن الوفاء انه أندر الأخلاق، فمن أندر أخلاقنا ان نكون اوفياء للإرث الذي اورثونا اياه اجدادنا بدءاً بعلاقاتهم مع الزعيم عبد الحميد وأباءنا الذين كانت تربطهم أمتن العلاقات بدولة الشهيد رشيد، ومع والدكم دولة الرئيس عمر كرامي، ونحن اليوم أوفياء لأمانتكم ومسيرتكم”.
ختم:” لكي يبنى لبنان الرسالة والعيش المشترك، فهو بحاجة الى صدق وأمانة وإخلاص عبدالحميد، وحكمة رشيد، ووطنية عمر وأمانة فيصل”.
ثم ألقى رئيس الاتحاد محمد سعدية كلمة جاء فيها: ” لا نرحب بفيصل كرامي بين أهله، لأن المرء لا يكرم في داره، وتبقى الضنية بكافة احيائها وبلداتها وشوارعها داراً لآل كرامي”.
أضاف:” نحن نعلم ان الوضع في لبنان مأساوي على كافة المستويات، وأهمها على المستوى الانمائي، ولكن على الرغم من كل ذلك، نحن اوفياء لهذه المنطقة وسنبقى ولو كلفنا ذلك حرماننا من الانماء والاهتمام الحكوميين، وليس مهماً كم سندفع دفاعاً عن مبادئنا وقيمنا، لكننا لن نتخلى عنها وسنبقى متمسكون بهذه العلاقة التاريخية التي تربطنا بكم”.
ختم:” نيابة عن آل صبرا وآل طالب، نرحب بكم وبحضوركم الدائم الذي تكرًس دائماً في وقت عز فيه المال وعزت فيه المشاريع، وسنبقى معكم دائما”.
ثم كانت كلمة للوزير فيصل كرامي جاء فيها:” أيها الأخوة والأحبة، كلما زرت الضنية وتوغلت صعوداً الى جرودها الساحرة وهوائها النقي وأشبعت النظر والروح بما حباها الخالق عز وجل من جمال وروعة، يخطر في بالي أن أقترح على رئيس الجمهورية نقل طاولة الحوار إلى هنا (خصوصي انو جعجع مانو جايي عالحوار)، فهذه الطاولة أحوج ما تكون إلى هذا الجو الايجابي الذي يبث في العقول والقلوب سكينة وطمأنينة ونزوعاً إلى الخير والمحبة.
نعم أيها الأهل في الضنية الحبيبة، كلما التقيتكم ورأيت وجوهكم الطيبة، أدركت لماذا خصّكم أبي، دولة الرئيس عمر كرامي، بحب من نوع خاص لا يخفيه، والأجمل أنكم بادلتم عمر كرامي الحب بالحب، والشوق بالشوق، والوفاء بالوفاء… لدرجة أنني أشعر بينكم الآن أنني في “ربعي” وفي بيت أبي، بل بيت أهلي جميعاً، فالروابط ما بيننا قديمة وهي دائمة وستدوم بإذن الله”.
أضاف:”واليوم، ألبيّ هذه الدعوة الكريمة من أهالي دير نبوح وايزال الذين أرادوا أن أكون بينهم ومعهم تتويجاً لصفاء القلوب في ما بينهم بعد غيمة صيف… والحق أنني فخور بثقتكم هذه، وأحيي كل وجهاء البلدتين على تجاوز الغيمة في ما بينهم بحكمة وأصالة، فما يحصل بين الأخوة ينتهي في أرضه بين الأخوة، وهو ما فعله الأحبة في دير نبوح وايزال، وهو ما نشتهي أن يفعله اللبنانيون في ما بينهم تجاه كل الغيوم التي تتلبّد في سماء الوطن”.

تابع:” أيها السادة، سأتطرق بأقتضاب الى الهموم السياسية والأمنية، وسبق أن قلت منذ أيام انها هموم تأكل معنا في صحوننا في كل بيت في لبنان.
واني هنا أكرر وأجدّد قلقي من الوضع الأمني في البلد، وبصراحة كل الصرخات التي نطلقها، أنا وغيري، لا تجد من يسمعها… وعادة يحصد الأنسان ما زرعه، بمعنى أن الأنسان يحصد نتيجة ما فعله، ولكن المفارقة أن لبنان في هذه الأيام يحصد نتيجة ما لم يفعله. سواء في الأمن او في السياسة، بداعي الإهمال او التهرب او العجز او حتى ما أسميناه النأي بالنفس عن المشاكل، فإذا بنا ننأى عن أنفسنا…
(تصوروا أن ليس عندي ما أقوله لكي أطمئنكم على المستوى الأمني، إلا ما قاله مسؤول دولي كبير توقف في مطار بيروت بشكل اضطراري ورمى كلمتين مفادهما أن الأتفاق الأميركي ـ الروسي سينعكس إيجاباً على الوضع الأمني الداخلي في لبنان! ايه… للأسف ليس لدينا في لبنان أي جهة سياسية أو أمنية قادرة على تطميننا، وها نحن نتمسك بكلمتين قالهما مسؤول دولي… وربما بدافع المجاملة)”.
وقال:” بكل الأحوال، لن نتوقف عن المطالبة بدور أكثر فاعلية للمؤسسات والأجهزة المولجة بضبط الأمن، وهذا الدور يكون بقرار حكومي حازم يطلق يد الشرعية للقيام بدورها، ويضع حداً لليد السياسية التي تتدخل في ما لا دخل لها فيه، فأمن الناس ليس لعبة انتخابية بيد هذا او ذاك…
وهذا الكلام ايها الأخوة يصح على كل مناطق لبنان، ولكنني أخصّ به بالأسم طرابلس وأمن طرابلس. وأسأل كل المرجعيات الرسمية عن الموانع الحقيقية التي تجعلها متريثة، حتى لا نقول لا مبالية، تجاه أمن المدينة.
بل أسأل أكثر من ذلك، لماذا لم يفكروا بخطة أمنية لطرابلس تحاكي الخطة الأمنية التي تم إعدادها للضاحية؟ وهل ما حصل في طرابلس أقل خطورة مما حصل في الضاحية؟! أم أن هناك موانع نجهلها وصار من الضروري ان نعلم بها، بالوقائع والأسماء. أم ان المطلوب ان تبقى هذه المدينة ساحة و”فشة خلق” و”تنفيسة”؟!
ان من حق الطرابلسيين ان يتساءلوا لماذا كلما طالبنا بإجراءات وتدابير أمنية تتطلب عديداً وصلاحيات أتتنا الأجوبة بأن العناصر غير متوفرة وبأن الصلاحيات بحاجة الى غطاء من قوى الأمر الواقع؟ وبالتالي فأن علينا ان نرضى بالموجود!
اني لا أطرح الصوت فقط… بل سأتابع الموضوع لكي احصل على جواب، وخصوصاً وان أيّ خطر تتعرض له طرابلس على المستوى الأمني تتحمّل مسؤوليته منذ هذه اللحظة الدولة والمسؤولون، واني أربأ بالدولة وبالمسؤولين أن يتحملوا وزر دم الطرابلسيين”.

تابع:” ولا بد أيضاً، وبأقتضاب، أن أشير سريعاً إلى موجة الحوار التي عادت إلى الواجهة، لأقول من ضد الحوار؟ كلنا مع الحوار، وكلنا مع المبادرات الطيبة الهادفة الى التهدئة، وكلنا مع التوافقات التي تنعكس ايجاباً على العمل السياسي. ولكن بربكم، أي حوار هذا تريدون من اللبنانيين أن يأخذوه على محمل الجد، وهو ينتظر من سمير جعجع أن ينطق بالجوهرة، وأن يقول “نعم” او يقول “لا”…
بصراحة لقد مات الحوار قبل أن يولد حين صار رهينة موافقة جعجع أو عدم  موافقته، وكيف تسمح الطبقة السياسية الحاكمة والمسؤولة، وكل المعنيين بالحوار، بأن يكون سمير جعجع صاحب كلمة لها وزنها في هذا الأمر؟ ومن هو جعجع؟
(عن جد من هو جعجع لكي يعطوه كل هذه الهالة والأهمية… وليعذروا جهلي وأتمنى أن يرسلوا لي الـC.V الخاص به، ومنهم نستفيد).
يبقى ايها السادة موضوع الحكومة، وبكلمتين كذلك: يكفي أن أقول انه من غير المقبول ولا المعقول أن يبقى البلد بلا حكومة.
ما أراه ويراه الكثير من اللبنانيين اليوم أن تشكيل الحكومة صار مشكلة، واننا نسعى إلى حل هذه المشكلة.
انه بالفعل منطق عجيب، أن الحكومة هي التي تحلّ مشاكل البلد، وليس العكس، بحيث يتجنّد البلد لكي يحلّ مشاكلها ـ كما يحصل اليوم!
وبكل صراحة أقول أن الحكومة التي تولد “فكّ مشكل” سوف ننفق وقتنا ونحن نحميها من الانفراط، بدل أن تنفق هي وقتها وتحمي البلد من الانهيار.
مع ذلك، أن التوافق على تشكيل الحكومة سريعاً يبقى أفضل من هذا الوضع الذي نعيش فيه، وأتمنى أن تنجح المساعي والمبادرات في هذا الأتجاه، وأن ننطلق ولو من نقطة متواضعة لكي نؤسّس لتفاهمات أعمق ولمناخات سياسية ووطنية تعيد تصويب الأمور… (والأمور هينة، لو فتحوا الدستور وقرأوا 5 أسطر عن طريقة تشكيل الحكومات في لبنان لأنتهينا من كل هذه المتاهة)”.
ختم الوزير كرامي :” أحبائي في الضنية الحبيبة، أثقلت عليكم في السياسة ولكن مناخ الضنية كفيل بأن يزيح هذه الهموم، خصوصاً وأنكم نسفتم في هذا الغداء الشهي كل قواعد الريجيم، ولا بأس، وطالما في كل البلد ينسفون في هذه الأيام كل الأعراف والدساتير وأسس المنطق السليم، لا بأس أن نجاريهم بما لا يؤذي أحداً، بل قد يفيد الأطباء، وهو أن ننسف الريجيم معاً ونأكل من أطايب الضنية حتى الشبع. (وما بينشبع منكم).
ودمتم أهلاً وأحبة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى