إقتصاد وأعمال

كلمة رئيسة نقابة موظفي المصارف في الشمال في احتفال نقابة موظفي المصارف في الشمال بعيد العمال 2014

اهلا و سهلا برئيس و اعضاء الاتحاد العمالي في الشمال
اهلا و سهلا بممثلي نقابات المهن الحرة
اهلا و سهلا بممثل هئية التنسيق النقابية
اهلا و سهلا بمدراء و موظفي المصارف في الشمال
اهلا و سهلا بالسادة الضيوف.
اهلا وسهلا بأمين مال غرفة التجارة والصناعة والزراعة واعضاء مجلسها وموظفيها .

كالعادة نقولها ” عيد بأي حال عدت يا عيد” ….

بهذه المناسبة يوم عيد العمال هو فعلا يوم عيد يمكن في معظم دول العالم و لكنه عندنا في لبنان هو يوم نكئ الجراح ، هو يوم الوجع الأكبر ، و كذلك هو الصحوة على واقع أليم و سؤال كبير نوجهه لأنفسنا : أين نحن موظفي المصارف من حاضرنا الأليم و مستقبلنا الغامض الذي يكتنفه الخوف و الاسى مما هو آت؟ أين نحن اليوم من هذا العيد؟ و أين هذا العيد منا؟؟؟؟ و كلامي هنا ينطبق على موظفي المصارف كذلك في معظمه يطال كل عمال لبنان و موظفي قطاعه الخاص.

أبدأ بصدق أو لا تصدق!!!!!

حالنا أيها السادة و خاصة في السنوات الاخيرة اذا اردنا ان نختصره , كما حال حصان السباق ، لا بل اقل قدرا بكثير، يستخدموننا لسنوات و سنوات طوال و يراهنون علينا لجني الأرباح الطائلة مقابل رواتب بالحد الاقصى لستر عورات في هذه السنوات العجاف و يحاسبوننا بالقطعة . نحن بالنسبة لهم رقما” اما رابحا” او خاسرا”و هم حقا” يؤمنون لنا التغطية الصحية كي نستطيع ان نكمل السباق و نستمر في جني الأرباح .
ولكن أيها السادة الفضيحة الكبرى حين نصل الى سن التقاعد, أي 64 سنة و نكون في أشد ما نكون للطبابة و الاستشفاء و الدواء و لقمة إستمرار العيش ، نرمى خارجا” و يسحب من فوق رؤوسنا كل ما سبق ذكره ، أي الراتب و الدواء و الاستشفاء و يرمون الينا بتعويض نهاية الخدمة الذي يكاد يوازي فاتورة استشفاء بكرامة لمرة واحدة فقط في حال تعرضنا لعارض صحي عند سن الـ  64 و ما أكثر العوارض الصحية ابتداء” من ذلك السن.

هذا باختصار حال موظفي المصارف في لبنان كما حال كل عمال لبنان.

و هنا أقول حال حصان السباق أفضل حيث في غالب الأحيان تطلق عليه رصاصة الرحمة. ليتهم يطلقونها هؤلاء العجزة.

يقول المثل ، يا فرعون مين فرعنك؟؟؟؟ لم يجد من يردعه. أجل ايها السادة ، نتغنى بالحرية و الديمقراطية و كرامة الانسان و كلها أكاذيب لم تنطلي علينا يوما” و لن تنطلي علينا اليوم ، في وجود قانون عمل في غالبه حماية لأصحاب العمل و اجحاف للعمال في غياب دولة و قوانين و مشرعين.

ايها السادة ، موظفي المصارف اليوم غيرهم بالأمس ، نحن اليوم باعة متجولون ، ان لم تباع بضاعتنا آخر النهار نحرم من الزيادات و المكافآت و نصنف باننا رقم خاسر، او انتم ادرى ، ان كل خضة سياسية أو امنية تؤثر على عملنا بشكل مباشر،  يعني بإختصار نحاسب على ما لم ترتكبه أيدينا لا من قريب و لا من بعيد.

هذه هي طبيعة عملنا اليوم . ومع كل هذه الظروف السياسية و الأمنية ساهمنا في جني أرباحهم الطائلة التي يتباهون فيها علانية ، و كلنا سمعنا أن أرباح المصارف قاربت المليار و 700 مليون دولار في سنة 2013.

اين الدولة الحاضنة لجميع ابنائها واين قانون العمل العادل واين المشرعين ؟ اجل اين المشرعين ؟ اين نوابنا او نوائبنا الافاضل في المجلس النيابي التشريعي ؟

ايها الساده ، هناك مشروع قانون ضمان الشيخوخة في ادراج مجلسنا النيابي العتيد ، هو نسياً منسيا في ادراجهم التي تتكدس بمشاريع القوانين منذ سنين وهذا القانون يطال كل عمال وموظفي لبنان ، هو قانون الحق والكرامة والعدل ، وهو ليس منة منهم ولكنه اقل حق من حقوقنا في رقابكم يا مشرعي الامة ، وهو بحاجة الى بعض التعديلات ومن ثم القرار بإخراجه الى النور ، ولكن اكيد ليس اولوية بالنسبة لهم إذ ان اولويتهم هي استعباد الشعب وضمان ولائه لهم من خلال بقائه تحت خط الفقر وامتهان كرامته .

البعض سوف يقول هذا كلام في السياسة ، ابداً ايها السادة ولكنه حق من حقوقنا عند من وليناهم امورنا وهو من صميم عملهم ومهامهم ، وانا لست في وارد ان استثني احداً منهم اطلاقاً ، كلهم معنيون بما نقول وكلهم مسؤول عما نعاني  .
بالامس كانت لنا جولة على بعض المصارف وسؤلنا : هل سلسلة الرتب والرواتب تطال موظفي المصارف ؟؟؟

لا ايها السادة الزملاء ، السلسلة لا تطال موظفي القطاع الخاص والعمال ، وانا لست في وارد ان اعدد انعكاساتها السلبية علينا اطلاقاً ، بل اريد ان احيي هيئة التنسيق النقابية بكامل اعضائها واقول لهم ، انتم لنا الاسوة الحسنة في العمل النقابي ، وليس ذنبكم إذا طالبتم بحق من حقوقكم ، والشهادة لله انه مطلب عدل وحق ، اجل ليس ذنبكم بتداعياته على باقي القطاعات ومالية الدولة ، الذنب ، ايها الساده ، هو ذنب من وليناهم امورنا وشؤوننا . ولكننا لسنا اليوم في وارد تلاوة فعل الندامة ، ولكن اليوم نقول لهم انتم ايها المسؤولون فئتان ، فئة آكلة للحقوق وفئة ساكته ومتفرجة على أكلة الحقوق ، وكليكما تكادان تكونان وجهين لعملة واحدة ، وجه لشيطان مرتكب آثم ووجه لشيطان أخرس ساكت متفرج .

* ألا لا يجهلن أحد علينا    فنجهل فوق جهل الجاهلينا …
كلكم ، اجل كلكم ، يعلم مكامن السرقات والسارقين والفساد والمفسدين والتشبيح والمشبحين .
سكوتكم عن السرقات والفساد في المرفأ والمطار والكهرباء والاملاك البحرية الخ… الخ  كل تلك المفاسد تمول سلاسل وليس سلسلة وتمول قوانين بالجملة لضمان الشيخوخة ، عودوا الى ضمائركم ودينكم أياً كان الذي تعبدون .

دينكم ، اجل دينكم ، الذي تسترتم به منذ اسابيع حين ناقشتم  وفرغتم قانون حماية المرأة من العنف من مضمونه بحجة انه يتعارض مع الديانات السماوية والشرع والشريعة ، يا ترى الا يتعارض مع مبدأ الاديان كلها والتشريعات كلها ان تناموا متخمين مترفين ومن ولاكم في مناصبكم واوصلكم الى الندوة النيابية يتضور جوعاً ويموت على ابواب المستشفيات ومن قلة الدواء وتسرق وتنهب حقوقه على مرأى ومسمع منكم  يا ترى ماذا تقول اديانكم في هذا ؟؟؟؟

ماذا تقول ضمائركم واديانكم من السرقات والتشبيح واكل لقمة الفقير وامتهان كرامة مواطينكم ؟؟ ، ماذا تقول ضمائركم حين تتلهون عن كرامات الناس في سبيل محافظتكم على كراسيكم ومواقعكم بإزكاء نار الحقد والفتنة والفرقة بين اهل وطنكم  ؟؟؟

أكيد الوجع ليس وجعكم فواحدكم يدخل الى الندوة النيابية لاربع سنوات على الاقل …. براتب ومخصصات ومرافقة وامتيازات ، ويخرج هذا إن خرج … ويخرج براتب تقاعدي وطبابة على اعلى مستوى له ولعائلته من بعده ، فمن أين لكم ان تحسوا وجعنا ووجع كراماتنا ؟؟؟ .

والله والله لو استمريت في تعداد مصائبنا في مسؤولينا لجلسنا واياكم للصباح ولن نسكت عن الكلام المباح .

الى موظفي المصارف نحن قادمون على مفاوضات جديدة لعقد عمل جماعي جديد اولى اولوياته ويكاد يكون البند الوحيد على جدوله ، هو الراتب التقاعدي لموظفي المصارف ، واعود واقول لنا اسوة حسنة في هيئة التنسيق ، كونوا مع نقابتكم واتحادكم في هذا المشوار الصعب والشائك في وجه من لا يرحم ، فإما ان نأخذ حقنا من ضمن حقوق العمال جميعاً عن طريق المجلس النيابي بإقرار قانون ضمان الشيخوخة وإما ان نأخذه من خلال صندوق خاص في حال تم الاتفاق عليه مع جمعية المصارف ، ونحن طبعاً نرغب بالاول لشموليته التي تطال جميع العمال والموظفين ، ولكن وما نيل المطالب بالتمني كما نعلم كلنا …

ايها الساده ـ نحن مقبلون على انتخابات لـستة اعضاء جدد بدلا من ستة تنتهي ولايتهم وادوا قسطهم للعلى ، اتمنى عليكم اختيار الاصلح للعمل النقابي بعيداً عن التحزب والتعصب والاصطفافات إذ كفى العمل النقابي تفريغاً من مضمون وكفاه انتهاكات وبيع وشراء في سوق الساسة والسياسيين أنىّّ كانوا وايّن كانوا . ولا يسعني هنا الا ان اشكر جميع زملائي في المجلس التنفيذي الذين عملت معهم خلال هذه الفترة بكل حيادية وشفافية في ظل ظروف من الاشد صعوبة من الانقسامات ، وللامانة ادوا عملهم النقابي بعيداً عن كل اصطفاف حزبي او سياسي .

نقول لجمعية المصارف ان هناك بعض المصارف لم تطبق بنود العقد لغاية تاريخه او طبقته منقوصاً ومجحفاً بحق الموظفين ، ايها الساده العقد شريعة المتعاقدين إما ان يطبق العقد كما هو وإما اننا سنقوم بتسمية المصارف المتقاعسة عن تطبيقه بحرفيته والتي تفسر بنوده كما يحلو لها، اقول لهم عيب وقد اعذر من انذر .

كلمة اخيرة ،  اتمنى ،  اجل اتمنى ، ان نقولها جميعاً ونعمل بها في وجه السياسيين ،
لن نقترع إلا لمن يضمن كهولتنا وشيخوختنا  ، ونقول لهم جميعاً كرامتكم ليست اعز عليكم من كرامة الذين اوصلوكم الى سدة المسؤولية ، وليناكم امورنا ولكن لم نولكم رقابنا وكرامتنا وعليكم ان لا تنسوا اولاياء مراكزكم جميعاً

اخيراً اتمنى ان يأتي اليوم الذي نحتفل فيه عن حق وحقيقة ، وان يكون لنا عيد هو عيد الكرامة والحق .

كل الشكر للقيميين على غرفة التجارة والصناعة والزراعة وعلى رأسهم الاستاذ توفيق دبوسي ، الشكر للاعلاميين ولجميع السادة الحضور .
عشتم _ عاش يوم العمال – عاشت الكرامة العمالية – عاشت النقابات الحرة – عاش اتحاد نقابات موظفي المصارف في لبنان –
عاش لبنان كما يتمناه الاحرار ان يكون .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى