الأخبار اللبنانية

تمام سلام: أبرز وجوه الصراع التصادم ضمن الفريق الواحد

استقبل النائب تمام سلام اليوم في منزله في المصيطبة، وفدا من حركة “حماس” في بيروت ضم المسؤول عن المكتب السياسي للحركة رأفت مرة وعبد مشهور واحمد الحاج، وتم بحث في الشؤون الفلسطينية وأوضاع الفلسطينيين في لبنان.
بعد اللقاء قال مرة: “تشرفنا بلقاء سعادة النائب تمام سلام الذي نحييه على الدور الذي يقوم به في دعم القضية الفلسطينية، ونحن سعداء لزيارة هذا البيت العريق في السياسة والوطنية، والذي كان دائما يقف إلى جانب فلسطين وقضيتها، وان شاء الله يبقى عامرا بشخص النائب تمام سلام والعائلة الكريمة، وزيارتنا للنائب سلام هي لطرح مجموعة من المواضيع. وقد أطلعناه على أجواء المصالحة الفلسطينية وأكدنا أن خيارنا في حركة حماس هو إنهاء الانفصام الفلسطيني والتمسك بالوحدة الوطنية على قاعدة المقاومة وتحقيق إنجاز حقيقي في مساءلة إعادة بناء وطن برعاية فلسطينية تضم كل الفصائل من دون استثناء، ولكي ننهي هذه الأزمة ونستطيع أن نواجه المخططات الإسرائيلية والاعتداءات المتواصلة على الأرض الفلسطينية وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين”.

وأضاف: “كذلك أطلعنا النائب سلام على أجواء المفاوضات المؤسفة التي حصلت بالأمس في عمان بين وفد من السلطة الفلسطينية ووفد من الحكومة الإسرائيلية، وأكدنا أن سياسة المفاوضات هذه مرفوضة أصلا في حركة حماس، ولا تخدم إلا العدو الاسرائيلي، ولم تقدم أي خدمة الى الفلسطينيين. كما أكدنا في ما يتعلق بالوضع الفلسطيني في لبنان أننا كقوى فلسطينية متمسكون بالعودة وبرفض التوطين، وإننا نبذل جهدا كبيرا لنحافظ على الأمن والاستقرار داخل المجتمع الفلسطيني في لبنان، ونرفض توتير العلاقة الفلسطينية-اللبنانية أو أن يحصل هناك أي إشكال فلسطيني لبناني، وخصوصا في ظل هذه الأوضاع الإقليمية والدولية المعقدة. وشددنا على ضرورة الإسراع في مخيم نهر البارد في ظل تقصير حكومي لبناني وفي ظل تقصير منظمة الاونروا في إعادة اعمار هذا المخيم”.

أما سلام فقال: “لا بد أن أرحب بالإخوة من حركة حماس في هذه الزيارة التي أتيح لي فيها التعرف الى كثير من المجريات والأحداث، وخصوصا منها ما نتطلع إليه جميعا من رغبة صادقة تصب في وحدة الصف الفلسطيني، وانعكاس ذلك على كل أوضاعنا العربية في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة بالذات التي تمر بها شعوبنا، وتمر بها قضايانا وأبرزها وفي مقدمها القضية الفلسطينية. ولقد استمعت من الوفد الى المعلومات والمعطيات عن المسعى الجدي لوحدة الصف الفلسطيني على مستوى منظمة التحرير وما تمثل، وان كان على مستوى المقاومة وحركة حماس والفصائل الأخرى، وهذا أمر يرتاح إليه كل عربي وكل مؤمن بهذه القضية ويعتبره المدخل الصحيح الوحيد لمواجهة كل الخطط الاستعمارية والعدوانية من عدو شرس هو العدو الصهيوني ودولة إسرائيل، التي تحاول دائما الاستفادة من ضعف القوى العربية في المقدمة وبالذات القوى الفلسطينية، كذلك كانت مناسبة للاطلاع على الإجراءات التي تحرص عليها في ما يخص الإخوة الفلسطينيين في لبنان وفي المخيمات بالذات، من تشكيل مرجعية لاستيعاب أي خلل أو أخطاء خارجة عن مصلحة الفلسطينيين أو مصلحة العلاقة الفلسطينية-اللبنانية، وفي هذا المجال أيضا وفي هذه الظروف الصعبة التي نمر بها بحاجة إلى مرجعية متينة قوية تمثل وتعكس وحدة الصف الفلسطيني، لوضع الأمور في نصابها ولإعطاء الفرصة في لبنان للتعامل والتعاون بما يؤمن عدم الانفلات والتدهور باتجاه بعض الهواجس والأخطار الأمنية التي تطل علينا من وقت إلى أخر بأشكال مختلفة، منها ما يصيب مباشرة الإخوة الفلسطينيين في المخيمات او منها ما له انعكاسات وترددات خارج المخيمات على الصعيد الوطني في لبنان”.

وأضاف: “نتمنى للاخوة في حركة حماس التواصل والمتابعة لنتمكن دائما من الاحتياط لكثير من التحديات التي تواجهنا جميعا كلبنانيين وفلسطينيين وعرب”.

وردا على سؤال قال سلام: “إن المعطيات التي خلفتها سنة 2011 لم يتسن بعد تبديدها في اتجاهات ايجابية بناءة في العام 2012، ويا للأسف نقول إن هناك صراعا داخليا سياسيا قويا في لبنان أصبح له فترة من الزمن، ومن أبرز وجوهه ما يواكبنا من تعثر وتصادم داخل أصحاب الخط والفريق الواحد ومن داخل الحكومة بالذات، وهذا أمر مزعج وغير مريح ويقف حائلا دون تحقيق الكثير من المشاريع التي يبدو المواطن بأمس الحاجة اليها، ليس فقط بالأمور السياسية والخارجية إنما أيضا في الشؤون الداخلية وفي حياة ورزق المواطن، وما موضوع الأجور الذي اخذ ما اخذ من مدى إلا دليل على ضعف المرجعيات السياسية في هذه المرحلة، إلى درجة أن الأمر وصل إلى إعطاء المكانة السياسية لهذه القوى أو تلك موقعا متقدما على المصلحة العامة، وان ما توصل إليه أرباب العمل مع العمال من صيغة ومن نقطة ارتقاء قوية جدا تساعد لبنان على مواجهة الاستحقاقات الاقتصادية والمالية والمعيشية والحياتية في هذا الظرف الصعب، وإذا كان هذا الجهد الذي بذل في هذا الاتجاه لم يخدم هذه القوى السياسية أو تلك أو صاحب هذا النفوذ أو ذلك، فإن هذا لا جدوى منه”.

وتابع: “مؤسف جدا أن تصل الأمور إلى توزيع الأدوار والمواقع داخل الحياة السياسية اللبنانية على هذه الوتيرة، ونأمل أن يحل هذا الموضوع قريبا وان ننتقل فورا إلى معالجة استحقاقات أخرى كبيرة أمامنا وأمام الدولة، ومن أبرزها موضوع التعينات الذي يعول عليه لتحريك عجلة إدارة مؤسسات هذه الدولة، فهناك مراكز عديدة شاغرة حساسة ومهمة بالإضافة إلى وجود مراكز كثيرة بحاجة الى تبديل ربما لنفخ روح جديدة وإطلاق دم جديد في العمل الإداري في مؤسسات الدولة لمواجهة الاستحقاقات، وإلا ما نشاهده مع الأسف يزيد من التراجع والتدهور ومن ضعفنا في مواجهة الأحداث الكبيرة التي تحيط بنا وبالمنطقة كلها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى