المقالات

وكبرنا يا ببي \ حسين جمعة

صديق لي في لاندسكرونا/السويد،قال لي هذة العبارة: “أصلا مش راح تلحق” كان ذلك أثناء نقاشنا وحديثنا حول مخططات معينة.
هذة العبارة :،سقطت على مسمعي كالصاعقة، جعلتني أقلبها يمنة ويسرة،وأقذف بها الى الأعلى ومن ثم الى الأسفل دون جدوى،ماثلة أمامي وهي تؤكد في كل يوم حقيقتها في شتى مفاصل الحياة…،
ففي كل يوم تكتشف بأنه؛ لو كان حلمك أكبر من الجبال،وعزيمتك تعادل قوة شمشون الجبار،لا بل أقسى وأعند من حجار الصوان،سوف تصطدم بسرعة دوران عداد سنوات عمرك المتآكل،وتعترف أخيرا بأنك تكبر وسوف تمضي في الكبر لا محال،حتى لو قال داخلك عكس ذلك،داخلك الذي لا ولن يعترف بقاموس الكبر ،كذلك مظهرك الخارجي ولو أوحى لمن يشاهدك ومن يراك عكس الحقيقة التى أنت نفسك عليها وكيف تبدو في ذاتك،لا بد لك أخيرا من الإعتراف بأنك تكبر وتكبر وتكبر. العمر لو تدري قصير خاصة وأنت تتقدم الى عمل أو وظيفة،أو تتجول بين الناس وهم ينادونك ب “يا عم” أو “يا حاج”،بينما نظراتك وكل شيء بداخلك يريد أن ينقض وينتفض على المنادي،رافضا الإعتراف بهذة الحقيقة الصارخة، فكيف لو كان المنادي صبية،فاتنة وجميله تنظر اليها بمنظار شباب أفل نجمه منذ زمن وما زالت ذكراه تعشش في كيانك!،بينما هي تراك حاجا أو عجوزا…!
فمهما كبر الإنسان،سوف يبقى شيئا ما بداخله يذكره في مرحلة الشباب وليس مرحلة الكهولة التي يرفضها بشدة،
يقول الله في سورة النحل،الآيه رقم 70 بعد، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،بسم الله الرحمن الرحيم.
وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ ۚ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70) صدق الله العظيم.
إنها الدنيا يا صديقي…!،
ولا يسعني القول سوى :
وكبرنا يا بيي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى