البلديات

لقاء مع رئيس بلدية دير عمار الاستاذ احمد عيد حاوره عماد عيسى

تقع بلدة ” ديرعمار” على بعد 3 كيلومترات من مدينة طرابلس وتبلغ مساحتها 9 ملايين متر مربع، وتتميز البلدة

بموقعها الفريد بين الجبل والبحر بمسافة لا تزيد عن 400 مترا، أما عدد سكانها فحوالي 15 الف نسمة، فيما عدد المقيمين فبحدود الألفين.

 

عائلات البلدة هي:” عيد، دهيبي، العتر، المصري، نحلة، الجندي، حيدر، جابر، خولا، الفران، الحسن، فضة، عبد الرحمن، بلبل، السيد، عطية،يعقوب، وتامر..، وهي مؤلفة من حوالي 25 عائلة ضمن نطاق هذه البلدة.

والجدير بالذكر أن هذه البلدة هي أول من دخل اليها الفتح الإسلامي على يد خالد إبن الوليد في تاريخ لبنان، وهناك حديث عن وقعت أبي القدس وهي أول معركة للمسلمين في تاريخ لبنان، كانت في “دير عمار” قبل الفتح الإسلامي وتدعى هذه المنطقة “حصن أبي القدس”، وكان بإزائه دير وفيه صوامع، ومن بين هذه الصوامع صومعة كبيرة لراهب عالم يدين بالنصرانية، له من العمر ما يقارب المئة عام وكان كل سنة يقوم عند ديره عيد آخر الصيام وهو عيد “الشعانين”، وكان يجتمع فيه الروم والنصارى في مرج يدعى “مرج السلسلة”، ويقام في هذا المرج سوق عظيم من سنة الى سنة، يبيعون ويشترون فيه لمدة ثلاثة أيام.
عندما علم المسلمون بهذا الدير، أرسل أبوعبيدة إبن الجراح الرسل لإبلاغهم رسالة الإسلام وعلى رأسهم عبد الله إبن جعفر إبن عم الرسول (ص) من زوجته وكان في أول ريعانه.
وصل المسلمون الى المرج وتفاجأوا بخمسة آلاف من جند الروم، فطلب عبد الله إبن أبي جعفر المساندة من عبيدة إبن الجراح، فأرسل لهم جيشا بحدود الألف فارس، على رأسهم خالد ابن الوليد، تم مناصرة عبد الله بن أبي جعفر وإنتصر المسلمون في أول معركة لهم في لبنان.

على الصعيد البلدي، فهناك بلدية فاعلة، ويلاحظ ذلك من خلال زيارة ومشاهدة المتغيرات على أرض الواقع. يبلغ عدد أعضاء المجلس البلدي 15 عضوا، برئاسة أحمد خليل عيد، وعدد المخاتير هو ثلاثة. وقد أثبتت هذه البلدية القدرة على تغيير هذه البلدة للسنوات الأخيرة من توسيع طرقات وبناء جدران “موزاييك” إلخ…

وقد تحدث رئيس البلدية أحمد عيد عن وضع البلدة، فقال:” إستلمت أول دورة مجلس بلدي سنة 98، فببداية العمل البلدي عام 98 نظمنا مسألة النظافة العامة، وكان هناك العديد من المناطق لم تنظف سابقا، حاولنا تجهيز البلدية ببعض المعدات و” البيكآبات” والشاحنات،  وقمنا بحملة نظافة عامة في نطاق المنطقة، وتم جرف الرواسب الترابية على جوانب الطرقات ووضع مستوعبات كبيرة”.
وأضاف:”قد لاقينا صعوبات في بادئ الأمر، ليتعود المواطن على النظافة، واليوم 95% من المواطنين ملتزمون بموضوع نظافة شوارعهم أو منطقتهم، وقد فرزنا عددا كبيرا من المستوعبات والسلال الصغيرة لنعطي بيئة نظيفة، كما أكملنا شبكة الصرف الصحي، حيث منعنا الحفر الصحية ومنعنا أي تسرب مائي الى المياه الجوفية، لأن لدينا بئرا إرتوازيا”.
وتحدث عيد عن مشكلة الأقنية الشتوية، موضحا أن “دير عمار” هي إنحدارات، فهي تبدأ من الصفر في البحر وتنتهي عند إرتفاع 400 متر بعمق بسيط، ومن جبل تربل خلف “دير عمار” تنزل السيول، وقال:” لقد جهزنا ممرات التي هي أقنية شتوية، واليوم عندنا مشروع سيتم تلزيمه قريبا عن طريق البنك الدولي وهو تابع للأقنية الشتوية، حفاظا على سلامة الناس ولمنع جرف سيول التربة من الدخول بيوتهم”.
ولفت عيد الى ان مشروع البنك الدولي يقسم الى شقين، الأول شق بنى تحتية والثاني شق التنمية الإجتماعية والحياتية ودعم الجمعيات، وقال:” اليوم نعمل على شق البنى التحتية وبعد حوالي شهر ونصف نستطيع ان ندخل هذا المشروع ونلزمه بشكل رسمي”.
اما إنشاء جدران الدعم،  فقال:” إستطعنا ان نعمل حوالي 4000 مترا مكعب، لأن عندنا انحدارات جبلية كثيرة وهذه الجدران ملبسة بالحجر “الموزاييك” لتعطي تراث المنطقة القديمة وقمنا بتوسيع الطرقات في الشارع الرئيسي، كما أقمنا على عند مدخل البلدة مجسا للشهيد الرائد وسام عيد وقد أخذنا قرارا بتسمية الشارع الرئيسي بإسم الشهيد عيد تقديرا له، وأقمنا برجين من القناطر بعرض 20 مترا على الشارع الرئيسي مع الأرصفة وسنكتب إسمه على هذا المجسم، وسنعود لنقطع الطريق الى شقين ونعمل جزيرة وسطية، وذلك حفاظا على السلامة العامة لأنه يحصل عندنا سرعة وحوادث، خاصة أنه يوجد هناك معاهد فنية ومجمعات مدارس وكثافة سكانية وطلابية كبيرة ونحن سنقوم بهذا المشروع قريبا، ولكن يعيقنا أوضاع البلدية ضيقة وسنحاول أن نعمل جزءا صغيرا منه وسنكمله اذا تحسنت الأوضاع ليصل لطول 1000 مترا، إضافة الى الإنارة. وقد وسعنا معظم الطرقات وعند الجوامع أقمنا مواقف سيارات ويبقى لدينا قسم قليل من الطرقات تحتاج الى توسيع، فيمكننا أن نقول ان 85% من الطرقات وسعت بشكل غير روتيني، فلو دخلنا بالشكل الروتيني أي من خلال الدولة، لما كان بمقدورنا أن نفعل شيئا، وأن تضامن ومحبة الأهالي  لبعضهم البعض دفعنا لأن ننجز ما أنجزناه”. واستطرد:” أول ما إستلمنا أقمنا مركزا للبلدية وأدخلنا إليه الأجهزة المطلوبة والإدارية،  لنخدم أهل المنطقة وعملنا إنارة عامة لكل الشوارع وأقمنا مظلات وإستراحات عديدة للطلاب والأهالي وكان عندنا مراكز للعيون أدخلنا الى واجهاتنا الحجر و”الموزاييك” وسبل مياه وشجرنا بشكل سنوي وأقمنا جبانة، قدمها المرحوم الحاج احمد سامي دهيبي، الذي قدم لنا الأرض، ونحن كبلدية قمنا بإنشاءات ومباني على هذه الأرض، كما عملنا في الجبانة الثانية قاعة مغلقة للتعزية. وهذه الإنجازات تمت بمداخيل البلدية فقط، من دون أي مدخول آخر، ولا توجد أية معونات أو مدخول آخر لغاية هذا التاريخ”.
وحول مشكلة التلوث الذي يسببه معمل دير عمار، قال عيد:” إن معمل دير عمار الذي هو موجود ضمن نطاقنا البلدي يسبب التلوث وقد راجعنا كثيرا وخاصة أنه يسبب آفات في الأشجار وخاصة أشجار اللوز التي ضربها مرض سرطاني بسبب المعمل. وقد ثبت ان ” دير عمار- المنية” هي المنطقة الأولى في لبنان على مستوى النسبة المئوية التي يوجد فيها أمراض سرطانية لدى الإنسان بحد ذاته، وهذه من خلال بحث موجود لدى الجمعية اللبنانية لأمراض السرطان. ونحن لدينا شقين للتلوث، أولهما المعمل الحراري، يجب معاينة “الفلاتر”، وقد حاولنا أن نجلب أجهزة لنفحص الجو، لكن لا أحد يساعدنا بهذا الموضوع وكأن المواطن في لبنان ليس له ثمن، ولم نستطع أن نصل لأحد ليهتم ولا أحد يهتم للمواطن حتى أنه بقضائنا لا توجد أية فرصة عمل للشباب، والذي يريد أن يتوظف في معمل الكهرباء أو منشآت النفط التي هي موجودة في دير عمار ومعمل الكهرباء أيضا لا يستطيع بسبب “الكوتا” السياسية، مع أن شبابنا متعلمين ومثقفين”.
وختم:” أنا كرئيس بلدية أشعر أنني مقصر تجاه الأهالي وأتمنى أن أعطي أكثر، ونحن نحاول أن نقيم قاعة للكومبيوتر وللمراجع العلمية ومكتبة عامة ونعمل دورات تقوية وأتمنى أن نضع كل هذه التجهيزات في القصر البلدي ليكون لعامة الناس والشباب”.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى