المقالات

“التيار” في كل اتجاه: “الثنائيات” وحدها لا تنتج حلاً| رندلى جبور \ المصدر موقع الجريدة

عند كل “تسكيرة”، يبادر “التيار الوطني الحر” علّه يُسهم في خرق الجدران السميكة للأزمة، ويضع تصوراً لإنتاج الحل.

هو من الأفرقاء القليلين، أو ربما الوحيد، الذي يطرح خريطة طريق، وليس كلاماً ومواقف في الهواء وعلى الهواء فحسب.

آخر “خرائطه” هي تلك المرتكزة على ثلاثية “اللامركزية والصندوق الائتماني وبناء الدولة”، وقد حملها أولاً إلى الفريق الأقرب إليه، رغم فترات البرودة والحماوة معاً، أي “حزب الله”.

فـ”الحزب هو صاحب العلاقة الأطول والأعمق مع “التيار”، وهو كذلك صاحب التأثير الأوضح في الميدان اللبناني.
وبعدما شقّ كل منهما طريقه الرئاسية التي لم تؤدِ إحداها الى إنتاج رئيس، عادا وجلسا معاً، وهما على تواصل مستمر منذ جلسة 14 حزيران.
و”التيار” ينتظر جواب الحزب على ورقته المكتوبة، وهو يعلم في الوقت ذاته أن فريقين لوحدهما لا ينتجان حلاً في بلد مثل لبنان. فالثنائيات لا تكفي، والتوافق الحتمي يعني تأمين أوسع مروحة اتصالات، وأوسع تأييد حزبي ونيابي وسياسي.

وهو لذلك لم يقطع علاقته كذلك مع الأفرقاء الذين تقاطع معهم على جهاد أزعور الذي لم يسقط إسمه بعد، وهم “القوات” و”الكتائب” ونواب مستقلين، مذ تم تكليف النائب جورج عطا الله بأول عملية تواصل، ولو لطّش رئيس “القوات” سمير جعجع ممتعضاً من إرادة “التيار” الاستمرار بالحوار مع “القوات” في الوقت الذي يتحاور فيه مع الحزب، إلا أن ذلك لا يلغي معادلة أن الحوار مع هذا لا يعني القطع مع ذاك.

يعرف “التيار الوطني الحر” تماماً أننا بحاجة إلى الجميع للوصول إلى رئيس، وكذلك إلى دولة.

والرئيس بلا إسم بعد، ومن المبكر الدخول في هذه المرحلة، وغير صحيح أن “التيار” وافق على سليمان فرنجية ولا هو دخل في فلك الأسماء مع “حزب الله” أصلاً.

هو يتحدث عن قوام جمهورية، ولو كانت تحتاج الى الكثير من الشغل الجدي والضغط، ولكن البداية ضرورية، وتهيئة الظروف كذلك. وتيار الرئيس العماد ميشال عون مبدع في تهيئة الظروف الملائمة لالتقاط فرصة مفيدة للبلد.

التحرير شاهد، والوحدة الوطنية كذلك، وكل المسار اللاحق، واليوم النفط هو الشاهد الأكبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى