الأخبار اللبنانية

مؤتمر الحوار الوطني في بعبدا ما له وعليه ولا بد من عقد مؤتمر تأسيسي

لم يسبق لأي مؤتمر او اجتماع ان تعرض لمثل هذا التجاذب كما يتعرض له المؤتمر الوطني الذي دعا اليه رئيس الجمهورية يوم غد الخميس، في ضوء مقاطعته من العديد من القوى الوازنة وتريث البعض في اعلان موقفه، والاسباب كثيرة، ولسنا الان في معرض الحديث عنها !!
وفي ضوء الحالة اللبنانية المأزومة على كل صعيد هناك من يعتبر ان عقد المؤتمر كان بحاجة الى المزيد من التحضير، والبعض الاخر يقول بحاجة البلد الى عقد المؤتمر، ومن يقول ايضا ان المنظمين لم يجسّوا نبض الاحزاب والافراد قبل توجيه الدعوة.
وعلى الرغم من الجهد الخارق الذي يبذله الرئيس نبيه بري لاقناع المترددين بالحضور، فقد جاء موقف رؤساء الوزراء السابقين، على لسان الرئيس فؤاد السنيورة ناسفا لاي توافق مع العهد ومع رئيس الحكومة وتجاوز في مضمونه الموقف من الدعوة الرئاسية الى شرح الوضع السياسي والممارسات والتخبط المتزايد في البحث عن المعالجات المجدية للخروج من الازمة المالية معددا ازمات الكهرباء والاشكالات في ملف معمل سلعاتا الى تجميد التشكيلات القضائية الى المحاصصة في التعيينات الادارية والمالية الى مهزلة الارقام المالية الى علاقات لبنان بالمحيط العربي، وادعى ان المؤتمر فقد مبرر انعقاده لعدم ميثاقيته. في حين ان عضو فريق اللقاء التشاوري نائب طرابلس فيصل كرامي يقول ان الميثاقية السنية مؤمنة بوجود رئيس الحكومة ايا كان هذا الرئيس والشعب وحده هو الذي يمنح الميثاقية.
ومن الظلم تحميل العهد وهذه الحكومة مسؤولية هذا الكم الهائل من الممارسات والموبقات المتراكمة في ضوء التعثر في المعالجات، فلا شك ان المؤتمر تلقى صفعة قوية بغياب شريحة واسعة اساسية بين المكونات اللبنانية وهذا ليس في صالح انعقاد المؤتمر، مع تأكيد الاحترام لجميع القوى الحاضرة في المؤتمر في الوقت الذي ينصب فيه هم المواطن حول كيف يواجه مصاعبه الحياتية وتحليق سعر صرف الدولار حتى لامس ما يزيد عن الستة الاف ليرة وهو ما يسبب المزيد من انهيار قيمة الليرة وعجزها عن مواجهة الغلاء المتصاعد ولا نعتقد ان مؤتمر بعبدا غدا يشغل حيزا من تفكير اللبنانيين رغم ان انعقاد هذا المؤتمر افضل من عدم انعقاده.
وفي رأينا ان العنوان الذي اطلقه منظمو المؤتمر للنظر في الاحداث التي شهدتها بيروت وطرابلس، لم يكن موفقا لانه يستهدف معالجة التداعيات وليس الاسباب التي ادت الى هذه الاحداث، في الوقت الذي يتسع فيه الخندق الفاصل بين الشعب والدولة عمقا وعرضا، ومع ذلك تقتضي المصلحة الوطنية حضور الجميع للادلاء بموقفهم بوضوح وهوهدف تقتضيه الحالة المأزومة.
الشعب اليوم كل الشعب لم يعد يؤمن ولا يصدق ولا يرتجي خيرا من كل هذه الطبقة السياسية، ولبنان بحاجة الى مؤتمر تأسيسي بين جميع مكوناته، يتبنى الغاء الطائفية السياسية واقفال دكاكينها واقرار قانون انتخابي عصري خارج القيد الطائفي وجعل لبنان دائرة انتخابية واحدة لتعزيز الانتماء الوطني اللامناطقي على ان يكون المعيار النزاهة والعلم والكفاءة وانشاء مجلس حكماء من جميع الطوائف وحسب ما قرر اتفاق الطائف، وتكفينا تجربة “دولة الاستقلال” التي ما كانت دولة، حتى وصلنا الى ما نحن عليه من بأس وانهيار وجوع يطرق الابواب .
وقد يكون مسار الامور في غير ما نتمنى سيما وان تصاعد الصدام السياسي هو المرشح في الفترة الحالية والقادمة ولكن ذلك لا يلغي حقنا في ان نحلم .
عمر عبد القادر غندور
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت في 24/06/2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى