المقالات

هل يضيع لبنان بين ضغوط الخارج وصراعات الداخل؟ كتب: عبدالله خالد

مع استمرار لعبة الإستفادة من ضغوط الخارج وتناقض مطالب قوى الداخل التي لا تخدم الإستقرار وتشجع غلى استمرار التأزم في الساحة الداخلية اللبنانية بفضل تباعد مواقف أطراف الشبكة التي ما زالت تعيش أوهام القدرة على الخروج من الأزمة الحادة التي يعيشها لبنان بعد انهيار الوضع الإقتصادي المالي الإجتماعي بالتزامن مع ازدياد وطأة تداعيات كورونا والإصرار على التمسك بنهج الإقتصاد الريعي القائم على الفساد والمحاصصة واعتماد الإستدانة وبيع ما تبقى من مؤسسات القطاع العام والإنصياع لخطط صندوق النقد الدولي التي لم تنجح في اي بلد تدخلت لإنقاذه واستمرار حوار الطرشان بين الرئيسين عون والحريري بعد أن فشلت حتى الآن كل محاولات التوسط بينهما بهدف الوصول إلى قواسم مشتركة تصلح لأن تشكل بداية لمفاوضات جادة تسرع عملية تشكيل الحكومة التي تعتبر المدخل الطبيعي لبدء الإصلاحات و عملية الإنقاذ التي تزداد صعوبتها يوما بعد يوم. ورغم أن حدة الأزمة وإمكانية انفجارها في أي لحظة تفرض العمل بسرعة على تقديم إيجاد الحلول لصراعات الداخل خصوصا بعد أن أفرزت التطورات الأخيرة أغلبية جديدة في انتخابات 2018 تسعى القوى المتضررة منها لتغييرها بالقوة وبذالك أصبحت الأغلبية تسعى للتوافق بينما تريد الأقلية تغيير المعادلة مستندة إلى ضغوط الخارج والعقوبات الإقتصادية لإجبار الأغلبية على الرضوخ لمطالب الاقلية. وهكذا برزت شعارات يعرف مطلقوها أنها غير قابلة للتنفيذ كالحياد والفدرلة والميثاقية مع ما تحمله من إمكانية تفجير الوضع الأمني بعد إعادة إحياء الغريزة الطائفية والمذهبية التي أخذت بعدا عنصريا وتوجت كلها بإعتبار سلاح المقاومة هو الخطر الأكبر متجاهلين أنه هو الذي أوقف العربدة الصهيونية وحرر الجنوب وأجهض عدوان 2006 وشارك في تحرير جرود عرسال من إرهابيي داعش والنصرة. وهكذا أصبحت المقاومة هي الخطر وسلاحها هو المسؤول عن كل المعاصي التي ارتكبت على الساحة اللبنانية الأمر الذي يستوجب التخلص منه وصولا إلى الدعوة العلنية لعدم إشراكها في الحكومة مع ما يعنيه هذا من تقديم خدمة مجانية للعدو الصهيوني ويزيل عقبة أساسية تجهض المشروع الأمريكي-الصهيوني الهادف إلى تصفية قضية فلسطين. وتوج كل هذا بالدعوة إلى مؤتمر دولي ودعوة مجلس الأمن للتدخل عبر الفصل السابع الذي يجهض سيادة الدولة ويفرض سلطة خارجية تشكل انتدابا دوليا جديدا يخدم مصالح القوى الخارجية ويستخدم التناقضات الطائفية والمذهبية ويسمح بتمرير المخططات الخارجية التي أعاد ترامب طرحها خلال ولايته ويسعى بايدن لتمريرها عبر القوة الناعمة كبديل للقوة الخشنة التي مارسها ترامب. وهذا يعني أن المطلوب مواجهة هذا المخطط وصولا إلى إجهاضه… وهذا يحتاج لحديث آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى