الأخبار اللبنانية

البلدية: كابوس أسود يسكنه الآدمييون! – كتبت: رندة منقارة

أين أغاتا كريستي؟! لو كانت حية لاستوحت قصة من هذا المبنى القديم،التراثي،ونشرت رواية مشهورة رائجة في عالم الرعب! إن كان معك سائح، فأدخله ليأخذ صورا واقعية عن بلد يحب أن يترك لزائريه صورا بائسة ! نعم نحن نحب أن نبقي طرابلس على ما هي عليه من مشاهد مهدمة!لا بل نحب أن نزيد في العناصر الجديدة…فبعد المبنى المهدم في أول باب التبانة ،حيث سوق الخضار ، خذ مثلا اىثنا الثقافي الغير فعال على مشروع النهر (وحتى الآن لا يدل على أي ارث ثقافي)…وزد على معلوماتك المبنى المتروك أمام البلدية لبعد 200عام …حتى ينظف من روائح النتنة واستضافة كلاب الشوارع ليلا!

أضف على ذلك ،الاعصار الخرافي المصنوع من كمشة حواسيب معطلة ومرمية علىى شكل اعصار ،ترمي من حين إلى آخر ، مع ذرات الرمل والملح بعضا من صدئها في العيون!! نحن نحب أن نرثي ونبكي دائما: طرابلس الحنونة،ام الفقير! ونستجلب شعور الضحية والتعاطف الغير مجدي والمحبة المرضية ! أبشروا ! هذا عنصر جديد : انه مبنى البلدية في طرابلس!

لا أعلم كم سيبقى على هذا الحال،بعد أن كان معلما تراثيا رائعا،بل كان أجمل وأفخر ما للطرابلسي من معالم حديثة ؟! إنكم تعاقبون أهل طرابلس؟! لا…أنتم تعاقبون أنفسكم! لأنكم من طرابلس، وتحتاجون البلدية كل يوم ! كم بشع أن يكون ابن طرابلس أقوى منها ، ويتكبر عليها ويعقها! والله أستبعد أن تقبلها على نفسها قبائل الغابات، أو مجاهل أفريقيا ومن يسكنها! أستبعد هذا المنظر من أن يكون في أي بلد فقير في العالم ، أو مر بحرب ، أو عرف من عرف من مجرمين أو سارقين أو فاسدين… إن هذا المشهد سوريالي بامتياز ! أين أصحاب النخوة ؟ أين أصحاب الجد والعمل؟ أين رؤوساء المدينة؟ أين رئيس مجلس الوزراء؟ فإن كان مشغولا،ليرسل من يصور له ويقدم الخبر اليقين ! إلى متى؟ أين أصحاب المقاولات والتجار والجمعيات ومن يهتم لإعادة بناء بلده ولو على حسابه الخاص؟؟؟ لم يبق أمامنا سوى الوقوف في الشارع نسترزق من المارة لنجمع مالا من أجل إعادة بناء هذا الإرث العظيم الذي لم نحافظ عليه كالرجال ! عيب وشؤم! متى يا أقوياء ويا أغنياء طرابلس تقتنعون بفكرة أن المصلحة العامة هي مصلحتكم الخاصة؟؟حتى ان شاركتموها مع الناس! كتاب التربية للصف الرابع يعلم الصغار عن دور البلدية وضرورة مشاركتها في أعمالها والمحافظة عليها لأنها تقدم لنا المشاريع ! اقرؤوا الكتاب …أو غيروا المنهج ! أو حتى الغوا المادة الفارغة من مضمونها وأصلها أصلا …لا فرق !!لقد أحرجتمونا أمام صغارنا! منتهى العيب والعار والفضيحة أن يرفل صاحب الدار بأبهى حلة ويترك أولاده متسخين، ومقطعي الثياب وجوعى حتى يظهر نفسه! أقترح إذا لم يتحسن الوضع ، أن يتقدم أهل الرسم على الجدران ،لرسمها على نفقتهم الخاصة مع كل أصحاب المواد اللازمة من مقاولين و تجار مواد بناء،وكل من يحب المساهمة في بناء بلديته، ليكون جنبا إلى جنب مع طاقمها المتكامل للعمل معا للخروج من هذا المنظر المنفر للمبني، وإعادة الحياة إليه،حتى لو كانت أدواتنا الفأس والمعول والقدوم!! هذا المنظر الأسود العبثي لا يليق بنا أهل طرابلس …وعلى القول الإنكليزي !!! :for shame!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى