الأخبار اللبنانية

ميقاتي أكد دعمه لسلام لتخطي صعوبات الشغور في الرئاسة والمبادرة الى جمع الاطراف لمناقشة سبل التصدي للمخاطر

وطنية – أكد الرئيس نجيب ميقاتي دعمه “رئيس الحكومة تمام سلام، ووقوفه بجانبه لتخطي الصعوبات الناتجة من الشغور في الرئاسة، لأن الدور المناط به بحسب الدستور جلي وواضح”.
ودعا “الرئيس سلام إلى المبادرة في جمع كل مكونات الوطن من موقعه هذا، لمناقشة سبل التصدي للمخاطر التي باتت واضحة للعيان”، وقال: “إن انفجار اليوم الذي استهدف القوى الأمنية والجيش، وأدى إلى سقوط شهداء وجرحى فداء عن الوطن، لهو دليل إضافي على المخاطر التي نعيشها، والتي تتطلب من كل الأطراف الانفتاح والتعاضد والتوحد”.

مواقف الرئيس ميقاتي جاءت، عصر اليوم، في احتفال تخريج المدربين المعتمدين من المركز العالمي الكندي والأكاديمية العربية العالمية التي أقامها مركز التنمية البشرية في “مجمع العزم التربوي” في طرابلس، في حضور النائب أحمد كرامي، أحمد الصفدي ممثلا النائب محمد الصفدي، وشخصيات أكاديمية وتربوية واجتماعية.

وقال: “كل يوم يمر على لبنان من دون رئيس للجمهورية، إنما يحسب عليه، لأن الشغور مرض قد يتفشى وينتشر، والطبقة السياسية برمتها مسؤولة عما آلت إليه الأوضاع، والشغور لا يصيب طائفة بعينها، بل يصيب لبنان كله. لدينا دستور يحكم أاداء المؤسسات، والمؤسسات أيضا ليست أملاكا للأحزاب أو الطوائف، وليست بابا للمزايدات الطائفية التي لا تؤدي إلا إلى تشنجات نحن في غنى عنها خصوصا أن المحيط الذي نعيش فيه يغلي. ولا يستطيع أحد أن يدعي أن بإمكانه أن يحل مكان الدولة في رعاية مواطنيها وقياداتهم وحماية أمنهم وحرية تحركهم. الدولة هي الحاضنة، وهي بعد الله الحامية، والتي تزود عن حدود الوطن، وترعى اللبنانيين جميعا على قاعدة المساواة في الحقوق والواجبات”.

أضاف: “إن المعالجات السياسية يجب أن تتسم اليوم أكثر من أي وقت مضى بمجموعة أفكار، أولها الحفاظ على السلم الأهلي، وثانيها خفض لغة التخاطب وعدم توتير الأجواء ولو كلاميا، وثالثها ملء الفراغ الحاصل بحسب ما يقتضي الدستور الذي يمنح الصلاحيات ويحافظ عليها بدقة. في لبنان لا يوجد وصي على رئاسة الجمهورية، إلا رئيسها، ولا وصي على رئاسة الحكومة إلا رئيسها، فلنتطلع سوية إلى اختصار وقت الفراغ – الشغور، سموه ما شئتم، لكن بالمحافظة على الأصل، أصل المواقع والمناصب، وهو لبنان الوطن الواحد الموحد تحت علمه الجامع”.

وتابع: “اليوم، أقف بينكم لأؤكد دعمي ووقوفي بجانب رئيس الحكومة الأستاذ تمام سلام لتخطي الصعوبات الناتجة من الشغور في الرئاسة، لأن الدور المناط به بحسب الدستور جلي وواضح. وأنا أدعو دولته إلى المبادرة في جمع كل مكونات الوطن من موقعه هذا لمناقشة سبل التصدي للمخاطر التي باتت واضحة للعيان. وانفجار اليوم الذي استهدف القوى الأمنية والجيش، وأدى الى سقوط شهداء وجرحى فداء عن الوطن لهو دليل إضافي على المخاطر التي نعيشها، والتي تتطلب من كل الأطراف الانفتاح والتعاضد والتوحد. لم يعد مقبولا أن نقف مكتوفي الايدي، خصوصا في أمور تقع في صلب قدرتنا وإرادتنا. وإننا اليوم أحوج ما نكون الى التحلي بقمة الوعي حتى نحمي وطننا من العواصف العاتية، تمهيدا لإيصاله إلى بر الأمان”.

وعن وضع طرابلس، قال: “أما ونحن في الفيحاء، أكرر شكري من هنا لأي فرد أو فريق أو مجموعة أو تنظيم أو جمعية لسعيهم للنهوض بإقتصاد طرابلس والحفاظ على هويتها الوسطية، لكنني أشدد على أن النهوض يحتاج إلى ركيزتين: توفير بيئة مؤاتية للاستثمار وتأمين آلاف فرص العمل. من هنا، أؤكد أن يدي ممدودة لكل أيادي الخير، ولا بد أن نخرج بما يرضي ربنا وما يرضي الناس، كل الناس، من أجل بناء صروح ضاربة في الأرض، شامخة كالصرح الذي نقف اليوم على منبره”.

وتحدث الرئيس ميقاتي عن مناسبة اللقاء فقال: “يسعدني أن أرحب بكم جميعا في رحاب مجمع العزم التربوي، هذا المجمع الذي أردناه مركز انطلاق لعمل تربوي مميز، يجمع أبناء طرابلس والشمال وكل لبنان في بوتقة العلم والمعرفة، ويربي في أجيالنا الناشئة روح المواطنة والريادة. كما أردناه مركزا متطورا ينشر أساليب وطرق التعليم الحديث. فعالمنا اليوم، يعيش عصرا سمته العلم والمعرفة، حتى أسماه البعض عصر اقتصاد المعرفة، وباتت معه المعرفة، مفتوحة الأبواب على كل قطاعات المجتمع، وأصبحت المنافسة على أشدها في إنتاج هذه المعرفة ونشرها بين الناس، وإخضاعها لمعايير علم الجودة الشاملة. وإذا كانت ثورة التكنولوجيا وعالم الإتصالات، قد قصرت المسافات، فإنها ولا شك أحدثت تطورا هائلا في كل المجالات، وتسارعا ملحوظا في عملية التطور. لذلك، بات عالم المعرفة عالما متطورا جدا، ومتغيرا بإستمرار، يسعى دائما نحو الأفضل. وهذا التطور المتسارع يستوجب إعدادا مرنا للموارد البشرية”.

أضاف: “إن أهمية التنمية البشرية تنبع من ضرورة توسيع نطاق قدرات الفرد وصقل مهاراته، وتعميق معرفته، وتهدف إلى توظيف ذلك في كل الميادين، لإحداث التنمية الإقتصادية والإجتماعية، والتطور المنشود في المجتمع. كما تساهم التنمية البشرية في تأهيل الإنسان للانتقال به من الفردية إلى الجماعية والعمل الفريقي، ومن العشوائية إلى التنظيم والتخطيط، ومن العمل التقليدي إلى العمل الإبداعي. كل ذلك على طريق بناء المؤسسات على أسس علمية سليمة. ونحن في مجموعة العزم، قد آلينا على أنفسنا، بناء وتطوير المؤسسات لتأمين أكبر قدر من فرص العمل، التي يحتاجها أبناء هذه المدينة الصامدة، والقادرة على مواكبة العصر وإحتياجاته. وإيمانا منا بذلك، ومساهمة منا في تنمية هذا البلد، أقمنا هذا المجمع التربوي الذي نحن فيه الآن، كما أقمنا مركز العزم لأبحاث البيوتكنولوجيا، وواحة العلوم والتكنولوجيا، وقريبا جدا إن شاء الله جامعة العزم للعلوم والفنون، إضافة إلى العديد من المراكز الطبية الناشطة في المدينة وضواحيها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى