الرئيس ميقاتي: هل نسلم بعجزنا ونترك لغيرنا مهمة انقاذ وطننا؟
وقال: إن الوضع في لبنان يجنح الى مزيد من سلوك درب الهاوية الامر الذي يؤدي الى الاطاحة بكل ما تحقق من انجازات على المستويات كافة، لا سيما على صعيد تركيبة الدولة ومؤسساتها، فالتباعد بين اللبنانيين يتكرس يوماً بعد يوم، والبلاد صارت مشطورة الى شطرين، ولا يلتقي اللبنانيون عند اي مسألة. صحيح أن هناك قواسم مشتركة ننادي بها جميعاً، لكن كل فريق يفهمها، او يريدها، كما يشاء وبالتالي لا وجود لقراءة وطنية واحدة.
أضاف:إن عدم تصدينا الحازم للمشكلات المطروحة سيعرض وطننا لمزيد من الخضات، وسيفسح في المجال امام الخارج للوصاية والتدخل وفرض حلول علينا، في وقت اننا ادرى بمشاكلنا وطرق حلها اكثر من اي فريق آخر. عندما نقول ان الحوار وحده هو الحل الانجع، علينا ان نترجم هذا القول افعالا ونتصرف بجد وثقة وادراك لأن لا بديل عن التفاهم والتوافق.
وعن قول البعض إن إستقالة الحكومة قد يشكل بداية الحل للخروج من المأزق الراهن قال : لا أرى في الافق تغييراً حكومياً ولكنني أتخوف من تعطيل للعمل الحكومي يشكل شللاً أكبر على مستوى السلطة التنفيذية.
ورداً على سؤال عن الوضع الاقتصادي والمالي ومدى تاثره بالتطورات السياسية قال: من البوادر الايجابية في هذه المرحلة أن الوضع الاقتصادي والمالي لم يعد يتاثر بشكل كبير بالتطورات السياسية بدليل أن الاوضاع المالية والمصرفية تسير بشكل جيد، رغم تراجع عملية الاستثمارات الكبيرة نتيجة القلق من الاوضاع السياسية ما أدى الى تقليص فرص العمل وزيادة نسبة البطالة. المؤسف ان النهج المستحدث في السياسة كان يقوم على مبدأ “حكلّلي تا حكللك” فأصبحنا هذه الأيام في مبدأ “عرقللي تا عرقللك”، وبالتالي فان من يدفع الثمن هو الاقتصاد اللبناني عموماً والمواطن اللبناني خصوصاً. وعن السجالات بشأن الموازنة والانفاق المالي قال: من المؤسف أن تتحول النقاشات المالية والتقنية الى سجالات سياسية وعملية تصفية حسابات، ستؤدي بنهاية الأمر الى تعطيل موازنة العام 2010 وتأخير موازنة العام 2011.
وعن الوضع في طرابلس أكد أن طرابلس مدينة آمنة مستقرة وان ما يحصل فيها أحياناً لا يعدو كونه محاولات فردية للتعبير عن حالات معينة في زمن البطالة. وقال: إن الجميع في المدينة متوافقون على الهدوء كعنوان وحالة حقيقية للمدينة. ودعا البعض الى وقف إطلاق التوصيفات المسيئة في حق طرابلس وأهلها.