الأخبار اللبنانية

هل فهم السياسيون ان لبنان فائض جغرافي

سواء صدقت المعلومات المتداولة عن دعوة لعقد اجتماع في باريس يضم القيادات اللبنانية، او لم تصدف، فإن التطورات المتسارعة في الشرق الاوسط لن يعيقها تصارع القوى السياسية اللبنانية، ولن يكون للوضع الحكومي المتأزم في بلاد الارز اي تأثير على المستجدات في الاقليم، لا بل ان هذه المستجدات ستجعل مآل ما يحدث في لبنان تفصيلا تحت إبط المهتمين الاقليميين، وبات على اللبنانيين ان ينزلوا عن الشجرة ويوقنوا ان اجتماع كلمتهم خير لهم في وطن صنعته انكلترا وفرنسا ولا يراه جيرانه اكثر من فائض جغرافي، ولا بد للبنانيين ان يلحقوا بركب التطورات المتمثلة بالانفتاح العربي على دمشق وآخره الزيارة السعودية الرسمية الى دمشق تمهيدا لفتح السفارة السعودية، وتصريحات العواصم التي احتضنت ومولت وسلحت المعارضة السورية فقالت ان المعارضة السورية حالة فريدة في كثرة تنظيماتها وقلة عطائها وهزالة تأثيرها وانقسامها فكريا وسياسيا. ومساعي اكثر من دولة عربية لعودة سورية الى جامعة الدول العربية، والمفاوضات السعودية الايرانية في بغداد، والحرص على افضل العلاقات بين الجارين الشقيقين السعودي والاماراتي حسب تصريحات ولي العهد محمد بن سلمان، ومسار اجتماعات فيينا للعودة الى الاتفاق النووي الايراني ورفع العقوبات عن الجمهورية الاسلامية، والى المعالجات المتواصلة لحرب اليمن، والاندفاعة الاميركية لتقديم الكثير من التنازلات في الشرق الاوسط في ضوء تركيزها على مجابهة الانفلاش الصيني، والانسحاب الاميركي من افغانستان.
كل هذه التطورات تشي بحلحلة الملفات الشائكة ولا نرى خطورة على لبنان من المناورات العسكرية الكبرى في الوقت الحالي، لا بل اسرائيل هي التي تخشى على مستقبلها، وربما ارادت من هذه المناورات ان تقفز فوق ازمتها السياسية الداخلية، او ان تربك او تزعج الولايات المتحدة احتجاجا على سياساتها الشرق اوسطية.
في ضوء هذه التطورات، هل يدرك الساسة في لبنان ان رصيدهم الشخصي بات تحت الصفر وعلى صورة دولتنا العلية التي اصبحت اثرا بعد عين.

عمر عبد القادر غندور
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت في 11/05/2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى