فلسطين

سيادة المطران عطا الله حنا : ” القدس مدينة السلام ولكن سلام القدس مغيب بفعل ما يرتكب بحق شعبنا من مظالم

القدس – استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح هذا اليوم السبت وفدا من الزوار والحجاج الارثوذكس الاتين من مختلف ارجاء العالم وذلك بهدف الصلاة والعبادة وزيارة الاماكن المقدسة وعيش الاسبوع العظيم المقدس والقيامة المجيدة في مدينة القدس .
وقد رحب سيادته بهم قائلا بأن اليوم هو سبت اليعازر وغدا هو احد الشعانين وندخل بعدئذ في الاسبوع العظيم المقدس الذي يوصلنا الى سبت النور والى يوم احد الفصح العظيم والذي فيه نعيد لعيد الاعياد وموسم المواسم .
ان وجودكم في بلادنا في هذه المواسم انما هي رسالة تعزية وقوة للمسيحيين الباقين في هذه الديار ولكل ابناء شعبنا الذين يسكنون في القدس ويدافعون عنها وعن هويتها وتاريخها وتراثها ومقدساتها .
القدس تمر باوضاع استثنائية وهذا هو حالها ومنذ سنين طويلة فمدينة السلام لم تعرف السلام منذ زمن طويل وهي المدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث ولكن الاحتلال حولها الى مدينة يظلم فيها الفلسطينيون ويستهدفون وحولها الى مدينة عنف وكراهية في حين انها المدينة التي يجب ان تكون حاضنة لقيم المحبة والاخوة والرحمة.
يبدو اننا بعيدون كل البعد عن السلام الذي يتغنى به البعض فلا يمكن ان يكون هنالك سلام بدون القدس ولا يمكن ان تكون هنالك عدالة بدون القدس التي هي مفتاح السلام وهي المدينة المقدسة والمباركة التي يعامل فيها الفلسطينيون كالغرباء في مدينتهم وتمارس بحقهم ابشع السياسات العنصرية .
ايها الاحباء نرفض الحروب في اي مكان في هذا العالم لان اي حرب فيها امتهان للكرامة الانسانية والحروب يدفع فاتورتها المدنيين الذي لا ناقة لهم ولا جمل بالصراعات السياسية ونتمنى ان تتوقف الحرب في اوكرانيا ولكننا في نفس الوقت نعلن عن رفضنا واستنكارنا للاضطهاد الممنهج الذي تتعرض له الكنيسة الارثوذكسية الاوكرانية الشقيقة وهو اضطهاد تمارسه المنظومة الغربية التي يبدو انها تريد ارثوذكسية على مقاسها وتريد كنيسة منسجمة مع سياساتها واهوائها واطماعها وهذا لم ولن يحدث .
اما نحن في فلسطين فشعبنا ما زال يعاني من الاحتلال والمسيحيون والمسلمون معا يُظلمون في هذه المدينة المقدسة ويُستهدفون في مقدساتهم واوقافهم واعيادهم .
كل شيء فلسطيني اسلامي او مسيحي مستهدف ومستباح في هذه الديار.
نقول لكم بأننا نرفض العنف والقتل والجرائم بكافة اشكالها والوانها ولكننا لم ولن نتخلى في يوم من الايام عن موقفنا الثابت الذي لا يتبدل ولا يتغير وهو مطالبتنا بأن تتحقق العدالة في هذه الديار لكي ينعم الشعب الفلسطيني بالحرية التي يستحقها والتي ضحى في سبيلها وما زال يضحي على امل الوصول الى الحرية والكرامة المرتجاة.
صلوا من اجل بلادنا ومن اجل مدينتنا لكي يعود اليها سلامها المغيب ونتمنى لكم موسما مباركا وادعية مرضية وحجا مقبولا الى الاماكن المقدسة في فلسطين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى