ثقافة

“منتدى المعاقين” و”مؤسسة الصفدي” يكرمان أمهات المعوقين في عيدهن

كرمت جمعية منتدى المعاقين في لبنان الشمالي بالتعاون مع “مؤسسة الصفدي” أمهات المعوقين في عيد الأم، وذلك في لقاء بالأمس في “مركز الصفدي الثقافي”، تخللته كلمات وجدانية ركزت على المعاني الإنسانية للعيد، وبالأخص لدى أمهات المعوقين اللاتي يبذلن جهوداً كبيرة وتضحيات جسيمة في سبيل العناية بأولادهن. وقد حضر اللقاء رئيس الجمعية الدكتور نواف كبارة، نائبة الرئيس رشا سنكري، ممثلة “مؤسسة الصفدي” أ. سميرة بغدادي، أعضاء الجمعية وحشد من المجتمع الأهلي وأمهات الأطفال، مع أبنائهن، واللاتي استُقبلن بوردة حمراء تعبيراً عن الشكر والامتنان من أعضاء الجمعية.
كلمة مؤسسة الصفدي
بعد النشيد الوطني، وكلمة الترحيب من رندة عبيد، ألقت بغدادي كلمة باسم “مؤسسة الصفدي”، فأثنت على التعاون الدائم مع جميعة منتدى المعاقين في لبنان الشمالي، وتوجهت إليها بالشكر لإقامة هذا الإحتفال التكريمي “الذي سمح لي أن ألتقي بأمّهات مميّزات”.  وقالت: ليس بالصدفة أن يكون هذا العيد متزامناً مع بداية الربيع، الربيع الخصب والأرض المعطاءة والبراعم التي تبشّرنا بالمواسم والعطاء ومعكم أمهاتنا دائماً الأمل كبير. وتوقفت عند “مقاربة بسيطة بين الأرض والأم، الأرض التي تمثّل الركيزة الأساسية للشعور بالأمان والذي يعتبر الشرط الأساسي لكل بناء وتطور الانسان والمجتمعات، كذلك الأم التي تعتبر المصدر الأول والرئيسي والدائم لشعور بالأمان .. أما اليوم ومع كوكبه من الأمهات المميّزات فالأمر مختلف. أضافت: أمهاتٌ شاء لهن القدر بتحمل مسؤوليات وصعوبات كبيرة في بلد يفتقر الى الحد الأدنى من تأمين الحماية الإجتماعية للأسر والفئات ذوي الإعاقة، في بلد يعيش شعبه القلق الدائم على المصير والأرض، والقلق الدائم على مستقبل أبناءه في بلد تعيش كل أمّ الهاجس اليومي، أي جلّ ما تتمناه أن يعود فيه كل فرد من أفراد أسرتها سالماً آخر النهار.  وسألت: هل هذا معقول ؟ أي عقل وأي ضمير يقبل بهذا الوضع؟
وأكدت بغدادي: كلنا مسؤولون رجالاً ونساءً في التصدي لهذه  المعضلة  فلم يعد مقبولاً أن نُساق كالغنم في صحراء متناهية  لا نعلم الى أين ولماذا؟ ثم ختمت متوجهة إلى الأمهات: أنتن اللّواتي أعطاكم الله نعمة حضن الحياة ورعايتها بأحشائكنَ وعقولكنَ وقلوبكنَ لن ترضوا  حتما” بالتفريط بها…أنتنّ رسل السلام فخذنَ دوركن للحفاظ على الأمانة في بلد بات الأمن والأمان فيه لعبة الكبار. دورٌ فعليٌ لا أقوال ديماغوجية، فهذا الدور لا يكون إلا بتنظيم وتنسيق فعلي بين مؤسسات المجتمع المدني وأمَهات المدينة. كما لا بدّ أن يترافق فعلاً مع دورنا كأمّهات في بيئتنا الأُسرية لنغرس قيَم السلام وقبول الآخر المختلف فكلّنا سواسية  فلا فرق بين عربي وعجميّ إلا بالتقوى…
كلمة منتدى المعاقين
ثم ألقت سنكري كلمة المنتدى فاستهلتاه بالتعريف بإيجاز عن الجمعية التي تأسست عام 1986، من أشخاص ذوي إعاقة وأصدقائهم، بهدف تحقيق الدمج الاجتماعي للمعوقين في المجتمع الطرابلسي والشّمالي. تتميز جمعيتنا بأن من  يشرف على إدارتها ورئاستها هم أصحاب القضية أنفسهم مع فريق عمل متخصص. وقالت: نعمل على تنفيذ العديد من البرامج أذكرها بإختصار: – التأهيل المنزلي وإزالة العقبات الهندسية، برنامج الدمج التربوي ودعم تعليم التلامذة ذوي الإعاقة في المدارس والجامعات، برنامج التدريب المهني، تأمين فرص العمل، العلاج الفيزيائي، البرنامج الرياضي. والبرنامج الاجتماعي، فالمنتدى لا يؤمن بمنطق الرعاية والإيواء، إنما يسعى إلى تأمين وإيصال الخدمات إلى الأشخاص ذوي الإعاقة دون سلخهم عن بيئتهم المحلية. كما أن الجمعية تعمل جاهدة، مع غيرها من الجمعيات والمؤسسات، على الضغط لإقرار حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة على المستوى الوطني، والاثبات أنهم أعضاء فاعلون منتجون قادرون على منافسة المواطنين في كافة قطاعات المجتمع وأنهم مواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات.
وعن المناسبة توجهت للأم: ماذا يعني حبُنا… مقابل حبُكِ؟ ماذا يعني قلبنا… مقابل قلبك؟ ماذا يعني شكرنا… مقابل تضحيتك؟ نلتقي اليوم في عيدك وما هي إلا مناسبة وفرصة لنعبِّر لك… لنقدِّرك ولو بلفتة… ولنشكرك ولو أقل بكثير مما تستحقين، فكل ما قيل وسيقال في عيد الأم من صفات وكلمات ومعانٍ لتعبر عن أمهات الكون لن تساوي ذرة… ذرة واحدة من حب وتضحية وصبر أم معوق. ولا يوجد حتى اليوم ما يمكن أن يوازي عطاءها. وعن تجربتها الشخصية قالت: منذ أحد عشر عاماً أصبحتُ أماً، وكنت لطالما تمنيت أن أرقى لأصل إلى هذه المرتبة، ولكن، أتعلَمْنَ أن مهمتكن صعبة جداً؟ بعد هذه السنوات أيقنت جيداً أن قوتي، صبري، حبي وحكمتي في حياتي الزوجية وتربيتي لإبنتيّ مستمدة منك يا أمي، علمتني أنتِ دون أن تدري أن “الإعاقة طاقة” في حياة بحاجة  للكثير من الجهد. وأنا على يقين أن كل أم في هذه القاعة هي إنعكاس إيجابي لأبنائها وبناتها من ذوي الإعاقة، فالله أعطاكن القوة ثم القوة ثم القوة مع الحب والإيمان أن دوركن مختلف عن كل الأمهات فأنتن بإختصار مميَّزات.
أضافت: فإلى كل أم معوق، ولدُك سينجح في تخطي إعاقته والسير في هذه الحياة بخطى ثابتة بقدر ما تمنحينه الإهتمام والدعم والحب كل يوم، ولكن إنتبهي، عليك الحفاظ على  التوازن في هذا الحب، ليكون واحداً لكل أولادك دون تمييز، فهذا سيعطي إبنك  المعوّق القوة، ليقتنع أكثر أن الإعاقة ليست مدعاة شفقة ودليل ضعف بل هي فعلاً طاقة… فولدك هو إنعكاس لحبك ولتضحيتك ولقوتك وتأكدي أنك ستفخرين به بقدر ما هو فخورٌ أنكِ أمه.

ثم ألقت ليلى شما كلمة الأمهات المكرمات، وقدمت الطالبة في برنامج الدمج التربوي في المنتدى جيهان شرف الدين خطاباً وجدانياً توجهت من خلال إلى أمها بالشكر والتقدير، وقدم 6 طلاب من البرنامج مشهداً مسرحياً ضاحكاً من وحي المناسبة، ثم معزوفة “أوركسترا الأعواد الصغيرة” التابعة لجمعية شباب البلد – برلمان الشباب، قبل أن يختتم اللقاء بغناء للأم مع عوف على العود للفنان يحيى حسون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى