فلسطين

سيادة المطران عطا الله حنا : ” الى متى سوف تستمر جرائم القتل في بلادنا؟

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم في حديث اذاعي بأن جرائم القتل مستمرة ومتواصلة في الداخل الفلسطيني وها هي جريمة مروعة واطلاق نار في مدينة ام الفحم يستهدف الاعلامي نضال اغبارية 44 عاما والذي سبق لنا ان تعرفنا عليه في اكثر من لقاء ومؤتمر واجتماع في مدينة القدس وفي غيرها من الاماكن .
اننا اذ نستنكر هذه الجريمة الجديدة التي تضاف الى سلسلة الجرائم التي ترتكب بدم بارد فإننا نعزي اسرة الاعلامي نضال اغبارية ونتسائل مع المتسائلين الى اين نحن وصلنا فهل هي مرحلة الفوضى الخلاقة ام هي مرحلة ” حارة كل من ايده اله ” ، ام هي مزيج ما بين هذا وذاك ؟!.
فقد باتت جرائم القتل منتشرة في بلادنا ونسمع عن هذه الجرائم المروعة في كل يوم تقريبا وكأننا امام مشهد عادي مطلوب منا ان نعتاد عليه في حين ان هذا المشهد ليس عاديا على الاطلاق بل هو مأساوي بكل ما تعنيه الكلمة من معاني .
جرائم القتل ترتكب بدم بارد وهنالك من يتفننون باطلاق الرصاص وبقتلهم لابناءنا وهم بارعون في ذلك ويتناسون الوصية التي تقول ” لا تقتل ” ، كيف يمكن لانسان ان يتحول الى قاتل غير مدرك لجسامة الجرائم التي يرتكبها وكيف يمكن لانسان ان يعتقد بأن جرائم القتل التي يرتكبها هي بطولة وهي ثأر وهي احقاق لحق في حين انها ليست كذلك على الاطلاق ، فالجريمة تبقى جريمة والقتل يبقى قتلا وهو منافٍ لكل الاعراف والقيم الدينية والاخلاقية والانسانية والوطنية .
نجد صعوبة في ايجاد الكلمات اللائقة لوصف ما وصلنا اليه وبالطبع فإن الشرطة الاسرائيلية والاجهزة المختصة انما تتحمل قسطا وفيرا من المسؤولية ولكن اين هم رجال الاصلاح واين هم الشخصيات الاعتبارية والوطنية والدينية ولماذا نرى انه مطلوب منا ان ننتظر جريمة جديدة لكي نصدر بيانا جديدا في حين ان ما هو مطلوب منا اتخاذ واطلاق مبادرات عملية واستراتيجية لوقف هذه الجرائم وردع الفعلة .
هل ما هو مطلوب منا هو ان ننتظر ما ستقوم به الشرطة الاسرائيلية والتي تعرف جيدا من هم الفعلة ولكنها لا تقوم بأية خطوات عملية وان قامت فهي تقوم بخطوات شكلية طفيفة لا تؤدي الى ايقاف هذه الجرائم المروعة .
نعزي من الاعماق الاسر المكلومة التي فقدت ابنائها وما اكثر اولئك المكلومين والمحزونين الذين فقدوا ابناءهم بسبب هذه الجرائم المروعة ، وريثما تقوم الشرطة بواجبها ويقوم كل مسؤول بواجبه فإننا نلجأ الى الله القادر على كل شيء لكي ينير القلوب والعقول والضمائر لكي تعود الى صحوتها وان يتوب هؤلاء الذين يفكرون بهذه الطريقة الاجرامية ان يدركوا بأن الله لم يخلقهم لكي يكونوا اداة موت وقتل واجرام بل لكي يكونوا اداة حياة ومحبة واخوة وسلام .
توقفوا عن اجرامكم وضعوا اسلحتكم جانبا فالقتل واستعمال السلاح ليست بطولة بل هي اجرام ومخالفة لكل القيم الدينية والاخلاقية النبيلة .
تذكروا بأن الله خلقكم كما خلق كل انسان في هذا العالم لكي تنعموا بالحياة ولكي تكون حياتكم مليئة بقيم المحبة والاخوة والرحمة والعطاء .
ان تكون سببا في ايقاف حياة انسان على هذه الارض هذا تدخل وتطاول يستهدف الارادة الالهية فالله هو سيد الحياة والموت وهو الذي يعطينا الحياة متى يشاء ويأخذ منا هذه الحياة متى يشاء ، أما اولئك الذين يقتلون فهم يعتدون على الشرائع الالهية وعلى الارادة الالهية وعلى ما كل هو جميل في هذا العالم .
توقفوا عن اجرامكم وارموا اسلحتكم وعودوا الى رشدكم مع تمنياتنا بأن يعزي ويقوي الرب الاله العائلات الثكلى المكلومة والمحزونة والتي فقدت خيرة ابناءها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى