لمن لا يريد أن يصدق

لمن لا يريد أن يصدق أن ما يحدث في لبنان هو مبرمج منذ سنوات طويلة، على يد نخبة من الحكَّام ومعاونيهم للوصول إلى ما وصلنا إليه: إفلاس الدولة اللبنانية بكل مرافقها وثرواتها (طبعاً بعد نهبها)… فليقرأ الكتاب الهام الذي صدر عن إحدى دور النشر الفرنسية القريبة من مدينة بوردو بعنوان «كيف دمَّرت النخبة المفترسة لبنان» (١٦٨ صفحة)، للبروفسور ألبر داغر، الأستاذ الجامعي والكاتب الصحفي اللبناني، المتخصص في العلوم الاقتصادية، والذي يكتب في جريدتي «النهار» و«الأخبار» وغيرهما.

ولمن لا يريد أن يصدق أن ما يحدث في المنطقة العربية هو مبرمج أيضاً منذ عقود طويلة، على أيدي أنظمة ومجموعات تخطط بخبث، ولا هدف لها إلا تفتيت العالم العربي لنهب ثرواته الضخمة… فليقرأ كذلك الكتاب الهام الذي سيصدر قريباً عن دار النشر الفرنسية (Tallendier) بعنوان «جذور الفوضى: العراق، سورية، لبنان، اليمن، ليبيا، خمس دول عربية بحالة إفلاس» (٢٤٠ صفحة)، للمؤرخ الفرنسي بيار-جان لويزار، المحلل السياسي المتخصص في نزاعات الشرق الأوسط الذي يطل في عدد من الفضائيات الفرنسية، والكاتب الصحفي في جريدتي «لوموند» و«ليبراسيون» وغيرهما.

إنها ليست نظرية المؤامرة، بل حقيقة شعوب سلمت أقدارها لحثالة البشر، وهي تدفع الآن أغلى الأثمان.

والمشكلة الكبرى أن أمة «إقرأ» لا تقرأ… ولهذا ترانا بحالة إفلاس على جميع المستويات.
منقول