الأخبار اللبنانية

البيان الانتخابي لجبهة العمل الإسلامي

البيان الانتخابي لجبهة العمل الإسلامي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وصلاة وسلام على أنبياء الله أجمعين ،  وبعد :

فباسمي وباسم جبهة العمل الإسلامي أحيي كل اللبنانيين ، على اختلاف طوائفهم ومللهم ومذاهبهم مسلمين ومسيحيين .
لو لم يكن للمقاومة والمعارضة من فضل الا اسقاط مشروع الشرق ألأوسط الأميركي الصهيوني ، لكفاها فخرا على امتداد الأجيال والتاريخ ..
لقد أسقطت المقاومة والمعارضة المشروع المؤامرة عسكريا في لبنان وغزة والعراق ، وهي اليوم تتحضر لتسقطه  سياسيا.
واجهت جبهة العمل الإسلامي التحدي بالتحدي ، وسبحت عكس التيار الذي جرف كل شيء ، وكاد يجرف اللبنانيين جميعا الى هاوية الصراعات الطائفية والمدهبية .
كان قرارنا مع حلفائنا في المعارضة التصدي لكل من يريد أن يجعل لبنان مقرا وممرا لمشاريع الاستكبار العالمي ، أو كازينو الشرق الأوسط ، أو الحديقة الخلفية للبيت الأبيض الأميركي ، ولنجعل من لبنان قلعة وطنية ، وأنموذجا حضاريا للتعددية الطائفية والمذهبية ، والعيش المشترك القائم على المساواة بين أبنائة في الحقوق والواجبات.
فإن أراد اللبنانيون العدالة فهي عنواننا .. وإن ارادوا المساواة فهي ممارستنا .. وإن ارادوا الحرية فهي شعارنا. وشعارنا ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا ) ولذلك قامت جبهة العمل الاسلامي لاسترداد الهوية وتصحيح المسار .

 

 

هنا يكمن سر خوض جبهة العمل الإسلامي للانتخابات النيابية ، ولكي تتابع دورها الكبير في سحب فتائل التفجير المذهبي والطائفي ، التي كانت معدة لدفع لبنان والمنطقة الى فتنة.علما أنه :
لا كراسي القصر تسحُرنا ولا اللوحات الزرقُ تغرينا وتغوينا
مرادنا .. تحرير ارض ، وحفظ كرامة ، والله ناصرنا وحامينا
فمن أراد هذا اللبنان فليقترع لمرشحينا ومرشحي المعارضة في كل الدوائر الانتخابية ، ومن أراده غير ذلك فهو ليس منا ونحن لسنا منه في شيء
من أراد لبنان جزءا لا يتجزأ من محيطه العربي  فهو ظهيرنا ـ ومن أراده امتدادا لبلاد العم سام ، فقد برئت منه ذمتنا وساحتنا وأمتنا .
في ضوء كل ذلك .. قررت جبهة العمل الإسلامي ، التي لم يتجاوز عمرها السنوات الثلاث ، خوض الانتخابات النيابية، ترشيحا ودعما في عدد من المحافظات ودوائرها الانتخابية، وذلك إتماما  للمسيرة التي بدأتها، وتتويجا للنهج القويم الذي اختارته ، والتي واجهت من خلاله كل الوان وصنوف التحدي والتآمر، ووفق مشروع سياسي ، تكتفي هنا بعرض خطوطه العريضة التالية :
(1) تعتبر الجبهة لبنان دولة مستقلة ذات سيادة .
(2) تحرص الجبهة على أن يبقى الدين والتدين محميين بحسب المادة التاسعة من الدستور اللبناني والتي تنص على أن (حرية الاعتقاد مطلقة والدولة بتأديتها فروض الإجلال لله تعالى تحترم جميع الأديان والمذاهب وتكفل حرية إقامة الشعائر الدينية تحت حمايتها على أن لا يكون في ذلك إخلال في النظام العام وهي تضمن أيضاً للأهلين على اختلاف مللهم احترام نظام الأحوال الشخصية والمصالح الدينية. ) المادة 9 من الفصل الثاني.
(3) تؤكد الجبهة على أن لبنان عربي الانتماء ، عالمي الانفتاح ، حضاري التعدد . تربطه بسوريا وبلاد الشام علاقة مميزة .

(4) تعتبر الجبهة وثيقة الوفاق الوطني جزءاً لا يتجزأ من الدستور، ويمكن أن يؤسس عليها لبنان الغد، وما لم ينفذ منها يجب أن ينفذ وفي مقدمه الغاء الطائفية السياسية التي تنص على أن  (إلغاء الطائفية السياسية هدف وطني أساسي يقتضي العمل على تحقيقه وفق خطة مرحلية. ) الفقرة ” ح ” من مقدمة الدستور.
(5) تعمل الجبهة على أن تكون الاستراتيجية الدفاعية الخطة التي تمكن لبنان من التصدي لأي عدوان خارجي ، وتحديدا العدوان الاسرائيلي، كما تعتبرالمقاومة الخيارالوحيد لحفظ السيادة اللبنانية، بعد ان تأكد ذلك في انتصاري تاريخيين غير مسبوقين هما انتصارتموز وانتصارغزة .
(6) تدعوالجبهة الى اعتماد النظام السياسي القائم على الممارسة الشورية الحقيقية لضمان الحرية والعدالة والمساواة ، وهذا ما نص عليه الدستورالذي يعتبر لبنان دولة تقوم على احترام الحريات العامة وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد، وعلى العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمايز أو تفضيل.) الفقرة “ج ” من مقدمة الدستور. وفي هذا السياق تدعو الجبهة الى وضع حد لفضائح التنصت التي تمارسها بعض الأجهزة الأمنية ، مما يتناقضُ مع المادة السالفِ ِ ذكرًُها .
(7) في السياسة الاقتصادية .. تدعو الجبهة الى اعتماد ترشيد الإنفاق وأولوية الإستهلاك ، المحققة للإنماء المتوازن ، المانعة للهدر والرشوة وانتهاب المال العام والارتهان للبنوك الدولية، كما تدعو الى وضع ضوابط صارمة لعمليات الخصخصة المغتصبة لمؤسسات الدولة والمتناقضة مع مصالحها ، كما تدعو الى التحصن من الاسباب التي ادت الى انهيار الاقتصاد العالمي .
(8) تدعو الجبهة الى اعتماد سياسة تربوية وإعلامية قويمة تضمن بناء أجيال صالحة تتمتع بالعلم والأخلاق .

(9) الإصلاح الإداري والسياسي والأخلاقي يبدأ بإصلاح الانسان ووضعه في المكان المناسب ، وليس بالمكننة لوحدها ، وأول خطوة على طريق اصلاح الفرد والجماعة والمجتمع والدولة انما تكون بحظر تدخل المال السياسي في الانتخابات النيابية وشراء الذمم ، واعتبار الأكثرية التي تتشكل بالمال السياسي أكثرية مزيفة ومزورة  وباطلة وليست حقيقية، لأن ما بني على باطل فهو باطل. 
(10) اعتبار القضية الفلسطينية القضية المركزية للأمة العربية والاسلامية ، وأن اسرائيل دولة غاصبة وعدو لا يمكن أن يكون صديقا أو جارا ، والموقف منها يجب أن يبنى على هذا المعتقد ، كما يبنى على الأمر مقتضاه ، وتحالفات الجبهة الداخلية والخارجية محكومة بهذا الموقف العقدي .
إن جبهة العمل الإسلامي التي انتفضت في العام 2006  من أجل استرداد الهوية الاسلامية الأصيلة ، وتأصيل النهج الوطني اللبناني المقاوم ، ستتابع طريقها القويم هذا عبر حملتها الانتخابية ، لتجذير وتأطير هذا المفهوم في البرلمان اللبناني القادم ، على قاعدة أن الأعمال بخواتيمها ، والله المقصد وعليه التكلان.
أخيرا .. نعتبر الاقتراع شهادة ، والشهادة مسؤولية وأمانة ، ونذكر بقول الله تعالى 🙁 يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ) كما نذكر بقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم 🙁 من ولي ً من امر المسلمين شيئا ، فولى رجلا وهو يجد من هو أصلح منه ، فقد خان الله ورسوله )
إن نريد إلا الإصلاح ما استطعنا وما توفيقـنا الا بالله .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى