المجتمع المدني

“مؤسسة الصفدي” تطلق مشروع مواجهة العنف ضد المرأة في حارات طرابلس بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)

بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان في لبنان، أطلقت “مؤسسة الصفدي” مشروعاً جديداً بعنوان “نعم لمواجهة العنف سوياً” ، بهدف رفع مستوى الوعي لدى سكان الأحياء القديمة في طرابلس، حول موضوع العنف ضد المرأة، وذلك من خلال تنفيذ لقاءات توعية وتدريب على مستوى التمكين الذاتي على المستوى النفسي – الاجتماعي والجسدي، إضافة إلى تعلم المهارات الدفاعية، عبر مراكز “مؤسسة الصفدي” الاجتماعية الثلاث: “حارتنا” في السراي العتيقة، “أكاديمية المرأة” في ضهر المغر و”شبابنا” في السويقة.
قرداحي
المشروع الذي يمتد على فترة شهرين ونصف، ووفقاً لمسؤولة برنامج صندوق الأمم المتحدة للسكان في لبنان أسمى قرداحي، يندرج في إطار البرنامج المشترك حول “الوقاية من النزاعات وبناء السلام في شمال لبنان”، وهو مبادرة من وكالات عدة من الأمم المتحدة تهدف إلى تعزيز الحوار اللبناني الفلسطيني والمصالحة وسبل العيش في مناطق مختارة من شمال لبنان، والذي أطلق في نيسان/ ابريل 2009. أضافت: ويشمل هذا البرنامج الذي يمتد على فترة سنتين، وكالات عدة تابعة للأمم المتحدة (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والأونروا واليونيسيف ومنظمة العمل الدولية واليونسكو وصندوق الأمم المتحدة للسكان)، بالإضافة إلى العديد من المؤسسات الحكومية ومجموعة من الشركاء المحليين، ويتم تمويله من قبل الحكومة الاسبانية بواسطة صندوق الأهداف الإنمائية للألفية. وقد توّلى صندوق الأمم المتحدة للسكان شق “تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين” في البرنامج.
ولفتت قرداحي إلى أنه: بالرغم من التقدّم الملحوظ في لبنان لجهة تعليم الفتيات والنساء ومشاركتهنّ في الميادين الاجتماعية، الاقتصادية، والثقافية، وبالرغم من مصادقة لبنان على معظم الصكوك الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وبالرغم من أن ظاهرة العنف الموجّه ضدّ المرأة يُسلَّط عليها الأضواء ويُشار إليها كشكلٍ من أشكال التمييز وانتهاك لحقوق الإنسان للمرأة، فإن العنف ضدّ النساء ما زال حاضراً في حياتنا اليومية، وبكل أنواعه. كذلك، تبقى البيانات المتوفّرة عن الموضوع ضئيلة ومبعثرة، وينقص الجهود المبذولة لمواجهة هذا العنف والقضاء عليه التنسيق المتكامل. وقالت: على مر السنين، عمل صندوق الأمم المتحدة للسكان بصورة وثيقة مع المؤسسات الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني، والمنظمات الدولية، ومراكز الأبحاث، والمؤسسات الأكاديمية، ووسائل الإعلام، الخ …من أجل النهوض بالمرأة من خلال مناصرة التدابير القانونية، ورفع مستوى الوعي، ودعم الأبحاث والتدريب.
وختمت: نحن فخورون اليوم لدعمنا “مؤسسة الصفدي” في طرابلس، لاسيما وأن يتركز المشروع حول وقاية النساء والفتيات ضمن محيطهن الخاص (العائلة) أو العام (المجتمع) من هذا العنف عبر نشر الوعي وبناء القدرات الذاتية على المستوى النفسي- الاجتماعي والجسدي.
بغدادي
بدورها، اعتبرت مديرة قطاع التنمية الاجتماعية في “مؤسسة الصفدي” سميرة بغدادي، أن هذا المشروع كما غيره من مشاريعنا التنموية التي تطال المرأة، إنما يأتي استجابة لأحد بنود رسالتنا في قطاع التنمية الاجتماعية لجهة العمل على التمكين المجتمعي بكافة أبعاده الإجتماعية، الإقتصادية، الثقافية والبيئية مع التركيز على الفئات الأكثر تهميشاً كالمرأة، الشباب والأطفال، كما أنه يندرج في إطار برنامج المرأة الذي انتهجه القطاع في خطته التنموية بهدف تمكين النساء والفتيات في المناطق الفقيرة والمهمشة على المستوى الشخصي، العائلي، الاقتصادي والمواطني.  
أضافت: إننا فخورون لاختيارنا من قبل صندوق الأمم المتحدة للسكان في لبنان، لتنفيذ هذا المشروع في المناطق الأكثر تهميشاً في طرابلس، والتي لاحظنا من خلال تواصلنا المباشر مع مجتمعها المحلي، أنها تعاني من هذه الإشكالية، مما استوجب التدخل للمعالجة.  وتوقعت بغدادي أن يثمر المشروع، الذي يستهدف 25 فتاة من عمر 14 إلى 16 سنة و15 سيدة و15 شاباً من عمر 25 إلى 40 سنة، إلى تبني هؤلاء مواقف رافضة للعنف وتغيير سلوكياتهم، ونقل معلوماتهم إلى نساء ورجال آخرين.
كما أملت الوصول إلى فتيات أكثر ثقة بأنفسهن، ويتمتعن بالوعي الكافي حول إشكالية العنف وكيفية التصدي لها، إضافة إلى تمتع الفتيات بالقدرة على الدفاع عن أنفسهن في حال تعرضهن لأي موقف عنف. وأوضحت: إن الوصول إلى هذه النتائج، يتم من خلال جملة من اللقاءات الحوارية حول مفهوم العنف وانواعه، وكيفية التصدي له، إضافة إلى التطرق للشق القانوني الذي يطال هذه الإشكالية، وتنفيذ حصص تدريبية بالتنسيق مع جمعية مناهضة العنف ضد المرأة للاستعانة بخبراتها الكبيرة في هذا المجال…

الجدير بالذكر أنصندوق الأمم المتحدة للسكان، وهو وكالة إنمائية دولية، يدعم حق كل امرأة ورجل وطفل في التمتع بحياة تتسم بالصحة وبتكافؤ الفرص. ويقوم الصندوق ايضا بدعم البلدان في استخدامها للبيانات السكانية اللازمة لسياسات برامج مكافحة الفقر وللبرامج التي تمكن من أن يكون كل حمل مرغوباً، وكل ولادة مأمونة، وكل شاب وشابة خالياً من فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، وكل فتاة وامرأة تُعامل بكرامة واحترام. صندوق الأمم المتحدة للسكان ـ لأن كل شخص مهم. www.unfpa.org.lb

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى