فلسطين

سيادة المطران عطا الله حنا : ” نعرب عن شجبنا واستنكارنا لما حدث في مقام النبي موسى

ويجب علينا كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين ان نكون موحدين في دفاعنا عن مقدساتنا ومقاماتنا الروحية “

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم بأننا نعرب عن شجبنا واستنكارنا ورفضنا لما حدث مؤخرا في مقام النبي موسى التاريخي والذي يقع ما بين القدس واريحا ، ولا يمكن لاي انسان عاقل عنده قيم اخلاقية او انسانية ان يقبل بما حدث او ان يبرر ذلك بأي شكل من الاشكال فلا يجوز التعدي او استهداف الاماكن الدينية التي لها حرمتها ولها قدسيتها وهذا امر نرفضه كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين .
ان الحفلة الصاخبة التي اقيمت في مقام النبي موسى انما تعتبر تطاولا وامتهانا لقدسية هذا المكان ونحن بدورنا نؤكد كمسيحيين فلسطينيين بأن التطاول على المقامات والمقدسات والاوقاف الاسلامية بأي شكل من الاشكال هو مرفوض من قبلنا جملة وتفصيلا ، وكما اننا نرفض التطاول على الاماكن المقدسة المسيحية وعلى الرموز الدينية المسيحية فإننا نرفض ايضا اي تطاول على اي مكان مقدس او على اي مقام يحمل بُعدا روحيا دينيا تراثيا وتاريخيا .
يجب علينا كفلسطينيين ان نكون موحدين في رفضنا لاي مساس بمقدساتنا ومقامتنا ورموزنا الدينية سواء كانت مسيحية ام اسلامية ولقد استفزنا ما حصل في مقام النبي موسى كما يستفزنا اي استهداف لمقدساتنا المسيحية .
ان الحفاظ على الاماكن المقدسة واحترام قدسيتها وخصوصيتها انما هي مسؤوليتنا جميعا وكل واحد منا يجب ان يقوم بدوره المأمول في الحفاظ على هذه المقدسات والاوقاف والمقامات الدينية التي لها خصوصيتها والتي يجب ان تُحترم وان تصان.
المسيحيون الفلسطينيون استفزهم كثيرا ما حدث في مقام النبي موسى ولكن في نفس الوقت لا يمكننا ان نقبل ببعض الاصوات النشاز التي تصطاد في المياه العكرة والتي استغلت هذا الحدث المرفوض بهدف اثارة الفتن والتحريض والكراهية في مجتمعنا، فهذه الحفلة الصاخبة لا علاقة لها بعيد الميلاد والمسيحيون عندما يحتفلون بعيد الميلاد لا يحتفلون باحتفالات صاخبة بل يحتفلون بالصلاة والدعاء والاجتماعات الاسرية والتي كانت في هذا العام محدودة ومقصورة على عدد قليل من افراد العائلة بسبب جائحة الكورونا .
لقد ادعى البعض زورا وبهتانا بأن ما اقيم في مقام النبي موسى انما هو احتفال ” للنصارى بعيدهم ” ونحن نرفض استعمال هذه المفردات وهذه المصطلحات التي تأتي من اشخاص يبدو ان اجندتهم ليست الحفاظ على مقام النبي موسى بقدر ما هم يخدمون اجندات مشبوهة هدفها اثارة الفرقة والضغينة في مجتمعنا .
لن ينجح دعاة الكراهية من تمرير مشاريعهم ونعرف ان هؤلاء مرتبطون بأجندات خارجية توجههم بهدف تمزيق وتقسيم مجتمعاتنا ولن نسمح لهم بأن يمرروا مشاريعهم القذرة في بلادنا المقدسة .
ان عيد الميلاد المجيد هو عيد المحبة والاخوة والرحمة والتفاني في خدمة الانسان ومن وحي عيد الميلاد المجيد ورسالة من نحتفي بمولده نؤكد كمسيحيين فلسطينيين بأننا كنا وسنبقى متشبثين برسالتنا وحضورنا وتاريخنا وما نرفضه من تطاول على قيم ايماننا ومقدساتنا ورموزنا الدينية لا يمكن ان نقبله عندما يستهدف الاخرون ، فكم بالحري عندما يكون هو اخينا المسلم الذي واياه نتشارك الانتماء الانساني والانتماء الوطني في اقدس بقعة في هذا العالم فلسطين التي اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته نحو البشر .
نتمنى من ابناء شعبنا الفلسطيني ان نكون معا وسويا مسيحيين ومسلمين في خندق واحد كما كنا دوما وان نكون عائلة واحدة تلفظ ثقافة الكراهية والعنف والعنصرية وترفض دعاة الفتن والتشرذم والذين نجدهم في بلادنا ينشرون سموم الكراهية هنا وهناك .
معا وسويا مسيحيين ومسلمين نعلن رفضنا لما حدث في مقام النبي موسى كما ونعرب عن رفضنا لاي تطاول على اي من الرموز الدينية والمقامات الروحية مسيحية كانت ام اسلامية فنحن شعب واحد هكذا كنا وهكذا سنبقى ومن يعتدي على المسلمين في مقاماتهم واوقافهم ومقدساتهم يعتدي على المسيحيين ايضا ومن يعتدي على المسيحيين في اوقافهم وعلى رموزهم الدينية انما يعتدي الى كل ابناء شعبنا وامتنا .
نعيش في ظروف عصيبة تتطلب منا الوحدة والتضامن والتآخي والعمل المشترك دفاعا عن قضيتنا الوطنية المستهدفة والمستباحة ودفاعا عن القدس ومقدساتها وهويتها وتاريخها ، ولذلك وجب علينا ان نوحد صفوفنا وان نرفض اية مظاهر سلبية هدفها التحريض والكراهية واثارة النعرات والفتن في مجتمعنا .
لقد زرت مقام النبي موسى عدة مرات وخاصة في موسم النبي موسى حيث كنا نلتقي رجال دين مسيحيين ومسلمين وكذلك مع شخصيات وطنية واعتبارية والتي كانت تأتي من القدس ومن كل المحافظات الفلسطينية ولا يمكننا ان نقبل بأن يتم التطاول على هذا المقام الذي يحمل رمزية دينية تاريخية وتراثية وطنية فلسطينية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى