المقالات

زمن المحادل…..!!!
بقلم الكاتب والاديب العربي الفلسطيني ، سفير الاعلام العربي عن دولة فلسطين الاعلامي د. رضوان عبد الله

المحادل تعرفونها بالطبع، فهي التي تدوس الزفت ودحله بعد فرشه على الطرقات من قبل الجرافات او الفارشات المختصة….لكن ما عﻻقتها بالمجتمع او ما الذي دفعنا ان نتحدث و بعنوان منفصل عن المحادل او عن زمن المحادل…..وهل للمحادل زمن؟؟….عجبا والله……!!!
نعم هناك زمن للمحادل…اريد ان ابدأ بحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم حينما قال بما معناه ان كل المسلمين يدخلون الجنة اﻻ من ابى فقالوا يا رسول الله وهل من احد يابى دخول الجنة فاجاب عليه الصﻻة و السﻻم (من اطاعني دخل الجنة و من عصاني فقد ابى)…و من هنا ؛و لله المثل اﻻعلى و لرسوله و للمؤمنين؛ نريد ان نعمل مقاربة لما يحصل في اﻻحزاب و الفصائل الوطنية و القومية حتى تلك التي تدعي اﻻنتماء الديني او بالاصح النهج اﻻسﻻمي ان صح التعبير ﻻنه(هو سماكم المسلمين من قبل)؛ و لم يقل ربنا عز و جل اﻻسﻻميون و ﻻ المتأسلمون الخ .. بل قال المسلمين و بكل صراحة (سماكم المسلمين )،و لكن و من هنا فانه (من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات و من كان يعبد الله فان الله حي ﻻ يموت)؛ وهذا حصل فور وفاة نبينا الكريم و ارتفاعه الى البارئ عز وجل حيث اختار بارادته و بعد ان خير (بل الرفيق اﻻعلى) حينما خيره ملك الموت و بحضور جبرائيل عليهما السﻻم .
و بالعودة الى اﻻحزاب و الفصائل على تنوع مشاربها الوطنية و القومية و الدينية…شكلا او منهاجا او سلوكا او مضمونا؛فان لها مناهجها و ادبياتها و انظمتها اﻻساسية و الداخلية؛ و بكل اسف فان تلك اﻻنظمة تارة تكون الهة كما ايام قريش و جاهليتها و تكون المعبود المقدس وطورا تكون المأكل و المهضوم بالمعدة و طبعا البديل عن الجوع بسبب الفقر و العوز و سد الرمق او الماكول منعا للاتباع و متاعا للدنيا و برجزتها و بالتالي راحت قيمة النظام كاله مقدس يجب ان يصان و يطاع و يتبع كإله اعلى او اوسط كي ﻻ نقول ادنى ؛و تحول اﻻله الزراديشتي ؛ الجاهلي القديم او الحديث بجاهلية ثانية ،الى وضيع صنيع الانس و شياطينه، الظاهرة و الباطنة ، قليل الحيلة بل و عصف مأكول بﻻ رجعة.
ان من يتبع (الشخص!!!)؛ برمزيته و سطوته و قوة نفوذه يكون له الرفعة و المرتقى و اﻻولوية للوصول اﻻنتهازي الى (سدرة اﻻبهية)؛ و دﻻئل كثيرة نستطيع ان ناخذ قليﻻ منها للمثال ﻻ للحصر؛ ان كنت(( امعة))؛ نعم مع النعم و ﻻ مع اللا..او كنت شاعرا للبﻻط او كنت مخبرا للابرشية او كنت عسسا للباب العالي فانت الرفيع العالي المقرب ؛ و ان لم تكن كذلك فﻻ صﻻحية لك و ﻻ اولوية لك وﻻ سمعا و ﻻ طاعة منك حتى لو كان رأيك هو الصواب او فكرتك هي الصحيحة و الحقيقة و المقبولة بالحد اﻻدنى.بل و تكون انت وكأنك الجهالة الجهﻻء و الضﻻلة العمياء على حد قول زياد بن ابيه في خطبته المشهورة؛ وساعتئذ حل عليك الدوس وحدلتك المحدلة كي يعبر فوق ((زفت جثتك)) من يستحق و من ﻻ يستحق؛ ولو ركبت المحدلة من قبل فقد دخلت المزفتة واﻻ فانت ابيت (وبﻻ تشبيه طبعا بالحديث معاذ الله )لكنك ابيت و كفرت برب هبل و اللات و العزة، ومعهن مناة اﻻخرى ؛وتحولت افكارك و استناداتك السابقة الى اﻻنظمة و اﻻسس و القوانين الى نواة التمرة ؛ المرمية في الزبائل ؛ و من تلك التمرة التي اكلوها بعد ان تحولت من اله عال متكبر متجبر يجب اﻻ يعصى بل و يطاع حق الطاعة واكثر من المستطاع؛و نزلت قيمتها الى ادنى القيمة …الى معبود…ﻻ بل الى عصف مأكول…!!!
لذا فمن ركب المحدلة فقد وصل الى آخر طريق النصر للفكر اﻻستبدادي ؛ و من رفض ركوبها (فقد ابى)؛ و ليس مستبعدا ان يتم طردك من جنة الفردوس المفبركة الى ارض اليباب الملعونة (شخصيا)؛ اي من(الذات الشخصية )المتسلطة على( اراضي الميعاد الدنيو-حزبية او فصيلية) للتيارات الفرعونية و القارونية و النمرودية بل و الهكسوسية الحمورابية السكسونية المستندة الى النظم غير الثابتة و المتحركة بميزان رختر للزﻻزل الوطنية و القومية او اﻻسﻻموية؛ و التي وجب عليها تصويب مساراتها و سلوكياتها كي ﻻ تكون بالنار مع الكل المنصوص عليه بالدين باستثناء منفرد وحيدunique ((كلهم بالنار اﻻ واحدة ….!!!))؛ وكي ﻻ تكون ايضا انا او ﻻ احد..!!
انه زمن المحادل…فﻻ شوارع توصل الطريق باﻻخر اﻻ عبر المحدلة و ﻻ محدلة تعمل اﻻ عبر (فيولfuel)، او اﻻموال الذي (جمعتها من عندي)؛ وكانت تنوء من حمل مفاتيحها الجمال و النوق…فاين هو قارون…و اين هو فرعون…و اين هامان و كل الزبانية اﻻشرار….؟؟؟!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى