المقالات

مطالعات وهواجس للتغيير كتب: د جعفر عبد الخالق

نقرأ المقالات والافكار دائما، خاصة للتوسع بالمعلومات والتنوع بوجهات النظر…
ولكن نستنتج مما نقرا على الاغلب التالي:
اولا) طالما ان الطبقة السياسية والأطراف المسيطرة والمهيمنة “كلها” منذ أربعين او ١٥ او عشرة أعوام (لا يهم) ما زالت مقتنعة بدورها وضرورة وجودها للإصلاح، وتسارع للبقاء.
ثانيا) طالما أغلبية الصحافة والاعلام والأبواق الالكترونية ما زالت تطبل وتزمر وتبرر لنفس المنظومة.
ثالثا) وطالما أن فصائل الحراك (او الانتفاضة او الثورة سيان) هي اما متواضعة بحجمها وتمثيلها، واما مخترقة، او تابعة لأجندات أحزاب مهيمنة وسلطوية حسب ما يكتب بكثير من الاحيان (وهذا جزء اساسي من الحقيقة).
رابعا) اذن من اين ستنفذ او تأتي او تتهيا ادوات التغيير الجذري؟ الواضح لحد الان؛ ان ١٣٤ هيئة للحراك مع الاحترام والتقدير التام للكثير منهم (هم بمعظمهم أشبه بجمعيات خيرية لا يتعدى أعضاؤها المئة عنصر، ويقود كل واحدة منها فرد أو بضعة افراد تطغى على حراكها، ولا تنسق فيما بينها، ولم تستطع تشكيل على الاقل قيادة تنسيقية موحدة خلال ١٥ شهرا… وأغلب هذه الجمعيات (حسب كتاباتها ومقالاتها) اما تابعة او مخترقة من توابع (كما هو واضح مما يكتب)…
خامسا) بهذا المنطق نحن كشعب لبناني ليس أمامنا اي بديل او رؤية او افق (او حتى ايديولوجية)، وبهذا لا نمتلك اي ادوات للتغيير الجذري…
سادسا) السؤال الاهم: هل يمكن أن نبقى هكذا عبثيين سلبيين دون تنظيم او قيادة، ودون افق ولا حراك؟؟؟
هذا الغياب العدمي لقوى التغيير الفعلي يؤدي حكما إلى فوضى الحراك، وانعكافه نحو التخريب، كما حدث سابقا بقطع الطرقات بلا طائل، ويحدث اليوم في طرابلس او اي مكان اخر قادم، من حرق وتدمير ولزوم ما لا يلزم (الارتدادات سلبية جدا على الحراك).
أما من الناحية الثانية (اي السلطة)، فهي من البديهي أن تدافع عن نفسها وتستعمل ادوات حراستها (اذا لم نقل قمعها) في صد التحركات الشعبية مهما كان نوعها وحتى حجمها… فكيف اذا كانت التحركات تنحو نحو التخريب او تخترق لتنحو (كله سيان).
والسؤال الاهم: ما العمل؟
السؤال مطروح على كل من يعتبر نفسه او جمعيته حراكا حقيقيا…غير مخترق او غير تابع…
الشعب اللبناني المقهور قصدا وعمدا، لم يعد يحتمل الهيمنة والتسلط واللامبالاة السلطوية من ناحية، ولا التململ واللاقرار واللاتنظيم واللاقيادة واللاافق عند جمعيات الحراك الخيرية، التي لم ترتقي او تتحول لحد اليوم إلى الحد الأدنى الى مستوى احزاب معارضة حقيقية…
اذا كان لا يد من فرص لاحتمالات التغيير في لبنان، لا يد من الخروج من الشرانق السهلة في التنظير والتجادل (العبثي احيانا) من جمعيات مجموعات الواتس اب والفايس بوك ووووو وغيرها، وتجمعات فنادق ومطاعم وشوارع ضيقة… إلى مستوى رحاب قيادات تغيير وطنية حقيقية، ضمن أحزاب وطنية رائدة، تستقطب جماهير المعارضة الساحقة والغاضبة والمنهوبة بلقمة عيشها…
وهذا يتطلب نخب جريئة ونشطاء، بتضحيات ونضالات ودفعات لاثمان غالية.
عدا ذلك: لبنان وشعبه ومعارضته وحتى سلطته (اصلا) في دوامة عدمية…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى