ثقافة

قَدْ طَاوَلَتْ أَنْجُمَ اللَّيَالِي
بقلم الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

إلى أمي الحاجة صباح شحاتة شحاتة علام رحمها الله كما ربتني صغيرا ووهبتني من حنانها ما يعينني على خوض مسالك ودروب الحياة الوعرة .
أُمَّاهُ كَنْزٌ مِنَ السَّمَاءِ=فِي قِمَّةِ الْحُبِّ وَالْبَهَاءِ
قَدْ بَارَكَ اللَّهُ فِي عُلَاهُ= أُمَّاهُ فِي لَوْحَةِ اصْطِفَاءِ
اَلْحُبُّ فِيهَا وَالطُّهْرُ فِيهَا=طَارَ اشْتِيَاقاً إِلَى الْعَلَاءِ
أُمَّاهُ بَوْحٌ عَلَى شِفَاهِي=يَسْمُو إِلَى قِمَّةِ السَّخَاءِ
أُمَّاهُ نَاءَتْ بِثِقْلِ جِسْمِي=أَثْنَاءَ حَمْلٍ بِلَا ارْتِخَاءِ
عَانَتْ كَثِيراً شَالَتْ أَمِيراً=لِلشِّعْرِ يَرْبُو بِلَا مِرَاءِ
كَانَتْ تُعَانِي مِنَ الْأَمَانِي=وَالْوَرْدُ سِحْرٌ بِلَا انْتِهَاءِ
وَالْفُلُّ أُنْشُودَةٌ بِفِيهَا=وَالْعِطْرُ أُنْشُودَةُ الثَّرَاءِ
أُسْطُورَةُ الْحُبِّ فِي زَمَانِي=صَبْرٌ جَمِيلٌ بِلَا رِيَاءِ
وَأَنْجَبَتْنِي وَعَلَّمَتْنِي=شَالَتْ دُهُوراً وَبِاحْتِفَاءِ
وَأَرْضَعَتْنِي وَدَلَّلَتْنِي=وَأَسْلَمَتْنِي إِلَى مُنَائِي
شَالَتْ هُمُومِي أَرْخَتْ عُلُومِي=بِكُلِّ فَخْرٍ عَلَى التَّنَائِي
مَا زَالَتِ الْأَرْضُ تَصْطَفِيهَا=وَتَحْتَوِيهَا بِلَا جَفَاءِ
قَدْ طَاوَلَتْ أَنْجُمَ اللَّيَالِي=فَاقَتْ بُدُوراً مِنَ الْوَفَاءِ
كَوَاكِبَ اللَّهِ فِي سَمَاءٍ=قَامَتْ صُفُوفاً مِنَ الثَّنَاءِ
وَالشَّمْسُ خَجْلَى بِالْحُبِّ عَجْلَى=طَارَتْ إِلَيْهَا لِلِارْتِوَاءِ
مَلِيكَةَ الْحُبِّ فِي زَمَانٍ=يُصْغِى إِلَى جَنَّةِ الذَّكَاءِ
وَتِلْكَ عَيْنُ الْحَيَاةِ تَرْنُو=لِبَلْسَمِ الْجُرْحِ فِي اكْتِسَاءِ
رَنَّمْتِ أُنْشُودَةَ التَّلَاقِي=فَطِرْتُ لِلَّهِ فِي اشْتِهَاءِ
أُمَّاهُ وَالْحُبُّ يَرْتَضِينِي=كَنْزاً مِنَ الْفَخْرِ وَالرِّضَاءِ
بقلم الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
[email protected] [email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى