المقابلات

الصفدي لاستمرار المواجهة مع “الاتحاد”: مهزوز ومنحاز وغير قادر على إدارة مباراة واحدة

طويلة على رقبتهم أن يفكروا مجرد تفكير بشطب المتحد إن التهديد بشطب “المتحد”، معناه التهديد بشطب طرابلس بكل مكوناتها
اجرى الإعلامي غسان ريفي في صحيفة السفير مقابلة مع رئيس نادي المتحد طرابلس السيد أحمد الصفدي تحدث فيها عن أزمة كرة السلة اللبنانية. وهذا نصها:
يرى رئيس «نادي المتحد» أحمد الصفدي أن كل ما تتعرض له كرة السلة اللبنانية اليوم، ناتج عن قيام بعض أصحاب المصالح بفرض اتحاد للعبة بمنطق التحدي والكيدية السياسية، وبشكل مخالف لطموحات وتطلعات الأندية.

ويعتبر أن هذه الأندية وجدت نفسها فجأة أمام اتحاد هاو ومهزوز ومنحاز ومنقاد، وغير قادر على إدارة مباراة واحدة، فكيف ببطولة من طراز البطولات اللبنانية ذات المنافسة الشديدة؟، ومنتخب كمنتخبنا الوطني الذي وجد نفسه أسير بعض الأهواء السياسية المهيمنة على «الاتحاد» والتي أضرت بسمعته وأساءت إلى لاعبيه الأبطال.

ويشير الصفدي في حديث لـ«السفير»، إلى أن «المتحد» لجأ إلى القضاء لأن «الاتحاد» المحكوم سياسيا لم يفلح في معالجة أي قضية واجهته، منتقدا التدخل السافر لمسؤول قطاع الرياضة في «التيار الوطني الحر» جهاد سلامة «الذي يتعاطى هو فقط السياسة من موقعه، ويعالج الأمور من منطلق سياسي، ولأهداف مصلحية، بينما نحن رؤساء الأندية الذين نستثمر في هذه اللعبة، نحن أم الصبي والحريصون كل الحرص على المنتخب وعلى سمعة لبنان في الخارج».

ويضيف الصفدي: إن ما يقوم به جهاد سلامة اليوم يندى له الجبين على المستوى الوطني، فهو يحاول الرد على ما يجري ضمن اتحاد كرة القدم في اتحاد كرة السلة في إطار تصفية حسابات سياسية وطائفية، ومن ورائه ملهمه وديع العبسي الذي يدعي الوطنية ويتجاوز الخطوط الحمراء طائفيا، لا سيما عندما نقل عنه قوله في مجالسه الخاصه: «فليعلم الجميع أن كرة السلة هي لعبة مسيحية وهي للمسيحيين ولن نسمح لأحمد الصفدي ولا لغيره أن يدخلوا إليها أو أن يقرروا فيها، وهذا كلام خطير يضرب أسس الصيغة اللبنانية القائمة على الوحدة الوطنية والعيش المشترك».

ويؤكد الصفدي أن المواجهة القضائية مستمرة مع «الاتحاد»، وإن ردت المحكمة الدعوى لعدم الاختصاص، معتبرا أن ذلك جاء لتبريد الأجواء بعدما تعرض لبنان للايقاف على يد «الاتحاد الدولي»، فـ«الاتحاد» فاحت منه روائح الفساد والهدر والسمسرات والصفقات، وهو الذي تآمر على المنتخب، وتآمر على اللعبة بلجوئه الى الاتحاد الدولي وهو يعلم مسبقا أن سلوكه سيؤدي الى تجميد المنتخب، من يكون المجرم بحق كرة السلة ومنتخبها الوطني؟ ومن ارتكب الخيانة العظمى بحق لبنان؟ كذلك برهن الاتحاد أيضا أنه فاشل على كل صعيد، حتى في الأمور الروتينية المتعلقة بتنظيم البطولات للدرجتين الرابعة والخامسة والفئات العمرية، وهو الذي خالف القوانين الدولية بعدم إنشائه لجنة طعون مستقلة ومحايدة كما تنص المادة 5/9 من قانون «الاتحاد الدولي».

«الاتحاد» يجبرنا على التوجه إلى القضاء
ويضيف: «عندما نلجأ إلى القضاء فان «الاتحاد» يجبرنا على ذلك، وهو الذي كابر وتعنت ورفض تنفيذ قرار قضائي واضح، بالرغم من أن رئيسه روبير أبو عبد الله قد تعهد بتنفيذ كل القرارات القضائية، لكنه عاد ونقض تعهده كعادته، كونه يدار بالـ«ريموت كونترول» من قبل جهاد سلامة الذي يحاول إخراج اللعبة من الملاعب إلى المسرح السياسي، بما في ذلك ما بات يعرف بصراع «الجنرالين»، علما أن شربل سليمان هو رئيس نادٍ وممول وما ينطبق على رؤساء الأندية ينطبق عليه.

ويدعو الصفدي الى التعبئة العامة لانقاذ كرة السلة من براثن الفساد والهيمنة، مؤكدا أن المواجهة مستمرة، إنطلاقا من قناعتنا بضرورة حماية اللعبة التي إما أن تكون نزيهة وشفافة وعلى قدر من المصداقية والاحترافية، أو لا تكون.

لا تسويات على حساب اللعبة
ويرفض الصفدي الدخول مجددا في تسويات على حساب اللعبة والمنتخب واللاعبين، لحل الأزمات على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب»، «بل علينا أن نضع حدا نهائيا لما يحصل، خصوصا أن اللعبة كبرت أكثر من اتحادها الهاوي وقوانينه البالية، وبالتالي يكفينا صراعات سياسية، وليرفعوا أيديهم عن هذه اللعبة، وليكفوا عن المتاجرة بها، وليتقوا الله فيها، فالأندية تتعب وتبذل وتدفع الأموال وتسهر على لاعبيها الذين يشكلون الرافد الأساسي والعمود الفقري لمنتخبنا الوطني، بينما هم لا يريدون منتخبا، وقد أساؤوا للاعبين لأنهم لا يريدون مجرد الاعتراف بأخطائهم، وهذا ما دفع الـ«فيبا» إلى اتخاذ القرار بحق منتخب لبنان.

سلامة أهم من «المنتخب»
واستغرب الصفدي قيام الـ«فيبا» بتبني وجهة نظر واحدة، من دون أن ترسل لجنة تحقيق للوصول الى الحقيقة الكاملة، ما يرسم علامات استفهام كبيرة، حول من دفع الـ«فيبا» لاتخاذ هكذا قرار؟ ومن يحاول أن يبيع المنتخب الوطني في البازار السياسي؟

وذكر الصفدي «أننا وصلنا الى تسوية تقضي بسحب كل الدعاوى مقابل أن يقدم جان همام 3 استقالات لأعضاء من الاتحاد هم: غسان فارس، إبراهيم دسوقي، وإيلي فرحات، واتفقنا على أن يحصل ذلك بالتزامن، ووضع الأمور في عهدة وزير الشباب والرياضة، لكنهم أيضا تراجعوا عن كلامهم، لأنهم لا يريدون كسر كلمة جهاد سلامة، وبالتالي باتت كلمة سلامة أهم من المنتخب الوطني ومستقبل اللعبة الشعبية الأولى، علما أن سلامة يصرح علنا بأن الاتحاد خط أحمر، ونحن نقول له أن المنتخب الوطني خط أحمر، والاتحاد بخدمة هذا المنتخب واللعبة فاذا أصاب استمر وإذا فشل وهو كذلك رحل غير مأسوف عليه.

«طويلة على رقبتهم»
وعن تهديد بعض أعضاء الاتحاد بشطب «نادي المتحد»، يقول الصفدي: طويلة على رقبتهم أن يفكروا مجرد تفكير بشطب المتحد، فالمتحد لا يمثل نفسه، بل هو أولا رسالة وطنية بامتياز، وهو الممثل الشرعي لطرابلس ومعه الشمال بمختلف شرائحه وطوائفه وطبقاته الاجتماعية، هذه المدينة التي عمل «المتحد» كل ما بوسعه من أجل تثبيت حضورها ضمن المعادلة السلوية اللبنانية والعربية والآسيوية.

ويتابع: إن التهديد بشطب «المتحد، معناه التهديد بشطب طرابلس بكل مكوناتها، ومعناه التهديد بشطب شعب كامل عاش على مدار سنوات عديدة تفاصيل لعبة كرة السلة وذاق نكهة انتصاراتها، ومن يستطيع أن يلغي أو يشطب مدينتنا التي دونها الروح والدم فليتفضل ويفرجينا عضلاته ونكتفي بهذا الكلام الآن، على أمل أن لا نسمع مثل هذه العنتريات لاحقا.

وختم الصفدي موجها رسالة إيجابية الى الجميع، معتبرا أن الأندية هي أكثر المتضررين مما يحصل، وكذلك المنتخب الوطني واللاعبين، مؤكدا أن الهدف الوحيد هو حماية اللعبة الشعبية الأولى والحفاظ على إنجازاتها، وإيجاد الاطار الاداري القادر على تطويرها والسير ببطولاتها ومنتخبها الى بر الأمان: «إننا مقتنعون بأننا لا يمكننا أن نلعب من دون الآخر، وعلى الآخر أن يفهم بأنه لا يستطيع أن يلعب من دوننا، لذلك من الضروري أن نضع كل الخلافات جانبا، وأن نترك المجال لكي تنتصر اللعبة على الجميع، لأن انتصارها سيوصل كل الأطراف إلى حقوقهم.

أدعو إلى حوار عقلاني من أجل إنقاذ اللعبة برعاية الوزير فيصل كرامي التي تشكل وحدها الضمانة للجميع، وبالتالي العمل على تصفية القلوب والتفاهم الجدي على مستقبل مشرق لكرة السلة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى