صحة وبيئة

الدكتور “أسامة ال تركي” يكتب عن كورونا والبحث العلمي

منذ بزوغ فجر الإسلام والعالم العربي يقدم للإنسانية الكثير والكثير من أبناء هذه الأمة العريقة من مخترعين وعلماء وعباقرة في كل التخصصات وخلال القرون الماضية وضعنا الأسس والنظريات لكل العلوم الحالية التي أصبح الغرب يتشدق بها اليوم وإذا أمعنت النظر لوجدت في كل مركز من مراكز البحث العلمي عالم عربي له دور رائد في تلك الأبحاث ، الأمة العربية ولادة ولله الحمد والشعب العربي ليس كما يصفونه الغرب أنه إنسان كسول أو فاشل ، إنما للأسف هناك مشكلتين تواجه الوطن العربي أولا هو أن الدول العربية بيئة طاردة لمواطنيها ولا تقتنع بإمكانياتهم ، ثانيا عدم توفر الإمكانيات التي تتواكب مع التطور السريع في عالم البحث العلمي .

لهذا يضطرون للهجرة إلى الغرب ليجدوا الأبواب كلها مفتوحة لهم فيبدعون ويقدمون الكثير من الإبداعات والتطور .
فقد كان في العراق أكثر من خمسمائة عالم في مختلف العلوم قبل الغزو الأمريكي 2003 وعندما سقطت العراق في يد القوات الأمريكية كان أول قرار من المستعمر القبض عليهم وإجبارهم إما بالسفر إلى أمريكا أو تتم تصفيته في العراق ومن يوافقون يتم ترحيلهم إلى أمريكا وتقديم لهم كل الامتيازات الشخصية وتوفير الإمكانيات المطلوبة .
اليوم وللأسف لا يوجد عالم واحد بالعراق، وهناك أمثلة كثيرة في عالمنا العربي من علماء تمت تصفيتهم في بلدانهم للأسف الشديد من خلال الأيدي الخفية التي لا تريد النمو والرقي لعالمنا العربي .
ومن أهم المشاكل التي تواجه العالم العربي هي التالي : لابد من إعادة النظر في المنظومة التعليمية الحالية التي لا تتوافق مع التطور العلمي العالمي بعالم التكنولوجيا وكل المناهج عاف عليها الزمن ولا تصلح للمستقبل القادم، تبني أي مخترع أو أي بحث يمكن ان يفيد، إنشاء مراكز بحث بإمكانيات عالية تتوافق مع المنظومة العالمية في الجامعات والكليات المتخصصة، إنشاء مركز بحث عالمي تشارك فيه كل الدول العربية من أجل الاستفادة من الكوادر العربية وخاصة الموجودة في أمريكا والغرب وتخصيص ميزانية كبيرة تشارك فيها كل الدول العربية ليؤسس لأكبر مركز بحث علمي، خاصة أن جائحة كورونا علمتنا درس قاسي وهو الاهتمام بمراكز البحث العلمي ومراكز التطوير في كل القطاعات وخاصة القطاع الصحي وتخصيص ميزانيات عالية يمكن أن تصل إلى 2 أو 3 في المائة من الدخل العام حتى نستطيع أن ننهض بالوطن والمواطنين .
هناك دول عربية قليلة شعرت بالحاجة الماسة للاهتمام بالبحث العلمي فخصصت ميزانيات مهمة للانفاق على البحث العلمي، وهم أفضل الدول العربية حسب الترتيب العالمي مثال على ذلك :
السعودية في المركز 40
جمهورية مصر العربية في المركز 47
المملكة المغربية في المركز 50
وللأسف باقي الدول العربية في الاعداد فوق المائة .
مثال سريع :
وجاءت السعودية في مقدمة الدول العربية الأكثر إنفاقاً على البحث العلمي والتطوير، بعد أن زاد معدل إنفاقها 12.513 مليار دولار من إجمالي ناتجها المحلي، فيما حلت مصر في المرتبة الثانية بحجم إنفاق 6.116 مليار دولار
وتأتي الإمارات في المرتبة الثالثة بـ4.250 مليار دولار، ثم المغرب في المرتبة الرابعة ب1.484 مليار دولار .
مقارنة مع ثلاثة جامعات في أمريكا وهي : جامعة هارفارد 36 مليار دولار، جامعة ييل ب19 مليار دولار، جامعة تكساس ب17 مليار دولار .
وهناك فرق كبير جدا بين ما يصرفه الغرب وما تصرفه الدول العربية ولذلك فهم سباقون ..
نحن الآن نواجه تغييرات كثيرة في حياتنا في زمن كورونا يجب على الحكومات الاهتمام بشكل مباشر في دعم وتشجيع البحث العلمي في كل الاتجاهات وخاصة في المجال الطبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى