صحة وبيئة

البيان الثاني لمؤسسة أديان حول وباء كوفيد‑19 تعهّد السلامة والتضامن والتكيّف والتحوّل

مع وجود أكثر من أربعة ملايين حالة و287355 ضحية لوباء كوفيد‑19، حتى لحظة كتابة هذا البيان، ومع تزايد عدد الأشخاص الذين يعانون العواقبَ الاجتماعية والاقتصادية للوباء، نَودّ أن نتشارك معكم -بعد للبيان الأول الذي أطلقناه في 13 آذار/مارس- في طريقة مؤسسة أديان الجديدة في الالتزام والعمل، القائمة على أربع ركائز: السلامة، والتضامن، والتكيّف، والتَّحوّل.

السلامة
إنّ سلامة فريق عمل أديان وجميع المشاركين في مشاريعنا، لها أهمية قصوى عندنا. وبِناءً على ذلك، تابَعْنا عملنا من المنزل، منذ شهرين إلى الآن. وفي الوقت نفسه، راجعنا على الفور جميع مشاريعنا، لتقييم الأنشطة التي يجب إيقافها مؤقَّتًا وإعادة جدولتها، والأعمال التي يمكن أن تستمرَّ عبْر الإنترنت بطريقة آمنة وشاملة وفاعلة. ومع أنه بات في إمكاننا الآن -وَفْقًا للخطة الحكوميّة اللبنانيّة- استئنافُ العمل من مركز عملنا، فإنّنا ارتَأَيْنا تمديد إستراتيجية عملنا من المنزل، مدة أسبوعَين آخرَين على الأقل، في انتظار مزيد من الوضوح بشأن وضع وباء كوفيد‑19.

التضامن
مع تنفيذ “التباعد الاجتماعي” حول العالم، عمِلْنا في أديان طَوال الأزمة، على ضمان ألّا يؤدّي هذا التباعد الجسدي إلى العزلة والانقسامات. لذلك:

أطلَقْنا حملةً إعلاميةً تُطالِب بالتضامن العالمي، وتُركّز على أن نكون #مع_بعض_عن_بعد أو #DistantlyTogether.
أطلقنا بالشراكة مع مفوَّضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومجلس كنائس الشرق الأوسط (MECC)، ومعهد عصام فارس في الجامعة الأميركية في بيروت: "نداء تَلاقٍ ومحبة مع مجتمعات اللّاجئين والنازحين"، لضمان ألَّا يجري استغلال القلق الاجتماعي الحاليّ لزرع رُهاب الأجانب وخطاب الكراهية، وخاصة تجاه اللاجئين والنازحين.
أطلقنا مع 16 منظمة تُعنى بالشؤون الدينيّة نداءً مشتركًا، تَجاوُبًا مع مبادرة "اللجنة العُليا للأُخوّة الإنسانيّة"، مُردِّدين مُناشَدتَي قداسة البابا فرنسيس وسماحة شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيِّب، في دعوة الناس في جميع أنحاء العالم، إلى تكريس يوم الخميس 14 أيار/مايو 2020 للصلاة والصوم وأعمال الخير.

التَّكيّف
لقد أدركنا منذ البداية، أنَّ عملنا في مجال الترابط الاجتماعي أصبح أكثر أهمية، نتيجة الصدمة العالمية والزيادة الكبيرة في الأوضاع الهشّة، الناشئة من الأزمات الاقتصادية. وتحقيقًا لهذه الغاية، نحن حريصون على ضمان استمرار أكبر عدد ممكن من الأنشطة المخطَّط لها، من خلال التَّكيّف مع الوضع الجديد. بالنسبة إلى بعض المشاريع، هذا يعني إعادةَ تصميم الأنشطة (مثل: الحصص الدراسيّة والدورات التدريبيّة واستطلاعات الرأي)، ليَجري تنفيذها رقميًّا. وهذا يتطلّب تكيُّفًا تِقْنِيًّا، وأيضًا تعديلًا للمواد والمنهجيّات. وقد ساعدَتنا منصَّتُنا التعليميّة عبْر الإنترنت www.teachcoexistence.com، وخبرةُ أديان بالتعليم الإلكتروني، على سرعة تحويل العديد من برامجنا إلى أنشطة عبر الإنترنت بشكل كامل. ومِن بين الطُّرق التي جرى تكييف البرامج على أساسها، نَذكُر:

تطوير مقرَّرَين دراسِيَّين جديدَين عبْر الإنترنت، يخدمان 2223 طالبًا(ة) مَدرسيًّا(ة) في 57 مدرسة.
تنظيم 16 منتدًى حِواريًّا عبر الإنترنت، وأكثر من 40 منتدًى لاحِقًا للشباب اللبناني، من أجل مناقشة وجهات نظرهم، ودورهم في تعزيز السياسات غير الطائفيّة.
إعداد ستِّ ندوات لإطلاقها عبر الإنترنت، حول "الإسلام وقيم الحياة العامة".
تحويل موارد تدريبيّة إلى أدوات عبر الإنترنت، لِيُتاح للجمهور استخدامها مجَّانًا.
إنشاء مجموعات عمل رقميّة للمعلّمين/ات على العيش معًا، والمدرِّبين/ات على المُواطَنة الحاضنة للتنوّع، و"الأئمة من أجل الحياة"، لتحقيق الدعم المتبادل، والمشاركة في الخبرات والأفكار الإبداعيّة.
إنشاء مدوَّنة لنشر قصص من "الذاكرة الشفهيّة" لكبار السِّن، وحكايات تَجارُبِهم في مواجهة التحديات. يجري تفعيل هذه المبادرة بمساهمة تلاميذ برنامج ألوان في المدارس الثانويّة، الذين قاموا باتصالات هاتفيّة مع كبار السن لدعمهم، مُعرِبين بذلك عن تضامن جميل عابر للأجيال.

التَّحوّل
مع تَميُّز الخطوات الموضَحة آنفًا، فإننا ندرك أن تأثير هذا الوباء في الاقتصادات والمجتمعات والأُسَر في كلِّ جزء من العالم، يتطلّب استجابة أكبر بكثير. وتعتقد أديان، أن الوقت قد حان لاتِّخاذ قرارات شجاعة على المستوَيَين الشخصي والمؤسَّساتي، للتغلّب على هذه الأزمة، وبناء مستقبل مَرِن وحاضن وعادل للجميع. إنَّ عالَم ما بعد وباء كوفيد‑19، لن يكون -ويجب ألَّا يكون- كما هو الآن. نحن في حاجة إلى أن نعيش بطريقة أكثر استدامة، وأن نتعاطف ونتحمّل المسؤولية العالمية تجاه إنسانيتنا المشتركة. لهذا السبب، قامت أديان بِـ:

نشر 20 مقالًا حتى الآن ذات صلة بوباء كوفيد‑19، على موقع تعددية الخاص بنا، من قِبل كُتّاب وكاتبات من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن أوروبا. تَرفع هذه المقالات مستوى الوعي، وتغذّي التفكير في شأن التحديات والتغييرات، التي نحتاج جميعًا إلى أخذها في الاعتبار من أجل مستقبل أفضل.
إنتاج فيديو حول مسؤولية الأديان، من أجل بيئة عالمية مستدامة.
المشاركة في العديد من المبادرات العالمية والإقليمية، لتعزيز فعالية التعاون المتعدد الأطراف، والدعوة إلى تضامن دُوَليّ أفضل.

أخيرًا، مع أنَّ هناك تخفيفًا لإجراءات التعبئة العامة في العديد من البلدان، فسوف تستمر الصعوبات التي يواجهها كثيرون، بل وقد تتفاقم. سنبقى جنبًا إلى جنب مع شُركائنا، لِمُتابعة مَهامِّنا بأكثر الطرق تعاطفًا وإبداعًا وفعالية. أيضًا ندعو جميع الأشخاص إلى التلاقي بروح جماعية مَرِنة ومتفائلة، لإيجاد سُبل إلى دعم الضعفاء، وتعزيز قيم التنوّع والتضامن والكرامة الإنسانيّة، من خلال الأفعال والأفكار والصَّلَوات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى